خاص| زوجي يسيء معاملتي فهل أظلم أبنائي لو طلبت الطلاق؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
كتبت – آمال سامي:
يقدم مصراوي خدمة "فتاوى النساء" حيث يتيح للنساء أن يطرحن أسئلتهن الخاصة واستفساراتهن الشرعية بشكل سري عبر الرابط التالي: اضغط هنا ثم يطرحها على نخبة من العلماء والمتخصصين بالأزهر الشريف والإفتاء للإجابة عليها.
وقد تلقى مصراوي سؤالًا من إحدى المتابعات عبر الرابط تقول فيه: "أنا سيدة متزوجه من ١٦ عام ولا اطيق معاشره زوجى لى من سوء معاملته فهو لايهتم بى الا وقت العلاقه فقط وسبق لى الطلاق ولكن رجعنا مره اخرى من اجل الاولاد ارى اذا بقيت معه فانا اخسر نفسي على حساب اولادى واذا تركته ورحلت فاجنى على حياة اولادى فماذا افعل مع العلم انى لااستطيع الصبر معه هل عليا اثم ان طلبت الطلاق مره اخرى من اجل نفسي ؟"
أجاب على هذا السؤال لمصراوي الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، قائلا إنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها الا لسبب شديد وحقيقي، موضحا أن مقصود الشرع من الزواج تحقيق السكن والاستقرار النفسي لدى الأسرة المسلمة، فقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً. (الروم :21) .
وأضاف البدري أن الله سبحانه وتعالى أسمى الزواج ميثاقا غليظا وقد بين القرآن الكريم مدى الاندماج بين الزوجين والحماية والستر والحنان فقال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ…) البقرة : 187، وقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن العشرة لأزواجهن فقال تعالى :" ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها دون سبب شديد حقيقى وقد ألحق الضرر بها يقينا وخصوصا هناك أولاد عن ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا من غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عليها رَائِحَةُ الْجَنَّةِ "
(من غير بأس) أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة. كالضرب والإهانة باللفظ أو الفعل
وأكد البدري أن المرأة العاقلة تتنازل وتتغافل عن بعض متطلباتها كي تستقيم حياتها، وحياة أبنائها وتكون قُربتها خالصةً لله، ونصح البدري السائلة بأن لكل مشكلة حلها وعلاجها، أما عن تفسير السائلة سوء المعاملة بعدم الاهتمام إلا في وقت العلاقة وانزعاجها بسبب ذلك فعليها أولا أن توضح لزوجها بأسلوب هادئ في وقت مناسب وتكرر عليه، "ولا تسمع لبرامج تغرس في النفوس حب الفراق وعدم الكلام من مثل كلمة الاهتمام لا يطلب، بل يطلب من الحلال وتصبر وتدعو الله تعالى بصلاح زوجها فالدعاء بقلب ومراقبة رب العالمين كفيل بإصلاح الزوج قال :" وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجه " وناصية الزوج بيد الله".
وأكد البدري انه قد لا تكون المصلحة في الطلاق، ولا سيما عند وجود الأولاد، متسائلا: "فهل إذا طلقت ستتزوج معصوما ؟ وما حال أولادها بعد طلاقها هل سيكونون مثل حالتهم بينهما معا؟"، وقال البدري أن الأم فرد والأولاد أفراد والأفراد مقدمون خصوصا في مراحل المراهقة ناصحا السائلة "بادري أنت بالاهتمام ومع الوقت سيهتم اجعلي أبناءك نصب عينيك واحذري أن تطلبي الطلاق في غير أمر فيه باس حقيقي وشدة لا تطاق".
فيديو قد يعجبك: