تحريم الخروج على الحاكم.. تعرف على أبرز آراء أبو بكر الجزائري في ذكرى رحيله
كتبت - آمال سامي:
هو أبو بكر جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر المعروف بـ أبو بكر الجزائري، العالم الورع الذي توفي في مثل هذا اليوم في الخامس عشر من أغسطس عام 2018.
ولد بقرية "لِيوَه" التابعة لـ بسكرة، الولاية الجزائرية، عام 1921م ويرجع نسبه إلى قبائل بني هلال، وهي إحدى القبائل العربية التي خرجت من الجزيرة واستوطنت أفريقيا. وقد أتم حفظ القرآن الكريم ومتون اللغة والفقه المالكي في قريته، ثم انتقل إلى بسكرة لدراسة العلوم الدينية والنقلية، وأيضًا أرتحل إلى مدينة قسنطينة ليدرس بها، وتلقى العلم على يد الشيخ الطيب العقبي بنادي الترقي بالعاصمة.
في العاصمة انضم الشيخ لجمعية العلماء والتي كانت تسعى لغرس العقيدة السلفية ومحاربة البدع والخرافات. عمل الشيخ على نشر الوعي السلفي وانشأ مجلة "الداعي واللواء" الناطقة باسم جمعة شباب الموحدين التي شارك في تأسيسها، كما شارك أيضًا في تأسيس حزب البيان الجزائري، وكان احد أعضاءه قبل مغادرته للجزائر.
وفي بداية الخمسينيات ومع نشوء الثورة الجزائرية انتقلت عائلته في تلك الفترة إلى المدينة المنورة، فتعلم هناك بين حلقات العلماء والمشياخ وحصل بعدها على إجازة للتدريس بالمسجد النبوي الشريف، فكانت له حلقات لتدريس القرآن الكريم وتفسيره والحديث الشريف وغيرها من العلوم، وعمل كذلك مدرسًا في بعض مدارس وزارة المعارف السعودية، حتى فتحت الجامعة الإسلامية في سبتمبر 1962 فكان من أوائل أساتذتها حتى تقاعده.
"تحريم الخروج على الحاكم"..أبرز آرائه السياسية
بخلاف علماء السلف، كان أبو بكر الجزائري يؤمن بالديموقراطية، حيث أفتى بمشروعية النظام الديمقراطي ودعا الجزائريين للمشاركة في الانتخابات في عدة مناسبات. وكان اعتراضه على نظام حكم هواري بوميدين أحد الأسباب التي ذكرت في رحيله إلى المدينة المنورة، حيث رأى أن نظام الثورة الزراعية الذي أقره يتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية. لكن الجزائري في الوقت نفسه يتبني الرأي القائل بحرمة الخروج على الحاكم، وله في ذلك كتاب " الجهاد في سبيل الله ومحرمة الخروج على حاكم المسلمين" الذي قال فيه بحرمة الخروج على الحاكم قائلًا: "إن الخروج على الحاكم المسلم كالخروج عن إمام المسلمين محرم بالكتاب والسنة والإجماع" وذكر من الأدلة قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا وما تفرقوا" ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان: "من كره من أميره شيئًا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج عن السلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية".
أيد أبو بكر الجزائري جهاد الشباب العربي والإسلامي ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان في ثمانينات القرن العشرين، وكان من أشد معارضي الاشتراكية ومن يتزعمها من رؤساء العالم الإسلامي.
من أبرز مؤلفاته كتاب منهاج المسلم وهو كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات، وكتاب عقيدة المؤمن وهو يشتمل على أصول عقيدة المؤمن بمختلف فروعها، وله أيضًا كتاب في تفسير القرآن الكريم "أيسر التفاسير" في أربعة أجزاء، وكتاب حقيقة الجهاد في سبيل الله ومحرمة الخروج على حاكم المسلمين.
توفى أبو بكر الجزائري في الخامس عشر من أغسطس عام 2018م في الرابع من ذي الحجة بالمدينة المنورة، وصُلي عليه بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة ودفن بالبقيع.
فيديو قد يعجبك: