واعظة بالأزهر لـ مصراوي: المنتحر بسبب مرض نفسي لا إثم عليه في هذه الحالة فقط
كتب ـ محمد قادوس:
حَرص الإسلامُ وعنيَ بالحياة البشريّة بِشتّى المجالات والوسائل والسبل، ومن ذلك أنه حرَّم الاعتداء على النفس البشرية وجميع ما يؤدّي إلى ذلك، حتى لو كان ذلك الاعتداء يَسيراً.
وتقول الدكتورة أسماء أحمد محمود عوض الله، الواعظة بالأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لمصراوي إن الإسلام وضع قواعد مثالية لحفظ الأمن والسلامة العامة عموماً، ولحفظ حُقوق البشر وصون النفس البشريّة خاصّةً اعتداء الآخرين على النفس.
أمّا بخصوص اعتداء الإنسان على نفسه بسبب مرض النفسي، من خلال إيقاعها بالمهالك أو تعريضها للمخاطر ، تؤكد د. أسماء أن الإسلام جعل لذلك أحكاماً وقواعدَ خاصّة، أمّا من يقتل نفسه ويُزهق روحه من خلال الوسائل المفضية إلى القتل والموت الحتمي، فيختلف المرض النفسي باختلاف أحواله ودرجاته فمنه ما يمكن علاجه ولا يؤدي بصاحبه إلى الجنون المسقط للتكاليف الشرعية فمثل المنتحر في هذه الحالة عليه الإثم والعقوبة من الله لعدم صبره على ابتلائه واهلاكه لنفسه المأمور بالحفاظ عليها.
وأضافت الواعظة بالأزهر الشريف أنه اذا استعصى المرض النفسي ووصل بصاحبه إلى حالة الجنون المسقطة للتكاليف الشرعية فهنا إن انتحر صاحبه فلا إثم عليه لكونه غير مخاطب لعدم إدراكه، مستشهده في ذلك بقول النبي صلي الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث ومنها وعن المجنون حتى يفيق، فهنا لا عقوبة عليه في الآخرة والله أعلم.
وأكدت عوض الله أنه يجب على الإنسان أن يتقرب إلى الله تعالى خاصة بالصلاة حتى تكون وقاية وحصنا له من هذه الأمراض فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي على سيدنا بلال ويقول "أرحنا بها يا بلال " فهي الوقاية والراحة.
فيديو قد يعجبك: