إعلان

رغم فقده ساقه.. مهندس يروي لـ مصراوي كيف أنقذ ضحايا الزلزال بقدم صناعية

10:05 م الإثنين 13 فبراير 2023

كتبت- روان شريف:

وسط أجواء صعبة مليئة بالاستغاثات، والتقاط الأنفاس الأخيرة لضحايا زلزال سوريا المدمر، والذي أسفر عن آلاف الضحايا، خرج رجل لم يعرف الجبن يوما طريقا له، ولم تشكل إصابته عائقا في طريقه لإنقاذ آلاف الضحايا أسفل الأنقاض والهدم، استمر في إنقاذ الأطفال والعائلات، يصيح فرحا عند رؤية طفل صغير ما زالت به الروح، أو أسرة مترابطة ومتماسكة للحظات الأخيرة، ممسكا بأدواته ومسرعا لإخراجهم دون خسائر.

"حسن الطلفاح" مهندس سوري، يبلغ من العمر 29 عاما، ويعمل كمدير لمركز إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري (UXO) في منظمة الدفاع المدني السوري، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بعدما قرر التطوع للعمل معهم منذ عام 2014.

في عام 2014، فقد "الطلفاح" قدمه اليسرى أثناء عمله في استخراج القنابل العنقودية، في مدينة كفرزيتا الواقعة بالشمال الغربي لمدينة حماة، حسبما قاله في تصريحات خاصة لـ "مصراوي".

لم يشكل فقده لقدمه عائقا أمامه لاستكمال تطوعه في الدفاع المدني، بل كانت دافع له لحماية أحبائه وأهل مدينته من أن يعيشوا نفس شعوره المؤلم.

كان "الطلفاح" من أوائل المتواجدين من رجال الدفاع المدني متكئا على ساقه الصناعية، مسرعا لإنقاذ ضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا فجر الاثنين الماضي.

قال حسن الطلفاح: "بعد أن رأيت أعداد الضحايا والأشخاص التي تحتاج إلى المساعدة، والتي تعاني من الأوضاع الراهنة التي تعيشها سوريا بعد الزلزال، لم أتردد لحظة عن التطوع والتدخل السريع للإنقاذ، ولم ألتفت لإصابتي، فهدفي هو الإنقاذ دون خسائر للضحايا وليس لي".

وأضاف الطلفاح في حديثه لـ "مصراوي"، أن هناك عدد من الضحايا فارقوا الحياة بعد يوم واحد من إنقاذهم بسلام، وهو الشيء الذي أثر في أنفس الجميع، وعلى صعيد آخر تم إنقاذ عدد كبير من الضحايا بصحة جيدة، موضحا: "في اليوم الأول وبعد عمل دام 6 ساعات، أنقذت بمساعدة زملائي إمرأة على قيد الحياة، وفي اليوم الثاني أنقذنا عائلة كاملة، وتوالت عمليات الإنقاذ وحتى الآن مستمرين في عملنا ولم يتبقى إلا القليل من الضحايا".

وعن توافر المعدات وآليات الإنقاذ، قال حسن: "نواجه صعوبات في نقص المعدات واللوجستيات، و الآليات التي تساعد في تسريع عمليات الإنقاذ، فعند العثور على ضحايا، يجب علينا إنقاذها في أسرع وقت ممكن، لذلك نحتاج لمعدات أسرع وأقوى".

واختتم الشاب السوري، مؤكدا إصراره في استكمال التطوع مهما كانت خسارته، وأن تلك الأوضاع ليست جديدة على الشعب السوري، مشيرا إلى مكوث فرق الإنقاذ مع الناجيين بمخيمات في بلدة "كفرلوسين"، لا يعلمون مصيرهم، متمنيين من الله أن يلطف بحالهم وينجيهم.

فيديو قد يعجبك: