علم المخ والأعصاب يساعدك بالتأكد من حقيقة حب شريكك
كتب- أحمد عصام روّاي:
إذا مررتَ بتجربةِ التطور من حالة الإعجاب إلى الوقوع في الحب، فقد يبدو لك أن هذا التحول يحدث بشكل طبيعي. ولكن هل سبَقَ لك أن تساءلتَ عن الكيفية التي نُحقِّق بها هذه القفزةَ العاطفية الهائلة؟ وبعبارة أخرى: ما التغيُّرات التي تحدث في أدمغتنا وتجعلنا نقع في الحب بعمق؟.
"ستيفاني كاسيوبو" -المتخصصة في علم النفس بجامعة شيكاغو، والتي درست علم الأعصاب المتعلق بالحب الرومانسي على مدار العقد الماضي- تشرح هذه العمليةَ بأنها تتضمن عدة تغيُّراتٍ معقدة، خاصةً في جهاز المكافأة بالمخ.
وبالإضافة إلى هرمون الـ"أوكسيتوسين"، تؤدي هذه المناطق دورًا محوريًّا في مسار المكافأة، وتُنظِّمان مستويات الناقل العصبي "دوبامين"، المسؤول عن الشعور بالسعادة. وبعبارة أخرى، في مراحل الحب الأولى، يشتاق المرء إلى محبوبه لأنه يجعله يشعر بسعادة كبيرة.
بمجرد أن يقع المرء في الحب –وطالما ظلت العلاقة مُرْضِيَةً– فإن مجرد تفكيره في شريكه لا يجعله يشعر بالسعادة فحسب، لكنه يمكن أيضًا أن يُخفِّف من حدة الألم والضغوط والمشاعر السلبية الأخرى.
وعلى الرغم من أن مراحل الحب الرومانسي المبكرة والمتهورة قد يصاحبها شعورٌ مختلف عن الشعور الذي يميز الحب الذي تمت رعايته على مدار سنوات، فإن أدمغتنا قد لا تُدرِك بالضرورة هذا الاختلاف.
وفي دراسةٍ قادتها "بيانكا أسيفيدو"، وُجِدَ أن المشاركين الذين أمضوا في الحياة الزوجية مدة 21.4 سنة في المتوسط، والذين أفادوا بأنهم ما زالوا يشعرون بالحب تجاه شركاء حياتهم، أظهَرَتْ أمخاخُهم نشاطًا في المناطق الغنية بالدوبامين ، يشبه تمامًا النشاط الذي ظهر في أمخاخ الذين كانوا يعيشون نوبات الحب المبكرة.
ولكن، وفقًا لما أوردته مراجعةُ دياموند وديكِنسون، لا تبدو كل أنواع الحب أو الرغبة واحدة. فالحب الرومانسي والحب الأفلاطوني، على سبيل المثال، قد يكون لكلٍّ منهما طابعه العصبيُّ الخاص.
وتُبين الدراسات أن العمليات العصبية المسؤولة عن الانجذاب والرغبة الجنسية يمكن أن تحدث بالتوازي مع العمليات التي تُنظِّم الحب الرومانسيّ، وقد تتقاطع أحيانًا معها، لكنها تظل مختلفةً عنها إلى حد كبير.
فيديو قد يعجبك: