التطعيم بجرعتين مختلفتين.. هل استراتيجية خلط اللقاحات أكثر فعالية في محاربة كورونا؟

كتب– سيد متولي
قررت كندا تغيير إرشاداتها بشأن خلط ومطابقة الجرعات الثانية من لقاحات كورونا، لتنصح الكنديين بالمزج بين جرعات لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، أو فايزر أو موديرنا، بشكل متبادل وخلال ظروف معينة، استناداً إلى تعليمات "اللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين" في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا، التي بينت أن الجرعات المختلطة آمنة وفعالة.

ووفقاً لموقع "سي بي سي" الكندي، فقد قامت اللجنة الاستشارية الوطنية للتحصين (NACI) بتحديث إرشاداتها للمقاطعات والأقاليم، موصيةً بأن الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا يمكن أن تتبعها إما جرعة أخرى من لقاح موديرنا أو فايزر.
ويبقى السؤال: هل استراتيجية خلط اللقاحات أكثر فعالية في محاربة كورونا؟.. إليك كل ما تريد معرفته، وفقا لموقع medicalxpress.

10 دول تقرر خوض التجربة:

كندا
قال المسؤولون، في مايو، إن الأشخاص الذين تم تلقيحهم بلقاح كوفيد الخاص بشركة أسترازينيكا قد يتم إعطاؤهم جرعة ثانية من لقاح آخر، وهي خطوة تستند إلى مخاوف الإمداد، بالإضافة إلى زيادة حدوث جلطات دموية نادرة مرتبطة بالجرعات الأولى التي ينتجها اللقاح.

الصين
كان الباحثون الصينيون في أبريل يختبرون خلط جرعات لقاح كوفيد التي طورتها CanSino Biologics ووحدة Chongqing Zhifei Biological Products، وفقًا لبيانات تسجيل التجارب السريرية.

قال كبير مسؤولي مكافحة الأمراض في الصين، في 12 أبريل، إن البلاد "تدرس رسمياً" خلط جرعات لقاح كورونا المطورة بتقنيات مختلفة لتعزيز فعاليتها.

فنلندا
وصرح معهد فنلندا للصحة والرعاية، في 14 أبريل، أن متلقي الجرعة الأولى من لقاح AstraZeneca، والذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا قد يحصلون على جرعة مختلفة عن جرعتهم الثانية.

فرنسا
كما أوصت أعلى هيئة استشارية للصحة في فرنسا Haute Autorite de la Sante (HAS)، في أبريل، بأن يتلقى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا جرعة أولى من لقاح AstraZeneca وجرعة ثانية من لقاح ما يسمى بـmessenger RNA، على الرغم من أن خلط الجرعات لم يحدث حتى الآن، لكن تم تقييمها في التجارب.

النرويج
وقال مسؤولون في النرويج، في 23 أبريل، إنهم سيعرضون على أولئك الذين تلقوا جرعة من لقاح AstraZeneca حقنة بلقاح mRNA كجرعة ثانية.

كوريا الجنوبية
وقالت كوريا الجنوبية، في 20 مايو، إنها ستجري تجربة مختلطة ومطابقة للقاحات كوفيد، وتخلط جرعات AstraZeneca مع تلك التي طورتها شركة فايزر وشركات تصنيع أدوية أخرى.

إسبانيا
قالت، وزيرة الصحة الإسبانية، كارولينا دارياس، في 19 مايو، إن البلاد ستسمح للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، والذين تلقوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، بالحصول على جرعة ثانية من لقاح فايزر.

السويد
صرحت وكالة الصحة السويدية، في 20 أبريل، بأن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، والذين حصلوا على جرعة واحدة من لقاح أسترازينيكا، سيتم إعطاؤهم لقاحًا مختلفًا عن جرعتهم الثانية.

المملكة المتحدة
قالت بريطانيا في يناير، إنها ستسمح بإعطاء الناس لقاحا مختلفا كجرعة ثانية في حالات نادرة للغاية، على سبيل المثال، إذا نفد مخزون اللقاح الأول.

الولايات المتحدة الأمريكية
في يناير، أفادت CNBC أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) قد قامت بتحديث إرشاداتها، مما يسمح بمزيج من جرعات فايزر وموديرنا Pfizer /BioNTech وModerna مع فاصل لا يقل عن 28 يومًا بين التطعيمين، وفقط في مواقف استثنائية.

كيفية تبديل اللقاحات
مزج اللقاحات يعني، على سبيل المثال، الحصول على لقاح أسترازينيكا كجرعة أولى، متبوعًا بلقاح مختلف مثل فايزر كجرعة ثانية.

ما فائدة خلط اللقاحات؟
- مزج اللقاحات سيؤدي إلى زيادة المرونة بشكل كبير، يتيح لنا وجود برنامج تحصين مرن أن نكون رشيقين في مواجهة قيود التوريد العالمية، إذا كان هناك نقص في لقاح واحد، فبدلاً من إيقاف البرنامج بأكمله لانتظار الإمداد، يمكن أن يستمر البرنامج بلقاح مختلف، بغض النظر عن اللقاح الذي تم إعطاؤه كجرعة أولى.
- إذا كان أحد اللقاحات أقل فاعلية من لقاح آخر ضد نوع معين، فيمكن أن تضمن جداول المزج للأشخاص الذين تلقوا بالفعل جرعة واحدة من اللقاح ذي الفعالية الأقل الحصول على لقاح معزز أكثر فعالية ضد المتغير.

هل خلط اللقاحات آمن؟
في دراسة مختلطة ومطابقة في المملكة المتحدة نُشرت في مجلة The Lancet في مايو، تم اختيار 830 بالغًا فوق سن الـ50 عشوائياً للحصول على لقاح Pfizer أو AstraZeneca أولاً، ثم اللقاح الآخر لاحقًا.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تلقوا جرعات مختلطة كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض خفيفة إلى معتدلة من الجرعة الثانية من اللقاح، بما في ذلك، القشعريرة والتعب والحمى والصداع وآلام المفاصل والتوعك وآلام العضلات والألم في موقع الحقن، مقارنة بالأشخاص الموجودين في الجدول القياسي غير المختلط.
ومع ذلك، كانت ردود الفعل هذه قصيرة الأجل ولم تكن هناك مخاوف أخرى تتعلق بالسلامة، وقام الباحثون الآن بتكييف هذه الدراسة لمعرفة ما إذا كان الاستخدام المبكر والمنتظم للباراسيتامول يقلل من تكرار هذه التفاعلات.
ووجدت دراسة أخرى مماثلة (لم تتم مراجعتها من قِبل الأقران) في إسبانيا أن معظم الآثار الجانبية كانت خفيفة أو معتدلة وقصيرة العمر (يومين إلى ثلاثة أيام)، وكانت مماثلة للآثار الجانبية من الحصول على جرعتين من نفس اللقاح.

هل خلط اللقاحات فعال؟
وجدت الدراسة الإسبانية أن الأشخاص لديهم استجابة أعلى بكثير من الأجسام المضادة بعد 14 يومًا من تلقي جرعة معززة من فايزر، بعد جرعة أولية من أسترازينيكا، حيث كانت هذه الأجسام المضادة قادرة على التعرف على الفيروس التاجي وتعطيله في الاختبارات المعملية.

يبدو أن هذه الاستجابة للقاح فايزر أقوى من الاستجابة بعد تلقي جرعتين من لقاح أسترازينيكا، وفقًا لبيانات التجارب السابقة.
أما الاستجابة المناعية للحصول على جرعة لقاح فايزر أولا متبوعة بـ"أسرازينيكا" ليست معروفة حتى الآن، ولكن المملكة المتحدة ستكون لها نتائج متاحة قريبًا.

هل خلط اللقاحات يمنع الإصابة بفيروس كورونا؟
لا توجد بيانات حتى الآن حول مدى فعالية جداول المزيج والمطابقة في منع الإصابة بكورونا، لكن من المحتمل أن تعمل بشكل جيد لأن الاستجابة المناعية متشابهة، أو حتى أفضل، مقارنة بالدراسات التي تستخدم نفس اللقاح مثل الجرعة الأولى والثانية، وهذا يشير إلى أن الخلط سيعمل بشكل جيد في الوقاية من المرض.