إعلان

أمهات صنعن مجد العلماء.. هكذا تربّى الإمامان "مالك" و"الشافعي"

04:57 م الأربعاء 09 مارس 2022

أمهات صنعن مجد العلماء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

ساهمت المرأة المسلمة في نهضة الأمة منذ بداية الإسلام وحتى الآن، فكانت "الأم" التي أنجبت وربت وعلمت كثيرا من أئمة المسلمين الذين فاض علمهم حتى وصل إلينا ومازلنا ننتفع به حتى الآن، وفي السطور التالية نوضح أبرز علماء المسلمين الذين كانت أمهاتهم وقود علمهم وصانعات مجدهم، وهما صفية وفاطمة، أما الإمامين ابن حنبل والشافعي رحمهم الله جميعًا...

الإمام أحمد بن حنبل

صفية الشيبانية، هي أم الإمام العظيم أحمد بن حنبل، تنقل لنا كتب السير أنها كانت صوامة قوامة، وكانت من توقظ ابنها لصلاة الليل، فيقول عنها ابن حنبل: " حفظتني أمي القرآن وأنا ابن عشر سنين وكانت توقظني قبل صلاة الفجر وتُحمي لي ماء الوضوء في ليالي بغداد الباردة، وتُلبسني ملابسي، ثم تتخمر وتتغطى بحجابها، وتذهب معي إلى المسجد؛ لبعد بيتنا عن المسجد ولظلمة الطريق".

ولد الإمام أحمد بن حنبل في عام 164 هـ، وتربى يتيمًا وكان وحيد أمه في مرو، ثم ارتحلت به فيما بعد إلى بغداد وتولت تربيته وتعليمه حسبما كانت عادات زمانها، إذ توفى أباه وهو لم يكد يتجاوز الثلاثة أعوام، إلا أن أمه أهتمت بدراسته وتعليمه، فأرسلته إلى الكتاب، وساعدته على التقدم في العلم، فيروي ابن حنبل عن أمه كيف كانت تحثه على تحصيل العلم، فيقول: "ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثوبي وتقول: حتى يؤذن المؤذن" أي حتى صلاة الفجر، فكانت ترفض خروجه قبله ولا ترضى إلا بعد أن تأمن عليه الطريق.

وشهد الشافعي للأحمد بن حنبل رحمهما الله بالإمامة في سبع مواطن: " إمام فى الحديث، إمام بالفقه، إمام فى القرآن، إمام فى اللغة، إمام فى السنة، إمام فى الزهد، إمام فى الورع، إمام فى الفقر".

الإمام الشافعي

نشأ الإمام الشافعي يتيمًا أيضًا، إذ توفى ابيه بعد مولده بعامين، وظل في كفالة أمه، وكانت ترتحل به من بلد إلى بلد وتعرضه على الشيوخ حتى يتعلم على أيديهم وينضم لحلقاتهم، وقد ولد الشافعي في غزة بعسقلان عام 150 هـ، ويقال أن أمه رأت رؤيا أثناء حملها تبشر بمستقبل كبير لابنها بمكة، فغادرت به إلى هناك، فحفظته القرآن الكريم ليتمه وعمره 7 سنوات، وحفظ موطأ مالك وعمره 10 سنوات، ولم يكن الشافعي بميسور الحال، فيروي سنواته الاولى وكده هو وأمه لطلب العلم قائلًا: " كنت يتيمًا فلما ختمت القرآن دخلت المسجدَ، فكنت أجالسُ العلماءَ، وكنت أسمعُ الحديثَ أو المسألة فأحفظها، ولم يكن عند أمي ما تعطيني أن أشتري به قراطيسَ قطُّ، فكنت إذا رأيت عظمًا يلوح آخُذُه فأكتب فيه، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديمة".

غادر الشافعي بعدما اتقن قراءة القرآن وتفسيره في مكة إلى المدينة، ليدرس الحديث على يد الإمام مالك في المدينة، واستمر هناك تسع سنوات لم ينقطع فيها إلا لزيارة والده أو لرحلة علمية.

لا يعرف بشكل حاسم نسب أم الإمام الشافعي، بل هناك فيها قولان، الأول رواه أبو عبد الحافظ، وهي أنها فاطمة بنت عبدالله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب – كرم الله تعالى وجهه -، أما القول الثاني: وهو المشهور، أنها كانت امرأة من الأزد، وروي أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "الأزد أزد الله في الأرض"، وفقا لما جاء في كتاب "الإمام الشافعي مناقبه وعلمه" لـالفخر الرازي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان