استمرار معركة كورونا مع المتعافين.. إليكم الأسباب
كتبت- هند خليفة
تستمر معركة فيروس كورونا حتى مع المتعافين، فتزايدت مؤخرًا الشكاوى من ظهور الأعراض مرة أخرى، ليعاد الجدل حول إمكانية عودة "كوفيد 19" للأشخاص الذين تم شفائهم.
يقول الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن هناك احتمالية شديدة لعودة إصابة المتعافى من كورونا بالفيروس من جديد، قائلًا: "الفيروس ليس له أمان، ومن من الممكن أن تتكرر العدوى".
وأوضح بدران لـ"مصراوي" أن ذلك يكون في حالة أن تكون مناعة المتعافى المكتسبة من الإصابة قصيرة الأمد جدًا فتتكرر الإصابة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية عند التعامل مع آخرين، وأن الشفاء لا يعني التخلي عن التدابير الوقائية للحماية من كوفيد-19.
وأرجع أيضًا سب تكرار العدوى إلى أسباب أخرى وهي أن الشخص المتعافى قد يعاني نقص مناعة شديد، إضافة غياب التشخيص الدقيق من البداية، واعتبار الشكوى الأولى بدون تشخيص خلال فترات انتشار الفيروس العالية أو الذروة، إضافة إلى غياب المتابعة الطبية، والتسرع في اعتبار المصاب قد تم شفاءه من كوفيد-١٩، مع إنه لم يشف.
فترة نقل العدوى وانتهائها
وأوضح بدران أن المصاب بكورونا يستطيع أن ينقل العدوى إلى المحيطين به، قبل ظهور الأعراض الأولى للمرض بخمسة أو سبعة أيام، وتبلغ قدرة المصاب على عدوى الآخرين ذروتها قبل ظهور الأعراض بيومين وفي اليوم الأول بعد ظهورها.
وأضاف أن المريض يظل معدياً لمدة حتى عشرة أيام بعد ظهور علامات المرض، كاشفًا أنه لا يمكن انتقالها بعد اليوم 11 من ظهور الأعراض.
أسباب تزايد حالات الإصابة
وأوضح أن خطر انتقال العدوى يتواجد حوالي 17 يومًا، يمكن للمصاب العدوى من عدوى الآخرين خاصة المخالطين، مشيرًا إلى أن 85% من العدوى بكورونا بسيطة، لا تحتاج لعلاج أو طبيب، وهذا يجعل المصاب يعتقد أنه يعاني من نزلة برد عادية، فيتحرك في المجتمع بسهولة ينشر العدوى، ما تسبب في استمرار انتشار الفيروس وتزايد أعداد الإصابة.
وينوه إلى أن 40% من إصابات كورونا يمكن أن تكون بلا أعراض ظاهرة، ويشفى المصاب دون أن يدري، ولكنه سيكون قد نقل العدوى لآخرين، مضيفًا أن المرضى الذين لا يعانون من أعراض هم الأشد خطورة، ولربما يكون لديهم أحمال فيروسية أعلى من فيروس كورونا مقارنة بالمرضى الذين يعانون من أعراض، مشيرًا إلى أنه لوحظ انخفاض كبير في الحمل الفيروسي لعينات البلعوم والفم مع زيادة شدة المرض.
كما ما زال الفيروس ينتشر أيضًا بسبب عدم الإبلاغ عن الحالات التي لا تظهر فيها أعراض في إحصاءات كورونا الرسمية في العالم كله.
وعن التوقيت الذي يكون فيه المتعافي من كورونا غير معدياً لغيره، فيشير إلى أنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في 27 مايو 2020، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
الإصابة بالفيروس قد لا تضمن حصانة مستقبلية
ومؤخرًا أظهرت دراسة نشرت في "مجلة لانست للأمراض المعدية"، أن مرضى كوفيد-19 قد يواجهون عوارض أكثر شدة في المرة الثانية التي يصابون فيها بالفيروس، مؤكدة بذلك أنه من الممكن الإصابة بكورونا المستجد أكثر من مرة، والتي رصدت أول حالة مؤكدة لعودة الفيروس إلى متعافين من كوفيد-19 في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً بالجائحة في العالم، وتشير إلى أن الإصابة بالفيروس قد لا تضمن حصانة مستقبلية.
وأشارت الدراسة إلى أربع حالات أخرى أصاب بها الفيروس متعافين، تم تأكيدها على مستوى العالم في كل من بلجيكا وهولندا وهونغ كونغ والاكوادور.
وقال خبراء إن احتمالات عودة الفيروس لمتعافين قد يكون لها انعكاسات كبيرة على الجهود التي يبذلها العالم لمكافحة الوباء، ويمكن أن تؤثر بشكل خاص على جهود التوصل للقاح، أهم أهداف أبحاث شركات الأدوية حالياً.
فيديو قد يعجبك: