هل يؤدي فقدان السمع إلى الخرف؟
وسجل فريق البحث بقيادة الدكتور بابتيست غرينير من جامعة باريس سيتي في الأول من أكتوبر في مجلة JAMA Network Open: "نظرا للعبء الرئيسي المتمثل في التدهور المعرفي وغياب العلاج الشافي، فإن تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل أمر مهم".
وأوضحوا أن مهارات التفكير قد تتراجع ليس فقط لأن الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع يصبحون معزولين اجتماعيا ولكن أيضا لأنهم يقضون فترات طويلة دون مدخلات سمعية، وفق "ميديكال إكسبريس".
أظهرت العديد من الدراسات العلمية وجود ارتباط وثيق بين ضعف السمع والتدهور المعرفي، بما في ذلك الخرف. قد يبدو هذا الارتباط غريباً للبعض، ولكن هناك عدة أسباب علمية تفسر هذه العلاقة:
العزل الاجتماعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع غالباً ما يتجنبون التفاعلات الاجتماعية بسبب صعوبة التواصل، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية. وقد أثبتت الدراسات أن العزلة الاجتماعية عامل خطر رئيسي للتدهور المعرفي.
الجهد الإدراكي الزائد: يحاول الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع بذل جهد إضافي لفهم المحادثات، مما يزيد من عبء العمل على الدماغ. هذا الجهد المستمر قد يؤدي إلى تدهور في وظائف الدماغ الأخرى.
التغيرات في الدماغ: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع لديهم تغيرات في بنية الدماغ ومناطق معينة مرتبطة بالذاكرة والتفكير.
الالتهابات المزمنة: يرتبط فقدان السمع بالالتهابات المزمنة في الجسم، والتي يمكن أن تؤثر على الدماغ وتساهم في التدهور المعرفي.
ما هي التداعيات؟
زيادة خطر الإصابة بالخرف: الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع أكثر عرضة للإصابة بالخرف بأنواعه المختلفة، مثل مرض الزهايمر والخرف الوعائي.
تدهور أسرع للمهارات المعرفية: قد يتسبب فقدان السمع في تدهور أسرع للمهارات المعرفية مثل الذاكرة والانتباه واللغة.
تدهور جودة الحياة: يؤثر التدهور المعرفي بشكل كبير على جودة الحياة، ويؤدي إلى صعوبات في أداء الأنشطة اليومية والتفاعل الاجتماعي.
ماذا يمكن أن نفعل؟
الفحص المبكر: يجب إجراء فحوصات منتظمة للسمع، خاصة للأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين.
استخدام أجهزة مساعدة للسمع: يمكن أن تساعد أجهزة السمع في تحسين القدرة على التواصل وتقليل الجهد الإدراكي.
التواصل الاجتماعي: يجب تشجيع الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
العناية بالصحة العامة: يجب اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي، حيث أن هذه العوامل تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ.
فيديو قد يعجبك: