قبل إنقاذ ريان.. 5 مشاهد من محنة سيدنا يوسف الأولى في قاع البئر
كـتب- علي شبل:
تستدعي واقعة الطفل المغربي ريان، الذي سقط في بئر عميقة بالمغرب منذ نحو ثلاثة أيام، والتي شغلت الرأي العام المغربي والعالمي، إلى الأذهان قصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما ألقاه إخوته في البئر في قلب الصحراء.. ويرصد مصراوي قصة سيدنا يوسف أثناء إلقائه في الجب، وهي المحنة الأولى التي ابتلى فيها ربنا سبحانه وتعالى ذلك الطفل الصغير حتى يشتد عوده ويصبح من الأنبياء المصطفين.
5 مشاهد من المحنة الأولى
(1)
ورد في كتب السيرة أن سيدنا يوسف عليه السلام لما كان ابن سبع سنين وقيل: عشر سنين، وقيل غير هذا عندما جاء إخوته إلى أبيهم متوسلين؛ يا أبانا، لماذا لا تأمنا على أخينا يوسف ﴿ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ﴾ [يوسف: 11]، دعه لنا غدًا يرعى معنا الغنم، وسوف نتركه يلعب، ويجري، ويمرح ﴿ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [يوسف: 12]. فأجابهم يعقوب عليه السلام بلسان الأب الحنون، وبقلب مطمئن بصير: ﴿ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ [يوسف: 13]. وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: لو لم يقل لهم: أخاف أن يأكله الذئب، ما كانوا قالوا في الأخير: لقد أكله الذئب، لأن هذا الأمر لم يكن في أذهانهم، ففتح لهم يعقوب عليه السلام طريقًا، وأوجد لهم عذرًا لم يدر بخلدهم، دون أن يدري.
(2)
ثم بدأوا في تنفيذ جريمتهم، ذهبوا بيوسف إلى المرعى في الصحراء، وأول ما وصلوا، ما تركوه يرتع كما قالوا، ويلعب كما زعموا، وإنما قيدوه بحبل، وأنزلوه في البئر، فأخذ يستغيث فأنزلوه وهو يتشبث ويبكي، وذكر ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" أنه لما نزل أخذ يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وأخذ يقول: سبحان الله، سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير.
(3)
وعندما استقر يوسف عليه السلام في قعر البئر انقطع أمله من كل شيء، وتوجه بكل وجوده إلى الله تعالى، وقد ورد عن ابن عباس أنه قال وهو يبكي حينما قرأ سورة يوسف: "هدأت الحيتان في البحر من التسبيح، ولم يهدأ يوسف عليه السلام من التسبيح، فأنزلوه، ولما نزل قطعوا عنه حبالهم، فبقي في حفظ الله، وفي رعاية الله وفي أمن الله".
(4)
أظلم الليل على يوسف عليه السلام، ويقول أهل العلم: أنزل الله عليه جبريل يسكّنه تلك الليلة، وأخبره ربه أني معك أسمع وأرى، فلا تفتر لسانك من ذكري، فإني جليسُ من ذكرني، فبدأ يوسف عليه السلام يذكر الله سبحانه وتعالى، فلما استأنس قال يا جبريل، استأنستُ بجلوسي مع الله، فإن شئت فاذهب، فأوحى الله إلى يوسف: ﴿ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ [يوسف: 15]. سوف تمر الأيام وتخبرهم بصنيعهم هذا وهم يشعرون!!
(5)
مكث نبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام في الجب أو البئر ثلاثة أيام بلياليهما، وأثناء ذلك مرت عليه قافلة كبيرة في طريقها إلى مصر.. توقفوا للتزود بالماء.. وأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيه.. تعلق يوسف به.. ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه.. ففرح بما رأى.. رأى غلاما متعلقا بالدلو.. فرح به من وجده في البداية، ثم زهد فيه حين فكر في همّه ومسئوليته، وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا.. وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر.. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد، دراهم معدودة، ومن هناك اشتراه رجل ليستقر به الحال إلى أن يشتريه عزيز مصر، وتنتهي المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم- عليه السلام.
اقرأ أيضا:
بالفيديو| مبروك عطية يدعو للطفل "ريان": اللهم أرنا فيه آية من آيات قدرتك
فيديو قد يعجبك: