إعلان

"كو بي بي".. جولة في جزر الأحلام التايلاندية

06:00 ص الثلاثاء 07 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

تتحرك القوارب التقليدية الطويلة صعودا وهبوطا في المياه النقية الصافية، ويتمايل النخيل بلطف بين نفحات النسيم الاستوائي، بينما تظهر السحب البيضاء في السماء. كل ذلك يبدو وكأنه في صورة منقولة من كتاب مصور ، ولكنها ليست صورة، بل مكان حقيقي وساحر يوجد في تايلاند ويحمل اسم جزر "كو بي بي".

لطالما كان أرخبيل "كو بي بي" في جنوب تايلاند على قائمة الاماكن المرغوب في زيارتها بالنسبة للكثير من المسافرين من مختلف أنحاء العالم. وقد ألحقت السياحة الجماعية أضرارا بيئية بالغة بالجزر. إلا أن توقف رحلات السفر الذي استمر لفترة طويلة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، غير ذلك. حيث لم يعد هناك في الجزر كل هذه الاغراض التي كانت تتسبب في إفساد المشهد العام المثالي للمكان، من زجاجات بلاستيكية أو غيرها من القمامة. فإن المكان يعد بالتأكيد واحدا من أجمل الأماكن في جنوب شرق آسيا.

والشيء الغريب الذ حدث هو أن الركاب وهم يتجهون إلى الشاطئ في خليج "لوه با كاو"، فجأة ظهرت أمامهم لافتتان قديمتان تطفوان على سطح الماء؛ إحداهما تدعو إلى ضرورة أن يكون مرتاد المكان قد أجرى اختبار كورونا وكانت نتيجته سلبية. والأخرى تؤكد على ضرورة ارتداء كمامة صديقة للبيئة. ويسارع بارت كالينز، المدير العام لفندق "ساي بيبي فيلدج" لإلتقاطهما من البحر، ثم يهز رأسه قائلا: "لقد نتج عن كورونا نوعا جديدا تماما من الفضلات."

ويشار إلى أن النشاط السياحي في تايلاند بدأ للتو يعود من جديد، ولطالما كانت القواعد المتبعة للدخول، صعبة ومعقدة بالمقارنة مع الأماكن الأخرى، حتى ولو كان قد تم تخفيفها إلى حد كبير بداية من شهر مايو. ومع ذلك، فإن البداية الجديدة، التي لها أهمية كبيرة جدا بالنسبة لصناعة السياحة والفندقة، لم تنجح تماما حتى الآن.

وقد صارت الجزر مشهورة عالميا في مطلع الألفية. فبعد طرح فيلم "ذا بيتش" (الشاطئ) الشهير للنجم ليوناردو دي كابريو في دور العرض عام 2000، أثارت الأجواء الساحرة في "كو بي بي" ضجة عالمية. وبينما يحكي المخرج داني بويل قصة تدور أحداثها عن الحياة بعيدا عن معالم الحضارة، كان للفيلم تأثير معاكس تماما، مع حدوث عواقب وخيمة.

وظلت جحافل السائحين تتدفق على جزيرة "بي بي ليه" غير المأهولة بالسكان، لأعوام، مندهشة من سحر "خليج مايا" الشهير. وانتهى الأمر بوصول نحو 6000 شخص إلى المكان يوميا. ومثلما يحدث غالبا في الأماكن الشهيرة، صارت الجنة كابوسا مرعبا. وكانت عشرات القوارب تلقي مراسيها يوميا بين الشعاب المرجانية، التي كانت في أفضل حالاتها من قبل، مما أدى إلى تكسير المرجان، واختفاء أسماك القرش، وتراكم القمامة. وفي النهاية، حتى صور السيلفي لم تعد ممتعة.

وقد تم إغلاق الخليج بشكل مفاجئ في يونيو من عام 2018، بعد إصرار عالم الأحياء البحرية البارز، ثون ثامرونجناواساوات، على ذلك، رغم الخسائر المالية الفادحة المترتبة على ذلك. وقال الناشط البيئي في ذلك الوقت، إن الضيوف القادمين من الخارج "مهمون جدا بالنسبة لبلدنا، ولكن مواردنا الوطنية تعتبر أهم شيء.. علينا أن نحافظ عليها وأن نقوم بتسليمها للجيل التالي ".

واستغرقت فترة الإغلاق وقتا أطول بكثير مما كان مخططا له في البداية، بسبب تفشي جائحة كورونا. ولكن بالنسبة لـ "خليج مايا"، فقد كان فيروس كورونا بمثابة "نعمة" وليس "نقمة". فقد تم إغلاق الحدود وحصل الشاطئ على عامين آخرين من الاستراحة.

وبعد أن تم الإغلاق لثلاثة أعوام ونصف، لم يتم فتح منطقة العجائب الطبيعية من جديد إلا في شهر يناير الماضي فقط، وذلك بعد جاهزيته تماما وزرع شعاب مرجانية جديدة، وفرض قواعد سلوك صارمة وحدود لأعداد الزائرين.

وتعتبر السباحة ممنوعة هناك. كما ترسو القوارب حاليا على الجانب الآخر من الجزيرة. أما بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن زيارة المكان تستغرق حوالي 30 دقيقة أو أكثر قليلا. ولكن على الأقل، من الممكن في الوقت الحالي التقاط الصور كما كان الوضع عليه عند رواد فيلم الفنان الامريكي ليوناردو دي كابريو.

فيديو قد يعجبك: