إعلان

أجرت منزلها وعاشت في غرفة وحيدة لإعالة أبنائها.. الأم المثالية في جنوب سيناء

07:46 م الأحد 20 مارس 2022

الأم المثالية بجنوب سيناء

جنوب سيناء - رضا السيد :

وسط حالة من الفرحة، تلقت الحاجة سامية أحمد عبد السلام خلاف، خبر فوزها بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة جنوب سيناء. "مقدرتش أسيطر على دموعي من الفرحة.. لم أتوقع أن تكرمني الدولة على مشوار الشقاء الذي تكبدته على مدار ما يقرب من 26 عامًا، منذ مرض زوجي، والحمد لله على هذا التكريم الذي لم أكن أتوقعه".

تزوجت الحاجة سامية منذ عام 1987، في غرفة بمنزل العائلة بقرية في محافظة الغربية، وكان زوجها يعمل إمامًا وخطيبًا بمدينة دهب، وبعد عام من زواجها انتقلت إلى مقر عمل زوجها بمدينة دهب وكانت دون أي خدمات في ذلك الوقت، حيث عانت الفرق الشديد بين حياتها في الريف التي تتوافر فيه جميع كافة الخدمات وبين حياتها في دهب.

أنجبت الحاجة سامية أبنائها الثلاثة، وكانت تعيش حياة مستقرة إلى أن مرض زوجها مرضًا شديدًا " فشل كلوي"، وكانت الإمكانات الصحية بجنوب سيناء لا تسمح بعلاجه داخل المستشفيات، لذا عانت من التنقل بين مستشفيات مدينة طنطا بمحافظة الغربية ومستشفيات القاهرة والمنصورة.

"اضطرتني الظروف إلى ترك أبنائي الصغار في قريتي مع أهلي لمتابعة رحلة البحث عن علاج زوجي وتخفيف آلامه"؛ تقول الحاجة سامية متذكرة الزوج الذي توفي بعد مرضه بخمس سنوات، حين كانت ابنتها الكبرى تبلغ من العمر 11 عامًا، ونجلها 9 سنوات، وابنتها الصغرى 3 سنوات.

اضطرت الحاجة سامية للعودة إلى مدينة دهب بأطفالها، وأجرت منزلها لتنفق على أبنائها إلى جانب معاش زوجها، بينما عاشت في غرفة بنتها إلى جانب منزلها، وكانت تبيع بعض السلع الغذائية لتحسين دخلها.

عندما بلغ نجلها 13 عامًا قرر العمل في مجال السياحة للمساعدة في مصروفات المنزل، ولكنها ظلت تكافح حتى التحق وشقيقيه بالتعليم العالي.

ابنة السيدة سامية الكبرى نجلاء، تبلغ من العمر 32 عامًا، وهي متزوجة وحاصلة على ليسانس دراسات إنسانية، وتعمل معلمة لغة عربية، ونجلها محمد، يبلغ من العمر 30 عامًا، وهو متزوج وحاصل على ليسانس التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية (أوائل الدفعة)، ويعمل معلم دراسات، بينما الابنة الصغرى حياة، تبلغ من العمر 23 عامًا، وهي خريجة ليسانس كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، وهي من أصرت على التقديم في المسابقة.

أهدت الحاجة "سامية" تكريمها إلى روح زوجها وإلى أبنائها الذين مازلوا يدعمونها ويفتخرون بقصة كفاحها.​

فيديو قد يعجبك: