إعلان

قصة انتحار "قزمان".. الذي قال فيه النبي "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"

05:41 م الجمعة 06 ديسمبر 2019

كتبت - آمال سامي:

لم يغب أي شيء عن الشريعة الإسلامية، فهي تمام بناء النبوة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟، قال:فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ". وتكرار حوادث الإنتحار في الفترة الأخيرة جعلنا ننظر إلى ما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حوادث مشابهة، وما ورد فيها، فذكرنا في موضوع سابق قصة الصحابي الذي انتحر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وغفر الله له، واليوم نذكر قصة "قزمان" الذي شهد له الصحابة بالصلاح، لكن الرسول أخبرهم أنه من أهل النار.. ثم عرفوا حكمة ذلك فيما بعد.

وردت قصة "قزمان" في صحيحي البخاري ومسلم، حيث قاتل "قزمان" قتالًا شديدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته، وقيل أن ذلك كان في غزوة أحد، حتى قال عنه الصحابة: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان- أي ما كفى كفايته ولا قام مقامه- لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: أما إنه من أهل النار، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة.

لكن هل كان قزمان رجلًا صالحًا ومحى انتحاره تاريخًا طويلًا من الحسنات والأعمال الصالحة؟

تروي لنا كتب التاريخ خلاف ذلك، فيروي ابن الجوزي في كتابه كشف المشكل من حديث الصحيحين أن قزمان كان من كبار المنافقين، ويقول: هذا الرجل اسمه قزمان، وهو معدود في جملة المنافقين، وكان قد تخلف يوم أحد فعيره النساء وقلن له: قد خرج الرجال، ما أنت إلا امرأة، فخرج لمّا أحفظْنه، فصار في الصف الأول، وكان أول من رمى بهم، وجعل يرسل نبلا كالرماح، ثم صار إلى السيف ففعل العجائب، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، يا للأوس، قاتلوا على الأحساب، وجعل يدخل وسط المشركين حتى يقال: قد قتل، ثم يخرج ويقول: أنا الغلام الظفري، حتى قتل سبعة، وأصابته جراحة، فمر به قتادة بن النعمان فقال: هنيئا لك الشهادة فقال: إني والله ما قاتلت على دين، ما قاتلت إلا على الحفاظ، ألا تسير قريش إليها حتى تطأ سعفتنا، ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان