هل عليه فدية؟.. تعرف على حكم من آخر أيام القضاء حتى دخل عليه رمضان المقبل
كـتب- علي شبل:
صوم رمضان فريضة عظيمة من فرائض الإسلام، ومن يسر الشريعة الغراء أنها أباحت الفطر في رمضان لمن نزل به عذر منعه الصوم من سفرٍ، أو مرضٍ، أو مشقةٍ غير محتملة على أن يقضي ما أفطره عند الاستطاعة وزوال العذر، ويتساءل الكثيرون حول حكم تأخير أيام القضاء التي أفطرها في رمضان بسبب شرعي حتى مجيء رمضان المقبل، وهل عليه فدية ام يكتفي بالقضاء؟..
في بيان الرأي الشرعي، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية أن الفقهاء اتفقوا على أن من أفطر أيامًا من رمضان؛ وَجَبَ عليه قضاؤها، واختلفوا هل يجب على المفطر فدية إنْ أخّر القضاء حتى دخل رمضان آخر أم لا؟
وقالت لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر إن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن من أخّر قضاء رمضان بلا عذر حتى دخل عليه رمضان آخر فهو آثم، وجب عليه القضاء مع الفدية؛ لتهاونه في القضاء مع تمكنه منه، ومقدار الفدية مدٌ من الطعام عن اليوم الواحد، أي ما يساوي 510 جرامات.
وأشارت لجنة الفتاوى، في بيان فتواها السابقة، إلى أنه ذهب الحنفية إلى أنه لا تجب الفدية على من أخّر قضاء رمضان حتى لو دخل رمضان الذي يليه، ولا يلحقه الإثم؛ لأنه صومٌ واجبٌ فلم يجب في تأخيره فدية.
وأكدت لجنة الفتاوى في خلاصة فتواها أن الراجح ما ذهب إليه الحنفية؛ لقوة حجتهم، فظاهر النص لم يوجب إلا القضاء فقط، قال تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، والأصل أن إلزام العباد يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة، وهو ما رجحه الإمام البخاري حيث أورد في صحيحه عن إِبْرَاهِيمُ النخعي قال: «إِذَا فَرَّطَ حَتَّى جَاءَ رَمَضَانُ آخَرُ يَصُومُهُمَا، وَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ طَعَامًا -أي فدية-، وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلًا وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ يُطْعِمُ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ الإِطْعَامَ وإنما قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]» [صحيح البخاري (3/ 35)].
وفي نهاية بيانها بالفتوى أكدت لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر أنه وعليه: فمن أخّر قضاء رمضان لعذر حتى دخل رمضان آخر فعليه القضاء، ولا فدية عليه اتفاقًا، أمّا مَن أخر القضاء بغير عذر فعليه القضاء والفدية على قول جمهور الفقهاء، خلافًا للحنفية الذين أوجبوا القضاء فقط، وهو ما عليه الفتوى، ومما ذُكر يُعلم الجواب.. والله تعالى أعلم.
فيديو قد يعجبك: