ماذا لو استغفرت؟!
كتبت – سارة عبد الخالق –
قبل أن تأخذك صراعات الحياة ومشاكلها.. وقبل أن تشغل بالك وفكرك بالأعباء والمسئوليات المفروضة عليك يوميا.. قف لحظة من فضلك!!
انظر حولك.. فكر قليلا.. فالكل غارق في دوامة الحياة.. قد يكون متناسيا لأعمال بسيطة فيها خلاصه ونجاته!.. وقد يكون غافلا عن أمور تجلب له السعادة والخير في حياته قبل مماته!
والآن.. اذا كنت تمتلك من الوقت دقائق قليلة ووفقك الله تعالى لقراءة هذه السطور.. فاعلم أن المكسب كبير والعائد سيعود عليك سريعا من خلال الكلمات القليلة القادمة.
يمكنك التعرف على فوائد عظيمة تعود عليك اذا عطرت لسانك وقلبك بالاستغفار، فلنبدأ:
1- يغفر الله – عز وجل – ذنوبك ويرحمك: يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية : 135): {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، وكذلك قوله في سورة النساء (آية : 110): {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.
2- يخرجك الله من ضيقك، ويفرج همك، ويرزقك من حيث لاتحتسب: فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لايحتسب) – رواه أبو داود.
وكان رسولنا الكريم صلوات الله وتسليمه عليه يستغفر الله في اليوم 70 مرة، وقيل 100 مرة. فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) – رواه البخاري.
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: كنا نعد لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المجلس الواحد مائة مرة: (رب اغفر لي، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) – رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكثر أن يقول قبل موته: (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه) – متفق عليه.
3- يكثر الله عليك رزقه: فيرسل الغيث الكثير (المطر)، ويعطيك الأموال والأولاد، ويجعل لك الجنات والأنهار.
يقول الله – عز وجل في سورة نوح من آية (10 إلى 12): {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.
4- قد تكون من أهل الجنة - بإذن الله تعالى - إذا قلت: دعاء سيد الاستغفار.
فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها، فمات في يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة) – رواه البخاري.
5- يعدك المولى بمغفرته مهما كثرت ذنوبك: عن أنس – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (قال الله تعالى: يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) – رواه الترمذي وقال : حديث حسن.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف) – رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وقال: حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.
• فكم إنسان يتمنى رحمة الله ومغفرته ؟! وكم شخص يسعى للحصول على رزقه في الدنيا ويطلب من الله أن يمده بالأموال الكثيرة والأولاد؟! وكم واحد مر بضيق أو هم ولم يجد منه ملاذا ولا مخرجا؟!
اعلم أن شيطانك دائما يغويك ويبعدك عن طريق الله حتى تضيق عليك الدنيا، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن إبليس قال: أي رب لا أزال أغوي بني آدم مادامت أرواحهم في أجسادهم. قال: فقال: الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) – رواه عبد بن حميد وأحمد بن حنبل.
فالحل سهل وبسيط عزيزي القارىء، وشيطانك تستطيع أن تقهره .. فالدواء الشافي لكل ما تتمناه وتطلبه.. ستجده في الروشتة الربانية التي أوصانا بها الله عز وجل!.
الاستغفار ثم الاستغفار ثم الاستغفار.. أوصيكم وأوصي نفسي باغتنام كل ثانية ودقيقة تمر علينا بالاستغفار، ولنتذكر دائما، قوله – صلى الله عليه وسلم – (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا)...
فيديو قد يعجبك: