طال بهما انتظار الزفاف.. ما حكم جماع الرجل لزوجته قبل الدخول؟

القاهرة- مصراوي:

ورد سؤال إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية: "طال الوقت بنا أنا وزوجتي على إتمام الزفاف، فحدث بيننا جماع كجماع الرجل لزوجته، دون إخبار الأهل، فما حكمه؟

قال المركز في فتواه: إن هذا الأمر من الأمور التي جرّمها العرف، والإسلام دين يحترم أعراف الناس وعاداتهم وتقاليدهم ما دامت لا تتعارض مع نص من نصوص الشريعة الإسلامية، بل ذهب الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك- احترام أعراف الناس- حيث جعل العُرف الذي لا يتعارض مع نص من النصوص الشرعية دليلًا من أدلة الأحكام، وأمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس بالعرف في الأحكام والتشريعات فقال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.. [الأعراف:199]

وإذا نظرنا إلى فقهاء الإسلام والأئمة الأعلام، فإننا نجدهم وقد جعلوا العادة والعرف قاعدةً معتبرةً من القواعد الفقهية التي تُعد دليلًا من أدلة الأحكام عندهم، ويبين الإمام الزركشي- رحمه الله- أن العادة محكمة في الفقه الإسلامي، فيقول: إنها تحكم فيما لا ضبط له شرعًا، وعليها اعتمد الشافعي- رحمه الله- في أقل سن الحيض والبلوغ، وفي قدر الحيض والنفاس... وذكر مسائل كثيرة اعتمد عليها الإمام الشافعي- رحمه الله- على العادة والعرف. [المنثور في القواعد الفقهية (2/ 356)]

ويتحدث الإمام ابن نجيم الحنفي- رحمه الله- عن قاعدة العادة محكمة، فيقول: واعلم أن اعتبار العادة والعرف يرجع إليه في الفقه في مسائل كثيرة حتى جعلوا ذلك أصلًا، فقالوا في الأصول في باب ما تترك به الحقيقة: تترك الحقيقة بدلالة الاستعمال والعادة. [الأشباه والنظائر(ص79)].

وبناءً على ذلك: فإن الإقدام على هذا الفعل جريمة لا يرضاها الناس لأخواتهم وبناتهم، ومما ذُكر يعرف الجواب.. والله تعالى أعلى وأعلم.