بويوهوابي.. متعة التجول في أحضان الطبيعة
(د ب أ)
تعد بلدة بويوهوابي في تشيلي من أفضل المقاصد السياحية للتجول في أحضان الطبيعة الخلابة؛ حيث إنها عبارة عن خليج في نهاية مضيق محاط بجبال مغطاة بغابات مطيرة وشلالات وأنهار جليدية.
وقد أطلق السكان الأصليون اسم بويوهوابي على هذا المضيق، بمعنى "جزر الفاكهة الحلوة". ويعيش حاليا حوالي 600 شخص في هذه البلدة، التي تقع في نهاية العالم، وتظهر المنازل مطلية بألوان زاهية.
الغابة المسحورة
ويمكن للسياح التجول في المحمية الطبيعية كويولات القريبة، وخاصة في منطقة "الغابة المسحورة"؛ حيث تظهر الأشجار هنا كمنحوتات من الفرو الأخضر، ويشاهد السياح الطحالب على كل حجر وكل جذع شجرة، وبعدما يتسلق السياح الدرجات الخشبية الزلقة والصخور تفتح الغابة أمامهم طريقا في غاية الروعة والجمال، وتتساقط الشلالات على الجدران الصخرية من ارتفاع مئات الأمتار، وبعد عبور نهاية الوادي تظهر الشرفات الجليدية لنهر بودو الجليدي.
وتعتمد بلدة بويوهوابي على النشاط السياحي حاليا بعدما تم الانتهاء من تشييد مسار التجول، الذي يبلغ طوله 1350 كلم ويمر عبر مقاطعة باتاجونيا، بعدما كان طريق الوصول إلى بلدة بويوهوابي يقتصر على السفن لمدة نصف قرن. وتقوم تشيلي منذ 2018 بتسويق مسارات التجول في المتنزهات الوطنية بالإضافة إلى 17 محمية طبيعية.
ومن المتوقع أن تستقبل المحمية الطبيعية كويولات المزيد من السياح مع انتهاء جائحة كورونا، ويمكن للسياح الوصول إلى مسارات التجول بها انطلاقا من منطقة "كاريتيرا أوسترال"، وخاصة مسار التجول القصير والمطور حديثا، والذي ينتهي عند "فينتتيسكويرو كولاجانتا"، ويتجول السياح هنا وسط صخور في حجم المنازل، ويمر السياح في طريقهم بنباتات برباريس دارويني ذات الأزهار البرتقالية.
النهر الرغوي الرمادي
ويعبر السياح النهر الرغوي الرمادي من خلال الجسر المعلق، وبعد صعود الدرجات الخشبية يصل السياح إلى منصة المشاهدة؛ حيث ينعم المرء بإطلالة بانورامية رائعة على الأبراج ذات اللون الأزرق الساطع، وتنحدر حافة الجليد باتجاه جدران صخرية داكنة اللون، ويضم المشهد أيضا شلالين من لسان النهر الجليدي بارتفاع 200 متر، وينساب الماء الذائب عبر طبقة من الصخور إلى بحيرة "لاجونا تمبانوس".
وتزخر بلدة بويوهوابي بالينابيع الساخنة الموجودة على الجانب الآخر من المضيق، وهناك ممرات خشبية تربط بين المنازل المشيدة من الأخشاب، وتطل نوافذها على المضيق البحري، ويمكن للسياح هنا أيضا التجديف بواسطة قوارب الكاياك حول الجزيرة الصغيرة، وتظهر الطحالب بكثرة على صخور الشاطئ، كما يظهر أسد البحر أمام السياح في بعض الأحيان، ولكنه يتوارى سريعا عن الأنظار.
وعند الرغبة في أداء تمارين الإحماء يمكن للسياح مشي بعض الخطوات إلى حمامات السباحة الخارجية، وعلى الرغم من أن درجة الحرارة تظهر بقيمة 38 مئوية على لوحة الإعلانات، إلا أن المرء يشعر بأنه قدميه تحترقان، ولكنه ينعم بالاسترخاء والاستجمام عند الوصول إلى حوض السباحة ويرسل ناظريه إلى المضيق البحري والجبال المغطاة بالغابات والقمم الجبلية، التي تكسوها الثلوج.
فيديو قد يعجبك: