إعلان

لا يصلح فيه الادعاء.. علي جمعة يكشف عن معنى التوكل الصحيح على الله

02:38 م الجمعة 23 أغسطس 2024

الدكتور علي جمعة

كتب- علي شبل:

كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، عن معنى التوكل على الله تعالى، وما هو التوكل الصحيح شرعا.

اكد فضيلة المفتي السابق أن التوكل على الله هو عمل من أعمال القلوب فلا يراه الناس ولا يصلح فيه الإدعاء ، وإنما يرى الناس أثر هذا الخلق الكريم في كثير من تصرفات المسلم ، فلا يرون منه تحايلا على الرزق ولا طلب الرزق بالمحرم ، ولا يرون منه نفاقا ولا تملقا لأنه متوكل على الله عز وجل.

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن التوكل بمعنى الثقة بالله والاعتماد عليه في كل الأمور هو أمر واجب ومأمور به في كثير من آيات القرآن الكريم وفي سنة الرسول ﷺ: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ؛ لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا».

ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن عامة الفقهاء ومحققو الصوفية ذهبوا إلى إلى أن التوكل على الله لا يتنافى مع السعي، والأخذ بالأسباب من مطعم ومشرب ، وتحرز من الأعداء وإعداد الأسلحة ، واستعمال ما تقتضيه سنة الله المعتادة ، مع الاعتقاد أن الأسباب وحدها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا ، بل السبب "العلاج" والمسبب "الشفاء" فعل الله تعالى والكل منه وبمشيئته ، قال سهل: «من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله ﷺ ».

واستشهد بقول الرازي في تفسير قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} دلت الآية على أنه ليس التوكل أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجهال ، وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل على الله أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها ، بل يعول على الله تعالى.

وتابع جمعة: حث سيدنا النبي ﷺ في أكثر من موضع على العمل والاحتراف وعدم ترك الأسباب ، عن أنس قال: «ذكر شاب عند النبي ﷺ بزهد وورع فقال النبي ﷺ : إن كانت له حرفة» [ابن أبي الدنيا] وعن الحسن قالوا يا رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «كسب الحلال وأن تموت ولسانك رطب من ذكر الله» [ابن أبي الدنيا]

وختم فضيلة المفتي السابق بأن جمهور علماء المسلمين أجمعوا على أن التوكل الصحيح إنما يكون مع الأخذ بالأسباب ، وبدونه تكون دعوى التوكل جهلا بالشرع وفسادا في العقل.. وإذا دخل التوكل الصحيح في قلب العبد المؤمن لا يؤذي الناس ، ولا يحسد الناس ولا يحقد على أحد ؛ بل لن تراه إلا متعاونا معهم على الخير راضيا بكل ما يقضيه الله من الأمور.. نسأل ربنا الكريم أن يجعلنا من المتوكلين عليه ومن المطمئنين به وبقضائه سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا:

عمرو الورداني: زيادة اشتراطات الأهل السبب في العزوف عن الزواج

بالفيديو| رمضان عبد الرازق يوضح لماذا كان الرسول ﷺ يصوم كثيرًا في شعبان

بالفيديو: عالم أزهري يفسر قول الله" إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ *وَما هُوَ بِالْهَزْلِ"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان