إعلان

ما حكم إحياء ليلة النصف من شعبان؟

04:19 م الإثنين 01 يونيو 2015

ما حكم إحياء ليلة النصف من شعبان؟

تجيب لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية :

أولاً: ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا، ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، فالاهتمام بها، وإحياؤها من الدين، ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة.

ومن الأحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - قالت: - فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فخرجت أطلبه . فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء . فقال (يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟) قالت : قلت ظننت أنك أتيت بعض نسائك . فقال (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب).. [رواه : أحمد ،وابن ماجه ، والترمذى].

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن».. [رواه : أحمد ، وابن حبان ،وابن ماجه].

وعن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها. فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا... حتى يطلع الفجر ».. [رواه : ابن ماجه].

ولا بأس بقراءة سورة "يس" ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة، فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة، وأمر الذكر على السعة، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعل ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا".. [رواه : البخارى].

قال الحافظ ابن حجر في [الفتح]: "وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك"ـ.

وقال الحافظ ابن رجب في [لطائف المعارف]: "واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:

أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد. كان خالد بن معدان، ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون، ويكتحلون، ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك، وقال في قيامها في المسجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عن حرب الكرم في مسائله.

والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم.

وعلى ذلك فإحياء ليلة النصف من شعبان على الصفة المذكورة أمر مشروع لا بدعة فيه ولا كراهة بشرط أن لا يكون على جهة الإلزام والإيجاب، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بإيجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو المعنى الذي من أجله كره من كره من السلف إحياء هذه الليلة جماعة، فإن انتفى الإيجاب فلا كراهة.

ثانيًا: الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة أمر مرغب فيه ما لم تشتمل على ما ينهى عنه شرعًا حيث ورد الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله - عز وجل -: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} ، وجاءت السنة الشريفة بذلك، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صوم يوم الاثنين قال « ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل على فيه »..[صحيح مسلم].

و عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « ما هذا اليوم الذى تصومونه؟ ». فقالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « فنحن أحق وأولى بموسى منكم ». فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه..[صحيح مسلم].

وعليه فالاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان