أخفت مرض زوجها عن بناتها.. قصة كفاح "سميرة" الأم المثالية في سوهاج

سوهاج - عمار عبد الواحد:

أعلنت الدكتورة نيفين القباج، وزير التضامن الاجتماعي، اليوم الأحد، فوز سميرة أحمد حسان هاشم 66 عامًا بالمعاش"، بلقب الأم المثالية عن محافظة سوهاج لعام 2022.

وينشر "مصراوي" خلال السطور التالية قصة كفاح السيدة الحاصلة على لقب الأم المثالية بسوهاج.

أرملة منذ 6 أعوام، وحاصلة على مؤهل فوق المتوسط، وكانت موظفة بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة، ولديها بنتان، إحداهما حاصلة على بكالوريوس تربية "معلم علوم"، والثانية حاصلة على بكالوريوس تربية رياضية "معلم تربية رياضية".

ونشأت الفائزة بلقب الأم على مستوى سوهاج في بيت متواضع وكانت متفوقة في دراستها إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية العامة (قسم علمي) وقبل الوصول إلى تلك المرحلة مرت أسرتها بظروف قاسية بفقد أخ من أخواتها لأحد عينيه، وبعدها خيم الحزن على أسرة الأم وأرغمت على الخروج من المدرسة رغم تفوقها وبعد 9 أعوام أتيحت لها الفرصة أن تواصل دراستها وجاهدت والتحقت بالعمل كمشرفة بدور الحضانات لكي تحصل على المصاريف لاستكمال دراستها وكانت خلال 14 عامًا المشرفة المثالية.

في هذه الأثناء تزوجت الأم من زوج يعاني من مرض نفسي كانت تعامله معاملة خاصة، رغم انشغالها في بيتها وفي وظيفتها في الحضانة وتربية أبنائها، وجاء التعيين للأم في التربية والتعليم بعد أن نجحت في المعهد الفني وبعدها أصيبت بانزلاق غضروفي نتيجة ضغط العمل في منزلها ببيت العائلة، ورغم ذلك كانت تفي بواجباتها المنزلية وتربية أبنائها.

وبسبب ظروفها الصحية احتاجت "هاشم" لتدخل جراحي ورفضت ذلك؛ لعدم حدوث عجز كامل، وظلت الأم تعاني فترة طويلة ولكنها لم تستسلم للمرض ووازنت بين البيت وعملها في المنزل والوظيفة ومساعدة أهل زوجها، وكانت ترافق زوجها للعلاج، والذي كان يعاني من انفصام ذهني نشط، ورغم ذلك لم تُشعر الأم أبنائها بما يعاني به والدهما، ولم تعرفهم إلا بعد أن كبروا وفهموا ذلك من معاملته لهم وقسوته عليهم.

وأخيرًا أصيبت الأم بآلام في المرارة حتى جرى استئصالها، وعانت كثيرًا بعدها من كثرة المصاريف وإهانة أهل زوجها بمرضها كثيرًا، وصمدت لسنوات طويلة حتى أكملت تعليم أبنائها وتخرجوا وأصبحوا معلمين.