إعلان

عمر سمره يتحدث عن الهدف الواحد..وخيبة الأمل

تصوير: Humans of New York

عمر سمره يتحدث عن الهدف الواحد..وخيبة الأمل

03:25 م الأربعاء 01 أبريل 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت - شيرين عمر:

من المثير للإعجاب أن يكون لك هدف واضح، وسعيك الدائم إليه يجعلك شخص طموح. ولكن ماذا عن التوقعات؟ فنحن نسمع طوال الوقت عن كون التوقعات الطريق لخيبة الأمل، وليس فقط فى الحياة العملية ولكن في الشخصية أيضاً. فهل توقعاتنا تفسد حياتنا؟ هل السعي الدائم لتحقيق هدف ما وتوقع نتيجة واحدة له يمكن أن يؤذينا؟ يمكن أن نصل للإجابة من مقابلة "عمر سمره" مع "براندون ستانتون" مؤسس صفحة وصاحب كتاب "هيومنز أوف نيويورك".

عمر سمره من الشخصيات المعروفة عالمياً وعربياً، فهو أول مصري وأصغر عربي يتسلق جبل "ايفرست"، الأمر الذي سعى له طوال 12 عاماً. أمضى عمر كل هذه الأعوام من التمرين والاستعداد وهو يحلم بالوصول لهذه اللحظة التي سيصعد فيها لجبل "ايفرست". ولكن وبعد كل هذا الوقت، اكتشف عمر أمراً مهماً جداً، أنه لا يجب أن يكون تركيز الإنسان كله طوال الوقت على هدف واحد فقط، فماذا سيحدث إن لم تصل إليه؟

فعلى حد قوله "المناخ يمكن أن يتغير في أى وقت"، وهذا لا ينطبق على الجبال فقط ولكن على كل شئ في هذه الحياة. فأحياناً وبرغم كل المجهود الذي بذلته وتطوير النفس للوصول للنتيجة التي توقعتها، لا تصل!

فعندما تجد الحب والشخص المناسب، فأنت لا تتوقع فراقه، الذي يمكن أن يحدث في أي وقت. بل تعتبره من المسلمات في حياتك وكما وصف عمر سمره وفاة زوجته "بالحدث المفاجئ" والذي فاق توقعاته وترتيباته.

وطرح "براندون" سؤال كان السبب وراء سرد قصة عمر فى سلسلة من الكتابات على صفحته على "الفيسبوك"، "ما أكبر صراع واجهته في حياتك؟"

توقع "براندون" أن يكون صراع في عمله، ولكنه كان أبعد ما يكون عن تسلق الجبال. لم يتردد عمر فى مشاركة "صراعه" الأكبر، وأوضح أن وفاة زوجته كانت أكبر تحدى قابله، وخاصةً أنها حدثت بعد ولادة ابنتهما مباشرةً. يقول عمر أن الوفاة حدثت فجأةً وبدون أي اشارات توضح أنه يوجد مخاطر، ومع أن كل شيء كان طبيعياً ولم ينتاب الأطباء لحظة قلق، إلا أن زوجته أوصته على طفلتهما في حال حدث لها أي شيء.

تلبيةً لطلب زوجته، وضع عمر كل طاقته ليحصل على حضانة طفلته وأصبح شغله الشاغل. ففى مصر، يمنح القانون الوصاية على الأطفال بعد وفاة الأم لأهلها وليس للأب، الأمر الذى اوصله أحياناً إلى "أن يمرض جسدياً" على حد قوله وانساه الاستمتاع بالوقت الذى يمضيه مع ابنته. ولكن طفلته ساعدته على تعلم درس مهم جداً، كم يمكن أن يكون مضر التركيز على النتائج والتوقعات فقط! مما ساعده على تخطى الأمر، والتركيز على علاقته بابنته أكثر من صراع الوصاية.

عندما تنظر لحياة عمر سمره، ترى شخصاً مر بتجربة الفقدان والحزن، ولكنك ترى أيضاً شخص قوى وإنسان ناجح وقدوة للعديد من الناس. فهو نظر طويلا إلى الأبواب المغلقة، ولكنه بدأ في طرق أبواب السعادة وكما قالت الكاتبة والناشطة السياسية هيلين كلير "عندما يغلق باب من ابواب السعادة، يفتح آخر، ولكن اوقات طويلة ننظر فيها الى الباب المغلق في انتظار أن يفتح غافلين عن الباب الآخر الذي فتح امامنا بالفعل"

 

يمكنك متابعة أهم وأحدث المقالات على الفيس بوك عبر صفحة مصراوى - هو وهي 

إعلان

إعلان

إعلان