إعلان

دراسات حديثة: لولادة الطبيعية ورضاعة الأم تحمي الطفل من الأمراض

10:22 م الثلاثاء 06 فبراير 2018

دراسات حديثة: لولادة الطبيعية ورضاعة الأم تحمي ا

كتب- حاتم صدقي:

تشير عدد كبير من الدراسات إلى أن هناك مليارات الكائنات الدقيقة من البكتيريا والميكروبات التي تسكن جسم الإنسان، وتؤثر على صحتنا الحالية وفي المستقبل، وربما تكون سبب في الزيادة المطردة في معدلات الإصابة بالحالات المرضية الخطيرة التي يعاني منها الأمريكيين، صغارًا وكبارًا.

وذكرت دراسة إلى أن انتشار حالات الولادة القيصرية والإقلال أو الحد من الرضاعة الطبيعية يمكن أن يغير كثيرًا من مجتمع البكتيريا والميكروبات في أمعاء الطفل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وربما يفسر ذلك الارتفاع الكبير الذي لا مثيل له من المشاكل الصحية المقلقة سواء في الأطفال أو البالغين مثل حالات الربو الشعبي والحساسية والاضطرابات الهضمية، والبدانة والسمنة المفرطة والنوع الأول من السكر الذي يصيب الأطفال.

ويكون حدوث كل هذه الحالات وغيرها أكثر احتمالا عندما تكون أمعاء الطفل غير محتوية على العدد الكافي من البكتريا التي تعزز صحتهم.

وهناك الأن أعداد متزايدة من الباحثين وعامة الناس يوجهون جل اهتمامهم إلي حيث تبدأ المشكلة، خاصة كيفية تأثر هذا العدد الضخم من الميكروبات والذي يسمي "ميكروبيوم" في أجسادنا، سواء بالنفع أو بالضرر. وذلك بسبب الطريقة التي يولد بها أطفالنا، والتي يتلقون بها غذائهم.

ولكون هذه المعلومات ناشئة وتصل إلي الأمهات المحتملات بالكاد، فمن الممكن، وربما يجب أن تؤدي إلى تغيرات عميقة ودامغة في طب التوليد وطب الأطفال والأمومة والأبوة، وتتجلي أهم نتيجتين من وراء ذلك في حدوث عدد أقل من الولادات القيصرية وعدد أكبر في الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن بصورة طبيعية حصرًا لمدة ستة أشهر لتعزيز أنواع وكميات البكتيريا التي تعيش في أمعاء الرضع.

وتؤدي هذه الكائنات الدقيقة وظائف بالغة الأهمية تشمل هضم العناصر الغذائية غير المستخدمة، وإنتاج الفيتامينات وتنبيه عملية نمو المناعة الطبيعية لجسم الطفل ومكافحة البكتيريا الضارة وتعزيز نضوج الأمعاء.

والأطفال الذين يتعرضون بعض أنواع الكائنات الدقيقة في الرحم، إلا أن الكائنات الدقيقة التي يتم التعرض لها أثناء الولادة وخلال الشهر الأول من عمر الطفل يكون لها أكبر تأثير على البكتيريا التي تصبح مقيمة بشكل دائم في أمعاء الطفل.

وأوضحت نتائج الدراسات الحديثة أن كل من الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر تؤثر بصورة هائلة على أنواع وأعداد الميكروبات والبكتيريا في أمعاء الطفل، وخطر إصابته بالمشاكل الصحية المختلفة.

وعلي سبيل المثال، وجدت دراسة دانماركية شملت مليونا طفل ولدوا بين عام 1977 وعام 2012 أن كل من ولدوا بعمليات قيصرية كانوا أكثر تعرضا بصورة هائلة للإصابة بالأزمات الربوية وأمراض الأنسجة الضامة والتهاب المفاصل والتهاب الأمعاء وأمراض نقص المناعة وسرطان الدم، وذلك مقارنة بمن ولدوا بصورة طبيعية من المهبل.

ووجد أن من يولدون ولادة طبيعية يكتسبون بصفة رئيسية الميكروبات والبكتيريا التي تعيش في مهبل الأم، ومع ذلك يكتسب الأطفال الذين يولدون جراحيا قبل تمزق الأغشية وعملية الولادة الميكروبات بصفة أساسية من جلد الأم والأفراد والبيئة في حضانة الأطفال حديثي الولادة.

وفي دراسة نشرت في شهر مايو الماضي بموقع مجلة جاما الطبية لطب الأطفال، ذكر الباحثون أن الرضع الذي حصلوا على كل احتياجاتهم من اللبن أو معظمها من ثدي الأم، اكتسبوا معظم الميكروبات التي لدي أمهاتهم.

ولاحظ الدكتور جريس ألدروفاندي أستاذ طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس والمشارك في الدراسة أن البكتيريا المكتسبة خلال عملية الرضاعة من الثدي التي تضع بزور التأثير الأول لبكتيريا الأمعاء وتختار البكتيريا التي تأتي بعد ذلك، تاركتا بصمة مناعية يمكن اكتشافها حتى عندما يبلغ الطفل، حيث ترتبط هذه الكائنات بانخفاض مخاطر الإصابة بالأزمات الربوية.

أما الاطفال الذين لم يحصلوا على حاجتهم من الرضاعة الطبيعية، فقد كشفت الدراسة أنهم كان لديهم وفرة من البكتيريا التي ارتبطت بمخاطر الإصابة بالبدانة والسمنة المفرطة في مستقبل حياتهم.

ووجدت بعض الدراسات أنه حتى الكميات القليلة من الألبان التعويضية المكملة للبن الأم يمكن أن تنحرف بالبيئة الطبيعية للجراثيم والبكتيريا في أمعاء الطفل بعيدا عن نمط الرضاعة الطبيعية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان