"هل أمي راضية عني؟"...تعرف على 6 أعمال لبر الأم بعد رحيلها
كتبت – آمال سامي:
بعد وفاة الأم، يتسائل الأبناء هل توفيت وهي راضية عنهم أم لا، وما الذي يمكن أن يفعلوه الآن ليتداركوا ما فات، أو ليستمروا في برها، يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن الأم تكون في حالة رضا تام بعد وفاتها، فحين يتوفى المرء وتفارق الأرواح الأجساد، تنقطع العلائق، وفي لقاء تلفزيوني سابق له، أكد جمعة أن عدم رضا الأم عن الأبناء في حياتها يكون لأنها تراه مقصر أو مهمل في حياته، ونصح جمعة الأبناء بألا يشعروا أن أمهم غاضبة عليهم في الحياة الأخرى، ولكن أمام ذلك عليهم أن يبروها في حياتها، وأكد أن وفاة الأم لا تمنع أن يستمر أبناءها في برها، لأن البر مازال موصولًا.
ماذا لو كان الابن/الابنة يدرك أنه كان عاقًا بأمه..فكيف يتوب؟
أجاب على هذا السؤال في وقت سابق لـ "مصراوي" الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، قائلًا أن على من أدرك والديه أو أحدهما على قيد الحياة فواجب عليه البر بهما والإحسان إليهما ، أما بعد الوفاة، فيكون برهما عن طريق أمرين، أولهما التوبة والإكثار من الاستغفار، وثانيهما أن يلازم تلك الأعمال التي وردت في الحديث النبوي ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﺳﻴﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ اﻟﺴﺎﻋﺪﻱ، ﻗﺎﻝ: ﺑﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇﺫ ﺟﺎءﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻤﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻫﻞ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺑﺮ ﺃﺑﻮﻱ ﺷﻲء ﺃﺑﺮﻫﻤﺎ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﻤﺎ؟ ﻗﺎﻝ: "ﻧﻌﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻭاﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻟﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻧﻔﺎﺫ ﻋﻬﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ، ﻭﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻻ ﺑﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻛﺮاﻡ ﺻﺪﻳﻘﻬﻤﺎ".
6 أعمال لبر الأم بعد وفاتها
وكان الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قد أوضح في وقت سابق خمسة أعمال تصل للمتوفى وينال ثوابها، وهي:
1- الدعاء والاستغفار له، وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ".
2- ثانيًا إخراج الصدقة عن الميت تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين، لما روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ"، وروى مسلم أيضًا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي: ماتت فجأة)، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ"
3- الصوم عن الميت ينفعه ويصل ثوابه إليه، لما روي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى".
4- الحج عن الميت ويصل ثوابه إليه لما رواه البخاري عن ابن عباس: “جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ: نَعَمْ”.
5- قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا، ويصل الثواب للميت وينتفع به.
ومما يمكن به أيضًا بر الأم بعد وفاتها:
6- إكرام أصدقائها، وتنفيذ وصاياها وصلة رحمها، إذ ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما".
فيديو قد يعجبك: