نص خطبة الجمعة اليوم: "النظافةُ سلوكٌ حضاريٌ وإنسانيٌ"
كتب - أحمد الجندي:
نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم والتى حملت عنوان "النظافةُ سلوكٌ حضاريٌ وإنسانيٌ" وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
وأكدت الوزارة فى بيان لها ثقتها فى سعة أفق أئمتها العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.
وأوضح نص الخطبة اهتمام الإسلام بأمر النظافة المتناسب مع أهميتها كسلوك إنساني، وقيمة حضارية وركيزة أساسية في الحفاظ على البيئة التي خلقها الله، وأمر الإنسان بالحفاظ عليها وتنميتها، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، ويقول سبحانه: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها).
ويقول نص الخطبة الموحدة:
لا شك أن النظافة عنوان الحضارة الراقية، ودليل النُبل والمروءة الآدمية والبيئة النظيفة دليل على رقي من يعيش بها، لذا فقد أمر الإسلام أتباعه بالنظافة، وحثهم عليها، ورغبهم فيها، وجعلها سبيلًا إلى محبة الله (عز وجل).
فقد امتدح الحق سبحانه وتعالى أهل مسجد قباء لحرصهم على الطهارة والنظافة، فقال جل شأنه: (لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، وقد بين نبينا (صلى الله عليه وسلام) أن الطهور نصف الإيمان، أي نصف الدين فقال: (الطهور شطر الإيمان).
ولقد جعل الإسلام الطهارة والنظافة الكاملة للجسد والثوب والمكان جزءا لا يتجزأ من شرائعه، فلا يخفى على أحد أن الطهارة شرط لقبول أهم عبادة في حياة المسلم، والركن العملي الأول في الإسلام بعد الشهادتين ألا وهي الصلاة، قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
ويتضح اهتمام الإسلام بالنظافة في أمره للمسلم بالقيام بها في كل تفاصيل حياته، وذلك لأن حسن المظهر، وطهارة الظاهر غالبا ما تكون دليلًا على حسن المخبر وطهارة الباطن ومن ذلك:
-الترغيب في نظافة الملبس
-الحث على الاغتسال يوم الجمعة وفي العيدين
-الأمر بالسواك
-الحث على اهتمام الإنسان بهيئته ومظهره
-الأمر بالتطيب
وكما كان الإسلام حريصًا على الطهارة الحسية بكل صورها، كان حريصا على الطهارة المعنوية بكل معانيها، كطهارة العقيدة من كل الخرافات التي تلصق بها، وطهارة الاخلاق من الرذائل والمنكرات، وطهارة اللسان من كل القبائح والآثام، وطهارة الفكر من التطرف والانحراف، وكذلك طهارة القلوب من الغل والحقد والحسد والكراهية، لأن كل هذة الصفات لا تليق بالمسلم الذي يريد النجاة في دنياه وعقباه، فيجب على العبد العمل على طهارة ظاهره، وإسلاح باطنه، فينتفع في دينه ودنياه وآخرته.
فيديو قد يعجبك: