هل التلفظ بالنية فى الصلاة بدعة؟!
سئل : يقول بعض الناس: إن التلفظ بالنية فى الصلاة بدعة، فالنية محلها القلب ، فهل لو تلفظ بها المصلى تبطل صلاته أو يضيع ثوابها ؟
تجيب لجنة الفتوى بدار الافتاء المصرية:
النية معناها القصد، والقصد عمل قلبى، فلا يجب التلفظ بها فى الصلاة وغيرها ، ولا يتوقف قبول الصلاة على التلفظ بها سرا أو جهرا.
وقد قال الشافعية : لا بأس بالتلفظ بها ، بل يُسَنُّ ، وذلك ليساعد اللسان القلب ، فلو ترك التلفظ بها فالصلاة صحيحة ومقبولة إن شاء الله ، إذا توافرت فيها عوامل القبول بعد الأداء الشكلى، ومنها الخشوع والإخلاص .
وجاء فى "فقه المذاهب الأربعة" أن المالكية قالوا : التلفظ بالنية خلاف الأولى إلا للموسوس فإنه مندوب ، دفعا للوسوسة . وقال الأحناف : إن التلفظ بدعة . إذ لم يثبت عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " ولا عن أصحابه .
ويستحسن دفعا للوسوسة .
فالخلاصة أن النية فى الصلاة محلها القلب ، ولا يشترط التلفظ بها . بل قال الأحناف : إنه بدعة، وقال المالكية : إنه خلاف الأولى، وذلك لغير الموسوس فيكون التلفظ مندوبا أو مستحسنا . وقال الشافعية : إنه سنة .
وابن القيم فى كتابه "زاد المعاد" ج 1 ص 51 نعى بشدة على من يقول بجواز النطق بالنية ، وصحح رأى الشافعية فى ذلك فقال : كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال : اللّه أكبر، ولم يقل شيئا قبلها ، ولا يلفظ بالنية البتة ، ولا قال : أصلى له صلاة كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماما أو مأموما، ولا قال : أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت .
وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا مسند ولا مرسل لفظة واحدة منها البتة، بل ولا عن أحد من أصحابه ، ولا استحسنه أحد من التابعين ولا الأئمة ، وإنما غرَّ بعض المتأخرين قول الشافعى رضى الله عنه فى الصلاة إنها ليست كالصيام ولا يدخل أحد فيها إلا بذكر، فظن أن الذكر تلفظ المصلى بالنية ، وإنما أراد الشافعى رحمه اللّه بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا، وكيف يستحب الشافعى أمرا لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاة واحدة ولا أحد من خلفائه وأصحابه ؟ هذا هو رأى ابن القيم ، وللأئمة آراؤهم ، والحكم على ما ذكر بأنه بدعة ليس مسلَّما على طول الخط أنه ضلالة، فقد قال به علماء أفاضل ، وجعلوه سنة أو مستحبا ومندوبا فى بعض الحالات كالوسوسة، مع العلم بأن التلفظ بها لا يضر وقد ينفع .
فيديو قد يعجبك: