إعلان

لماذا يكره بعض الناس العناق؟ العلم يجيب

12:00 ص الخميس 25 أكتوبر 2018

لماذا يكره بعض الناس العناق؟ العلم يجيب..

مصراوي-

إذا صادفت شخصًا يكره تبادل العناق، فلا تتعجب حيث إن هناك مبررات علمية لهذا السلوك. ولتفادي أن تتسبب له في الإزعاج أو الحرج، فإما أن تتحول إلى المصافحة ردًا على يده الممدودة بطول الذراع كإيماءة لتفضيل المصافحة، أو أن تواصل وتحضنه على غير رغبته، وهو شيء غير مفضل.

لكن سواء كنت من مؤيدي العناق أم لا، إليك بعض المعلومات عن هذا السلوك المنتشر بين البشر، وفقاً لما نشرته مجلة "تايم" الأمريكية.

لماذا يبغض البعض المعانقة؟

يجيب الخبراء عن هذا السؤال مؤكدين أن الأمر يرتبط بالتنشئة وأسلوب التربية، حيث تقول سوزان ديجز-وايت، وهي أستاذ في الإرشاد والتوجيه التربوي في جامعة "نورثرن إلينوي": "إن ميل بعض الأشخاص إلى الانخراط في التلامس الجسدي، سواء كان عناقًا أو ربتًا على الظهر، أو الإمساك بالذراع مع صديق، غالبًا ما يكون نتاجًا لخبرات مرحلة الطفولة المبكرة".

وتبين دراسة نشرت عام 2012 في دورية Comprehensive Psychology أن "المعانقة عنصر مهم في تربية الطفل العاطفية".

وتضيف بروفيسور ديجز-وايت: "إن الأطفال، عندما يكبرون، يتبعون مع أفراد عائلاتهم وأطفالهم فيما بعد نفس أسلوب التربية الذي نشأوا عليه فيما يتعلق بأنماط التعامل والتلامس الجسدي".

ولكن تشير "ديجز-وايت" إلى أن هناك بعض الحالات الاستثنائية بين الأطفال، التي تترعرع دون التعود على التلامس الجسدي، حيث يمكن أن يكون هناك تأثير معاكس، فعندما "يكبر بعض الأطفال وهم يشعرون بأنهم "يعانون من الحرمان" من التلامس والربت على أكتافهم، قد يصل الأمر بهم حين يكبرون إلى درجة أنهم يصبحون أشخاصًا اجتماعيين أكثر من اللازم فلا يستطيعون تحية صديق دون احتضان أو الربت على الكتف".

انعدام الثقة بالنفس

ومن المحتمل أن تلعب بعض الأمور مثل احترام الذات والجسد دورًا في ميول الشخص تجاه تبادل الأحضان. وتقول بروفيسور ديجز-وايت: "إنه عادة ما يكون لدى الأشخاص الأكثر انفتاحًا على التلامس الجسدي مع الآخرين مستويات أعلى من الثقة بالنفس".

كما أن هناك عنصرًا ثقافيًا لتجنّب العناق، حيث ثبت أنه يقل تبادل العناق والتلامس في الولايات المتحدة وإنجلترا، مقارنة مع فرنسا أو بورتوريكو، وفقًا لدراسة صدرت عام 2010 عن مركز Greater Good Science التابع لجامعة كاليفورنيا في بيركلي.

"إتيكيت" المصافحة والعناق

وفي نفس السياق، يشير معهد "إيميلي بوست"، في مدونة ينشر من خلالها توعية بآداب اللياقة والإتيكيت، إلى ضرورة التراجع فورًا عن فكرة العناق ما لم يكن الشخص على معرفة قوية بمن سيلتقيه. إن السبب بسيط: فعلى حين يكون الشخص مرتاحًا للعناق، ربما لا يشاركه الآخر نفس الشعور، حتى هؤلاء الذين يستسلمون بهدوء للأحضان.

كما يشجع الخبراء على ضرورة الإلمام بلغة الجسد، فعندما يقوم شخص ما بتوجيه يده بدلاً من الدخول في عناق، على سبيل المثال، يجب على الفور فهم هذه الإشارة، ومصافحة اليد الممدودة.

ومن الصعب أن تفوتك لغة الجسد لمن لا يرغب في المعانقة أيضاً، فإذا كنت تريد الدخول في عناق ولاحظت نظرة غريبة في عيني الآخر، فقد تفكر على الفور في التراجع عن العناق.

كيف تزيد الأحضان من المناعة الطبيعية؟

إن أهم مزايا تبادل العناق هو زيادة المناعة والحماية من الإصابة بالأمراض.

ففي دراسة أجريت عام 2015، قام باحثون من جامعة "كارنيجي ميلون" بأبحاث حول الآثار التي يمكن أن تترتب على العناق، وأشكال المودة الأخرى، على جهاز المناعة. وعلى وجه التحديد، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الأشخاص الذين شعروا بالحب أقل عرضة لنزلات البرد، وتبين أن نسبة 32% من الدعم المناعي كانت بسبب تأثير العناق في تخفيف التوتر.

فيديو قد يعجبك: