صلاة الكسوف.. مجدي عاشور يوضح وقتها وكيفية أدائها وماذا تدعو فيها
كـتب- علي شبل:
تشهد الكرة الأرضية، اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2022م، كسوفاً جزئىاً للشمس، يأتى تزامنا مع نهاية شهر ربيع الأول وعند اقتران شهر ربيع الآخر لعام 1444هـ .
وتحت عنوان (دقيقة فقهية) نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، رده على سؤال تلقاه من شخص يقول: هل لكسوف الشمس صلاة مخصوصة ؟ وما حكمها ووقتها ؟ وما كيفيتها ؟ وبماذا ندعو فيها ؟
في بيان فتواه، أوضح عاشور الرأي الشرعي في تلك المسألة، قائلًا:
أولًا : نَعَم لكسوف الشمس وخسوف القمر صلاة مخصوصة ، تُصَلَّى عسى الله أن يغيِّر حالة الشمس أو القمر التى طرأت عليهما ، ليعودا إلى حالتهما المعتادة.
وحكمها عند جماهير العلماء أنها سنة مؤكدة لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها ، فعَنِ المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَة رضي الله عنه قال: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَ النَّاسُ : انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم :
«إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا ، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِي»[رواه البخاري] .
ثانيًا : وقتها يبدأ مع أول الكسوف أو الخسوف ويستمر حتى ينجلي كلٌّ منهما ، وتجوز الصلاة ما دام الكسوف أو الخسوف موجودًا ، فإذا انقضيا فلا تجوز الصلاة ، لزوال سبب الصلاة .
ثالثًا : أما كيفيتها فإن لها هيئة مختلفة عن الصلوات المعتادة ، فهي ركعتان بنية صلاة الكسوف أو الخسوف ، مع تكبيرة الإحرام ، ثم قراءة الفاتحة وسورة أو ما تيسر من القرآن مع الإطالة قليلا في القراءة ، ثم الركوع مع الإطالة فيه وكثرة التسبيح ، ثم تُرْفَعُ الرأس من الركوع وتُقْرَأُ الفاتحة وما تيسر من القرآن ، وبأقصر من القراءة الأولى ، ثم الركوع ثانيةً مع كثرة التسبيح فيه ، ولكن بأقصر من الركوع الأول ، ثم تُرْفَعُ الرأس قائلين : سمع الله لمن حمده للإمام والمنفرد ، ويقول المأمون : ربنا ولك الحمد ، مع الذكر المأثور وغيره ، ثم يسجد المصلي سجدتين مثل بقية الصلوات ، ويطيل فيهما قليلا للدعاء والرجاء ، ثم يأتي بالركعة الثانية كالزكاة الأولى تماما ولكن بأقصر منها ، ثم يقرأ التشهد ، ويُسَلِّم .
ويدعو فيها وبعدها أن يُجَلِّي الله الشمس أو القمر ، ويكثر من الاستغفار والتكبير مع إخراج شيء من الصدقة . كما ورد ذلك من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري وغيره .
ويجوز صلاتها فرادى ، ولكن الجماعة أفضل ، ويخطب الإمام بعدها خطبة قصيرة ، لتذكير الناس بالتوبة والاستغفار وكثرة ذِكر الله تعالى .
وتكون صلاة كسوف الشمس سرًّا لأنها صلاة نهارية ، وخسوف القمر يكون جهرا لكون صلاتها بالليل .
وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أوضح عاشور أن هناك صلاة مخصوصة للكسوف والخسوف، وهي ركعتان ولكنها تختلف عن بقية الصلوات بأن فيها ركوعين في كل ركعة ، وقراءتين في القيام . وهي سنة مؤكدة ، ووقتها ما دام يوجد كسوفٌ أو خسوف كبيرًا كان أو صغيرًا ، وتصلى فرادى والأفضل جماعة ، وتكون سرا في كسوف الشمس وجهرا في خسوف القمر ، ويدعو المصلي فيها وبعدها بأن يُذْهِبَ الله ذلك الكسوف أو الخسوف ، مع كثرة الاستغفار والتوبة والتكبير وإخراج الصدقات .
والله أعلم
فيديو قد يعجبك: