إعلان

76 دراسة تؤكد..المساحات الخضراء ليست ترفاً

01:34 م الخميس 03 أغسطس 2017

دراسات تؤكد أهمية المساحات الخضراء

القاهرة-(أ ش أ):

أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة استشاري الأطفال زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن أحدث الدراسات والأبحاث العلمية أثبتت أن لوجود وارتياد المساحات الخضراء دورا لا يقتصر على كونها مرفقا للترويح والتمتع بمباهج الطبيعة، ووسيلة لتحسين نوعية الهواء وضخ مزيد من الأكسجين، وخفض درجة حرارة الجو، بل إن أثرها الإيجابي غير محدود على الصحة العامة والمناعة، والصحة العقلية للأفراد الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة مسبقا، وأن نشر هذه المساحات لم يعد فقط لأسباب جمالية أو لرفع الذوق العام وتهذيب السلوك أو لأسباب اقتصادية أو صحية بل لمكافحة الجريمة ولزيادة الانتباه والتقليل من أعراض الأمراض ومن بينها التوحد.

وقال بدران - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس - إنه في ظل التطور الحضاري، والانتشار العمراني والازدحام الذي تعاني منه المدن، بالإضافة إلى تفشى وباء "زنزانات المدنية الحديثة والغابات الإسمنتية " والمباني المغطاة في العصر الحديث، والتي يقضي البشر حوالي 90 % من حياتهم فيها دون التعرض للشمس، فقد حظت المساحات الخضراء بكم غير مسبوق من الدراسات العلمية المتعلقة بها، وبأثرها الصحي على الإنسان، بلغ في الشهور السبعة الأولى من العام الحالي 76 دراسة عالمية منها ثمان دراسات في شهر يوليو الماضي.

وأضاف أن هذه الأبحاث أثبتت أن نشر المساحات الخضراء لم يعد ضربا من الرفاهية أو نوعا من الكماليات، بل إنه بات ضرورة ملحة للوقاية من الكثير من الأمراض الإكلينيكية والنفسية والاجتماعية، ومضاعفات أمراض العصر بما فيها من أمراض نقص المناعة والحساسية، والأمراض العقلية، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكر من النوع 2 والسرطان، وزيادة النشاط البدني وتساعد على إعادة ضبط للجسم إلى جانب دورها في تعزيز رياضة المشي.

وأشار إلى أن المساحات الخضراء تزيد من الإحساس بالرفاه، وأنها مفيده للصحة العامة والصحة النفسية والصحة البدنية للفرد، وتعزز الوقاية من الأمراض والصحة العامة للمجتمع، وترتبط بالسعادة والرضا وطول العمر، وأن فقدان المساحات الخضراء قد يؤثر على الرفاه أكثر من التنمية التجارية لمنطقة ما، وأن الأفراد الذين يتمتعون بمستويات عالية من الرفاه هم أكثر إنتاجية في العمل، وأكثر من يساهموا في حل مشكلات مجتمعاتهم.

وتابع بدران أن نتائج الأبحاث أثبتت أثر المساحات الخضراء في تقليل معدلات التوحد (الأوتيزم) والتخفيف من أعراضه، حيث تأكد ارتباط غطاء الأشجار في المناطق ذات الكثافة العالية للطرق، بقلة انتشار اضطراب التوحد في أطفال المدارس الابتدائية، وأن زيادة المساحات الخضراء بنسبة 10 في المائة مرتبط بانخفاض معدل انتشار التوحد، وكان الانخفاض بالنسبة لمناطق الغابات والمراعي 10 في المائة، وفي مناطق أشجار الظل القريبة من الطرق 19 في المائة، مشيرا إلى أن التفسير المحتمل لهذا الأثر هو قيام المساحات الخضراء بفلترة الهواء الملوث و الحد من الضوضاء.

وأوضح أن تلك الأبحاث أثبتت كذلك أن السكان القريبين من المساحات الخضراء أكثر صحة من غيرهم، وأن الأمهات اللائي يعشن بالقرب من المساحات الخضراء يلدن أطفالا أصحاء أعلى وزنا، وأن المساحات الخضراء أداة لزيادة الانتباه والعلاقات الاجتماعية، وواحة للاسترخاء، وأنها تقلل من معدلات ارتكاب الجرائم و تزيد من إنتاجية الفرد، وأن الحرمان من المساحات الخضراء يزيد من معدلات الولادة المبكرة.

وذكر أن السكن والاستقرار بالقرب من المساحات الخضراء يرتبط بمعدلات أقل للإصابة بضيق الشعب الهوائية والصفير الناتج عن الإصابة بالتهاباتها، وأن الحرمان من المساحات الخضراء يرتبط بمعدلات أعلى في حساسية الصدر والتهاب الشعب، حيث كشفت الدراسات الحديثة أن المساحات الخضراء ترفع مناعة الجسم ضد الإصابة بالأمراض في عموم البشر، وأن هناك ارتباط طردي بين زيادة التعرض للمساحات الخضراء و المناعة، حيث يقلل الاسترخاء من التوتر وكيمياء الغضب والاكتئاب، وبالتالي تقل مخاطرها، بالإضافة إلى التخفيف من الإجهاد المزمن.

وقال بدران إن الإجهاد المزمن والتوتر النفسي يقللان من الانتباه، الأمر الذي يسبب ما يعرف علميا "بالعمى غير المقصود"، وهى ظاهرة طبيعية شائعة تجعل الشخص لا يلاحظ أحيانا الأشياء أو الأحداث بصورة غير متوقعة، عند توجيه الاهتمام لشيء آخر ربما يكون أقل أهمية، وهو ما يفسر حدوث الأخطاء بالرغم من الحقائق الواضحة والتقليدية في الأداء.

ولفت بدران إلى أن المساحات الخضراء توفر رؤية أكثر لضوء النهار وأشعة الشمس مما يزيد من المناعة ويزيد من إفراز هرمون السعادة "السيراتونين"، حيث يعمل ضوء الشمس المشرقة على تحسن المزاج نتيجة زيادة فيتامين" د " الذي يعد من أكثر أنواع الفيتامينات نقصا وإهمالا بين البشر، مشيرا إلى ما أكدته 14 دراسة علمية أجريت على 31 ألف فرد من وجود ارتباط بين نقص فيتامين د ، والإصابة بالاكتئاب.

ونوه إلى أن المساحات الخضراء تزيد من الإقبال على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وتزيد الحركة واللعب و بالتالي تساعد في خفض الوزن الزائد والتقليل من السمنة ، منوها إلى أن هناك حوالى 40 دراسة طبية أكدت أن صعوبة الوصول إلى الحدائق وقلة المساحة الخضراء يرتبط بزيادة الوزن و السمنة، وأن استخدام المساحات الخضراء لزراعة الغذاء خاصة في الحدائق الملحقة بالمنازل تزيد من النشاط البدني والصحة النفسية ويشجع على اتباع نظام غذائي صحي.

واختتم بدران حديثه مؤكدا أن المساحات الخضراء تلعب دورا هاما في تعزيز التفاعلات الاجتماعية والتماسك الاجتماعي والأنشطة الاجتماعية، وأن هناك تأثير وقائيا معروفا للعلاقات الاجتماعية على الصحة الجسدية والنفسية، وأن العزلة الاجتماعية مؤشر معروف للأمراض والوفيات، بالإضافة إلى العلاقة التي أثبتتها الدراسات بين كمية ونوعية المساحات الخضراء في الشوارع، والتماسك الاجتماعي على مستوى الأحياء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان