إعلان

بعد عرض فتاة نفسها للزواج على فيسبوك.. أستاذ بالأزهر: جائز بضوابط شرعية

08:44 م الثلاثاء 23 يونيو 2020

تعبيرية

كتبت- آمال سامي:

بعد نشر فتاة مصرية في أوائل الثلاثينات فيديو قامت فيه بعرض نفسها للزواج على الفيسبوك حسب تعبيرها، وتحدثت في الفيديو عن ضغوط الحياة في ظل كورونا، قائلة إنه على من يرغب في الزواج منها بشكل جاد التواصل معها، وأوضحت في الفيديو أن طلباتها قليلة وانها فقط تريد شخصا جادا يريد الزواج، استطلع إسلاميات مصراوي رأي الشرع في مسألة عرض الفتاة نفسها للزواج، وهل يوجد في تاريخ الإسلام وقائع مشابهة؟

يؤكد الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن "عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح جائز شرعًا بأن تخاطبه مباشرة أو بأن ترسل له أحدًا أو بأي وسيلة من وسائل التواصل"، مضيفا أنه من الجائز أن يعرضها وليها على الصالحين أو أهل الخير الأمناء الذين يقدرونها . مؤكدًا أنه ليس في عرضها أو عرض وليها لها عيب أو حياء، "بل العيب والحياء في التلذذ بالنظر للحرام، أو اتخاذ أخدان – أصدقاء – لها أو أن تمارس أمرا محرما أو أن تقع فريسة لمكاتب الزواج".

وفي حديثه لمصراوي، أضاف مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر أن الزواج فيه نفع للفتاة من نواح كثيرة منها: دفع الفتن عنها ، وتحصين فرجها، وإشباع رغبتها، وتلبية رغبة الأمومة عندها، وكبح جماح تطلعها للمتزوجات ودفع شعور النقص عنها.

وقال البدري إن عليها ألا تحزن إذا عرضت نفسها أو وليها ثم اعتذر المعروض عليه، مستشهدا بما جاء في صحيح البخاري: قال أَنَسٌ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلى رسول اللَّهِ تَعْرِضُ عليه نَفْسَهَا قالت يا رَسُولَ اللَّهِ أَلَكَ بِي حَاجَةٌ فقالت بِنْتُ أَنَسٍ ما أَقَلَّ حَيَاءَهَا واسوأتاه واسوأتاه قال أنس هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ رَغِبَتْ في النبي فَعَرَضَتْ عليه نَفْسَهَا، وقال ابن بطال :" فيه جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح وتعريفه برغبتها فيه لصلاحه وفضله ، ولعلمه وشرفه ، أو لخصلة من خصال الدين ، وأنه لا عار عليها فى ذلك ولا غضاضة ، بل ذلك زائد فى فضلها ، لقول أنس لابنته : هى خير منك . وفيه : أن للرجل الذى تعرض المرأة نفسها عليه ألا ينكحها إلا إذا وجد فى نفسه رغبة فيها"

واستشهد البدري كذلك بعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على عثمان وأبي بكر رضي الله عنهما بعد وفاة زوجها اثر جراحه في غزوة بدر، حتى تزوجها الرسول، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فتوفي بالمدينة فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا وكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟ قال عمر قلت نعم قال أبو بكر فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلتها .

وحدد البدري ضوابط عرض الفتاة نفسها للزواج في النقاط التالية:

أولا: أن تعرض نفسها على الصالحين ممن ترتضيه زوجا في دائرة المعارف أولًا.

ثانيا: أن تطلب من الثقات أن يبحثوا لها عن زوج صالح.

ثالثًا: إذا لم تجد في دائرة المعارف أو ممن بحث لها فتعرض نفسها على العام بشرط مخاطبة الصالحين وأهل الخير الأمناء ومع أخذ الاحتياطات اللازمة.

رابعا: أن يكون المظهر وطريقة العرض لا يخدشان الحياء.

خامسًا: أن تذكر مؤهلاتها والمواصفات التي ترغب بها والتيسيرات والأمور التي تقبل بها والأمور التي لا تقبل بها.

ونصح البدري من تقدم على ذلك بأن عليها أن تحسن الاختيار عند تقدم الخطاب وأن تحتاط لأمرها لأن المجتمع فيه الصالحون وفيه الفاسدون وأن تجعل وليها يبحث عن المتقدم ويتمم أمر زواجها إن رأى مصلحتها ، وأضاف أن على المجتمع تيسير الزواج وتسهيل الحلال خصوصا في زماننا هذا ونظرا لما نمر به من ظروف وبائية واقتصادية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان