هل يزيد "غسيل الصحون" من رصيد حسناتك؟
كتبت – آمال سامي:
"من بات كالًا من عمل يده بات مغفورًا له".. حديث مصاحب لصورة المرأة وهي تقوم بالأعمال المنزلية من طهي وغسيل للملابس والصحون واعتناء بالأطفال، تداولها بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، طرحت السؤال: هل تؤجر المرأة على ممارسة أعمالها المنزلية الروتينية ويغفر لها فعلًا؟
في تصريح خاص لمصراوي من الدكتور مختار مروزق عبد الرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين بالأزهر الشريف بأسيوط، معلقًا على تلك الصورة والعبارات المصحوبة معها، يقول إنه مما لا شك فيه أن المرأة تؤجر على العمل في البيت من خدمة زوجها وكذلك خدمة أولادها وحماتها إن كانت تعيش معها في المنزل وما إلى ذلك، وهذا لأن كل ذلك يدخل في نطاق طاعة الزوج.
واستشهد مرزوق بما قد ورد عند ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".
ويؤكد مرزوق أن خدمة المرأة لزوجها تدخل في مسألة الطاعة، فهي تؤجر عليها، فالطاعة تعد من ربع الأعمال التي تدخل المرأة الجنة. وأضاف مرزوق أن مما يثبت أيضًا على أن المرأة مأجورة في خدمتها لأهلها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت للمسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر وإذا أصابه خير حمد الله وشكر، إن المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه (أي فمه)".
"الرسول كان يأمر أزواجه بخدمته" ينبه إلى ذلك مرزوق قائلًا إنه ثابت في السنة الصحيحة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا عائشة أطعمينا. ويعلق مرزوق على خدمة المرأة لزوجها قائلًا " إن أشرف نساء زمانها السيدة فاطمة رضي الله عنها كانت تخدم زوجها سيدنا علي رضي الله عنه، وكان النبي يأمرها بذلك". ويذكر مرزوق موقفًا لفاطمة وعلي مع النبي صلى الله عليه وسلم حين جائته فاطمة تطلب منه خادمًا، وكان علي يصحبها، فقال لهما النبي: هل أدلكم على خير من خدم؟ ثم أرشدهما أن يسبحا الله تعالى ثلاثًا وثلاثين وأن يحمدا الله ثلاثًا وثلاثين وأن يكبرا الله أربعًا وثلاثين وقال: ذلك خير من الخادم.
أما حديث من بات كالًا من عمل يده بات مغفورًا له، فيقول مرزوق إنه موجود عند ابن عساكر وسنده ضعيف، لكن معناه صحيح، لأن من كان يتعب في طلب العيش ويغني نفسه عن سؤال الناس لاشك أن الله يرضى عنه ويغفر له ذنوبه بدليل الأحاديث الأخرى التي تدل على وجوب السعي وعلى أن يأكل الإنسان مما رزقه الله من عمل يده، مثل حديث الرسول : ما أكل أحد طعامًا أحسن من أن يأكل من عمل يده، وإن داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده. ويؤكد مرزوق أن ذلك كله منطبق على الأعمال التي تعملها المرأة في منزلها خدمة لأهلها.
فيديو قد يعجبك: