كيف يمكن للمرء تجنب المقاطعات أثناء يوم العمل وتجنب تأثيرها على الأداء؟
د ب أ-
يواجه أولئك الذين يعملون في وظائف مكتبية، على وجه الخصوص التحدي المتمثل في تعرض أيام عملهم للمقاطعات والتشتيت بشكل متزايد. فبعد كل مرة تتم فيها مقاطعتهم، يحتاج المخ إلى وقت من أجل إعادة تنظيمه والعودة إلى التركيز من جديد على المهمة الفعلية التي يقومون بها.
ولطالما انشغلت فيرا شتاركر، وهي عالمة نفس في قطاع الأعمال، ومستشارة ومؤسسة مشاركة لمؤسسة "نيكست وورك إينوفيشن" البحثية، بمسألة كيفية وضع حد لهذا التشتيت المتزايد ليوم العمل. وتقول: "يعتبر المخ هو آلتنا في عصر المعرفة، ولا يمكننا وقف خط الإنتاج 20 مرة في اليوم".
وتقول الخبيرة إن الشركات وأصحاب العمل يتحملون معظم المسؤولية عن تشكيل ظروف العمل، وفقا لمتطلبات عصر المعرفة. ولكن هذا لا يعني أن العاملين يجب أن يظلوا بدون عمل. تقول شتاركر إن قدرة المرء على التركيز هي مجال يمكنه الاعتماد فيه على نفسه.
وتوضح: "حاول أن تفكر في سلوكك أثناء العمل. أي شخص يمكنه أن يقول في ثلاثة أيام من أصل خمسة. /لقد أنجزت اليوم شيئا/، يكون قد ركز جيدا وحقق الكثير."
ويبقى السؤال، كيف نحقق ذلك. تنصح شتاركر كخطوة أولى بأن يكون المرء انتقائيا. فعندما يبدو أن "مكتبنا مزدحم دائما، يكون هناك عبء لا يمكن إنجازه"، فيجب على المرء أن يقوم، بشكل جذري، بفرز تلك المهام التي يتعين عليه معالجتها أولا، مضيفة: "في ذلك، يجب أن يكون المرء قادرا أيضا على قول /لا/".
وفي الخطوة الثانية، يجب أن يتعلم الموظف من جديد كيف يمكنه أن يركز. تقول عالمة النفس: "إننا جميعا مستعدون للركض... إن التركيز هو ماراثون".
وبالنسبة لما يسمى بأوقات التركيز - أي الفترات التي يمكن للمرء خلالها التركيز على مهمة معينة بدون انقطاع - يجب أن تكون هناك ظروف مناسبة لإطار العمل: ويعني ذلك غلق برنامج البريد، ووضع الهاتف الذكي بعيدا. تقول شتاركر: "إذا قمت بتغيير العوامل الخارجية، فأنا أحتاج إلى قوة إرادة أقل لكي أجذب انتباهي من جديد إلى مهمتي الفعلية".
ولكن، ما هو كم الوقت الذي يجب أن تستغرقه كل فترة؟ تقول الخبيرة: "لقد حققنا نتائج جيدة جدا من خلال مدة ساعتين في اليوم"، مشيرة إلى وجود فترتين لمدة 50 دقيقة تقريبا، يتبع كل منهما استراحة لمدة 10 دقائق.
وتنصح شتاركر بجدولة فترات وقت التركيز قبل الظهر، حيث أن ميزة ذلك هو أن المرء يكون قد أنجز بالفعل الكثير نسبيا في وقت مبكر، موضحة أن "الاجتماعات خلال فترة ما بعد الظهر تكتسب كفاءة مختلفة تماما، لأن المرء لا يعد لديه أمور أخرى تشغل باله."
وبشكل عام، تقول الخبيرة إنه لا يجب على أحد أن يكدح بهدوء والتركيز لمدة ثماني ساعات خلال اليوم. فبالطبع، يجب أن تتناوب مراحل التركيز مع فترات التعاون والإبداع وفترات الراحة.
يمكن للعاملين في الشركات التي لا يكون لأوقات التركيز فيها أي دور على الإطلاق، أن يمارسوا الضغط بقوة لصالح ذلك. لأن الروتين، قبل كل شيء، هو الذي يساهم في النجاح. وتقول شتاركر: "على هذا النحو، لا يجب على المرء أن يتفاوض دائما مع نفسه عندما يرغب في قضاء بعض الوقت في العمل المركز."
وترى عالمة النفس في قطاع الأعمال أن الموظفين غالبا ما لا يعتقدون أن العمل بتركيز وهدوء ممكن، لأنه يكون لديهم اجتماعات يحضرونها، مضيفة: "لكن هذا هو بالضبط جوهر المسألة: يجب أن تؤخذ فترة التركيز على محمل الجد، مثل لقاء المرء مع نفسه."
من وجهة نظر شتاركر، إن مدى سرعة تعود المرء (مجددا) على العمل المركز على فترات أطول هو سؤال يتعلق بالنوع، موضحة: "على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين درسوا اليقظة الذهنية بالفعل أن يلاحظوا التغييرات بسرعة". من ناحية أخرى، قد يجد أولئك الذين يعانون من مستوى ضغط عالٍ أن وقت التركيز مجهدا في البداية. وتقول الخبيرة، إن "الأمر يكون أكثر صعوبة بالنسبة لهم لأن أجسامهم معتادة على مستويات مرتفعة من الكورتيزول بسبب مستويات الإجهاد العالية المستمرة".
فيديو قد يعجبك: