لُقب بـ "شيخ المصريين" .. عبدالله بن الحارث آخر الصحابة موتًا في مصر
كتب – هاني ضوه:
كرم الله سبحانه وتعالى مصر بأن جعل فتحها على يد الصحابة الكرام بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين، وقد عاش كثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مصر وتزوجوا وأنجبوا فيها ودفنوا في أرضها.
ويوجد في قرية البهنسا في صعيد مصر ما يقرب من 5 آلاف صحابي مدفون هناك، ويتناول مصراوي في هذا التقرير سيرة آخر الصحابة الكرام وفاة في مصر، وهو الصحابي الجليل عبدالله بن الحارث الزبيدي الذي كان يسمى بـ "شيخ المصريين".
كان اسمه في الجاهلية "العاصي" فبدل النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه إلى عبدالله، وهو ما ذكره الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة": "روى أبو زرعة الدمشقي عن عبد الله بن صالح عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث أنهم حضروا مع النبي جنازة، فقال النبي ما اسمك: قال العاص، وقال لابن عمرو ما اسمك ؟ قال العاص، وقال لابن عمر ما اسمك ؟ قال العاص، فقال النبي: أنتم عبيد الله، فخرجنا وقد غيرت أسماؤنا".
وكان عبد الله بن الحارث من أصحاب الصفه، وهم الصحابة الزهاد الفقراء وكان يمتاز بالفروسية والشجاعة والورع والعلم والتقوى، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث عديده.
وشهد حارث فتح مصر واختلط بها وسكنها وروي عنه أهلها. وكان شيخ المصريين في زمنه وعالمهم.
قال ابن عبدالحكم في كتابه "فتوح مصر": "عن عبدالله بن صالح ويحيي بن عبدالله بكير. قالا: حثنا الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب: عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي. قال: توفي رجل ممن قدم علي النبي فأسلم. فقال لي رسول الله وهو عند القبر: ما اسمك؟ فقلت: العاص.. وقال لابن عمرو: ما اسمك؟ فقال: العاص.. وقال للعاص بن العاص: ما اسمك؟ فقال: العاص.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : العاص! أنتم عبدالله. أنزلوا "أي ادفنوا صاحبكم".. قال عبدالله بن الحارث: فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا".
ونقل الإمام السيوطي في كتابه " در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة" قال: "لأهل مصر عنه عشرون حديثاً". وهم: عقبة بن مسلم التجيبي عمرو بن جابر الحضرمي عبيد بن ثمامة المرادي عباس بن خليد الحجري عبيد الله بن المغيرة عبدالملك بن مليل البلوي سليمان بن زياد الحضرمي عتبة بن ثمامة مسلم بن يزيد الصدفي يزيد بن أبي حبيب "وهو آخر من روي عنه".
وذكر الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" أن الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث كان أخر من توفى من الصحابة في مصر، فقال: "مات بقرية سفط أبي تراب و التى تسمى حاليا بصفط تراب من أسفل مصر في سنة ست وثمانين وقيل توفي سنة سبع وقيل سنة خمس وثمانين والأول أصح وأشهر له رواية في سنن أبي داود وجامع أبي عيسى وسنن القزويني والله أعلم وقد طال عمره، وعمى بصره .وقبره في صفط تراب في محافظة الغربية، وهو آخر الصحابة بمصر موتاً".
فيديو قد يعجبك: