إعلان

"أولاند".. آلاف من الجزر الصغيرة بين أقصى جنوب فنلندا والسويد

03:02 ص الثلاثاء 06 سبتمبر 2022

أولاند الفنلندية

د ب أ-

ترحب جوانا ديلفس بضيوفها على الدرج الخارجي مرتدية غطاء للرأس ومريلة بيضاء. وتتسبب مجرد رؤية مالكة الفندق في العودة بزائري المكان 100 عام إلى الوراء. فعندما يدخل المرء إلى فندق "كارلسروه بادهوتيل" في فجلو، يجد نفسه في متجر بقالة خشبي من ثلاثينيات القرن الماضي، ويحمل الاسم الجميل "ديليكاتيسبوتيك".

وينتظر إيبي "35 عاما" زوج ديلفس، خلف منضدة مرتديا قبعة وربطة عنق ومريلة جلدية، قائلا: "إننا لا نرتدي هذا اليوم فقط، ولكن في أي وقت نقوم فيه بخدمة ضيوفنا".

وتنحدر جوانا ديلفس في الأصل من ماريهامن، عاصمة منطقة أولاند الفنلندية، لذا فهي من سكان أولاند الحقيقيين. وكانت قد التقت بزوجها المنحدر من فيجلي بجنوب الدنمارك في كوبنهاجن. وفي عام 2020، افتتحا مطعما في فجلو، ثم افتتحا في العام التالي فندقا على شاطئ البحر على الطراز الدنماركي. ولا يعد توقيت قيامهما بذلك هو الأفضل بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، إلا أن الأمور تسير على ما يرام حاليا.

وعلى بعد أمتار قليلة من الفندق توجد حمامات البخار (الساونا) التي تطل على بحر البلطيق. ويعتبر الغوص في البحر بعد الاستمتاع بجلسة ساونا لطيفة، هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك بالنسبة للعديد من الفنلنديين. وقد تم أيضا تبني هذه الطريقة الفنلندية النموذجية للتسلية في جزر أولاند، التي تعد جزءا من فنلندا، ولكنها ركزت بشكل كبير على استقلالها باعتبارها منطقة تتمتع بحكم ذاتي.

وتبدو أولاند، التي تضم آلاف الجزر الصغيرة وجزر تقع بين أقصى جنوب فنلندا والسويد في بحر البلطيق، سويدية للغاية. كما تعتبر اللغة السويدية أيضا هي اللغة الرسمية الوحيدة في أولاند - على عكس البر الرئيسي لفنلندا. كما تتمتع المنطقة ذات الحكم الذاتي بالحق في إصدار قوانينها الخاصة منذ عام 1922 في العديد من النواحي، التي تشمل التعليم والشرطة والصحة. وتقول ديلفس: "عندما يذهب سكان أولاند إلى البر الرئيسي، فإنهم يقولون إنهم سوف يذهبوا إلى فنلندا".

ويُعد الترحيب بالزائرين الذين يصلون بواسطة العبّارة إلى ماريهامن، علامة كبيرة تشير إلى أن أولاند تتمتع بحكم ذاتي ومنزوعة السلاح. وفي الواقع، لا يُسمح بتواجد الجنود على الجزيرة، كما يتم إعفاء الشباب المنحدرين من أولاند من أداء الخدمة العسكرية في فنلندا. ويعد ذلك نتيجة للتاريخ الحافل بالأحداث الخاص بالأرخبيل الذي يقع في موقع استراتيجي بين السويد وفنلندا.

وتنتمي الجزر منذ القرن السابع عشر إلى السويد، التي كانت تعتبر إمبراطورية قوية في ذلك الوقت. ولم تصبح فنلندا مستقلة حتى عام 1917، ثم تبع ذلك حصول أولاند على حكم ذاتي بعد مرور أربعة أعوام من الشد والجذب بين فنلندا والسويد على الجزر.

كما يمكن العثور على آثار العلاقات المتغيرة باستمرار بين السويد وفنلندا وروسيا، في قصص حياة العائلات في جزر أولاند.

ويمكن القيام برحلة قصيرة إلى جزيرة "كوبا كلينتار" الصغيرة من عاصمة الإقليم ماريهامن. وتعتبر "كوبا كلينتار" واحدة من حوالي 6700 جزيرة تابعة لأولاند، إلا أنها جزيرة مميزة جدا.

واعتاد المرشدون الذين يتخذون من "كوبا كلينتار" مقرا لهم، مساعدة السفن المبحرة في المياه الضحلة، على الاقتراب من ماريهامن، حيث لا توجد هناك منارة، ولكن مجرد ثلاثة منازل خشبية بسيطة لا تزال قائمة فوق الصخور، ويضم أكبرها متحفا.

كما يوجد الكثير من حطام السفن الراكدة في قاع البحر، مما يؤكد على ضرورة وجود خدمات للدعم الملاحي في المكان. وبحسب البحرية الفنلندية، فإن هناك حطام لنحو 500 سفينة مسجلة رسميا قبالة الجزر. ويتردد أن عدد الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها أعلى من ذلك بكثير.

ويعد من أشهر حطام السفن الموجودة هناك، حطام كاسحة الجليد الألمانية "هيندنبورج"، التي اصطدمت بلغم في الكتل الجليدية في عام 1918، ثم غرقت بعد ذلك في الجزء الغربي من الأرخبيل.

وتوجد السفينة على عمق يتراوح ما بين 37 و47 مترا. ويمكن حاليا للغواصين من ذوي الخبرة، استكشاف حطام تلك السفن بتصريح خاص، وبالتالي البدء في رحلة تحت الماء إلى الماضي السحيق.

فيديو قد يعجبك: