لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"في يومها العالمي.. استعدوا للتغلب علي "الملاريا

08:10 ص الثلاثاء 17 أبريل 2018

القاهرة - (أش أ):

تحيي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها يوم 25 أبريل اليوم العالمي لمكافحة الملاريا 2018 تحت شعار " استعدوا للتغلب علي الملاريا " حيث يؤكد هذا الموضوع على الطاقة الجماعية والتزام مجتمع الملاريا العالمي في الاتحاد حول الهدف المشترك لعالم خال من الملاريا.

كما يسلط الضوء على التقدم الملحوظ الذي تحقق في معالجة أحد أقدم الأمراض البشرية ، وفي الوقت نفسه يدعو إلى اتخاذ اتجاهات مقلقة كما وردت في تقرير الملاريا العالمي لعام 2017. إن الاستجابة العالمية للملاريا تقع في مفترق طرق، بعد فترة غير مسبوقة من النجاح في مكافحة الملاريا ، حيث توقف هذا التقدم. إن الوتيرة الحالية غير كافية لتحقيق معالم 2020 في الاستراتيجية التقنية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا للفترة 2016-2030 ، وتحديداً الأهداف التي تدعو إلى تخفيض بنسبة 40% في حالات الإصابة بالملاريا ومعدلات الوفاة. فالبلدان ذات الانتقال المستمر تتدهور بشكل متزايد إلى واحدة من فئتين: تلك التي تتحرك نحو الإزالة ؛ وتلك التي لديها عبء مرتفع من المرض الذي أبلغ عن زيادات كبيرة في حالات الملاريا.

وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة ، فإن المكاسب الرئيسية في مكافحة الملاريا تتعرض للتهديد. وفي هذا اليوم العالمي لمكافحة الملاريا ، تواصل منظمة الصحة العالمية الدعوة إلى زيادة الاستثمار وتوسيع نطاق التغطية للأدوات المثبتة التي تمنع وتشخيص وعلاج الملاريا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حددت في دورتها الستين التي عقدت في (مايو 2007 ) يوم 25 أبريل يوما عالمياً للقضاء علي الملاريا ، وهو يمثل مناسبة للاعتراف بالجهود التي تبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية. و تم تأسيس اليوم العالمي للملاريا بسبب الجهود التي تجري في جميع أنحاء القارة الأفريقية لإحياء ذكرى يوم الملاريا الأفريقي.

والملاريا هو مرض طفيلي معد بسبب كائن طفيلي يسمى متصورة أو بلازموديوم، وينتقل عن طريق البعوض، ويتسلل هذا الطفيلي داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى، فقر الدم وتضخم الطحال. وتم اكتشاف الطفيلي مسبب مرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفى العسكري بقسنطينة بالجزائر من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران، والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفسيولوجيا لعام 1907 عن اكتشافه هذا.

وينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة أهمها البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار، خاصة في المناطق التي لا يوجد فيها تصريف صحي لمياه الأمطار والمجاري. وتعتبر أنثى بعوضة أنوفليس هي الأكثر قدرة على نقل الطفيلي المسبب للملاريا أثناء امتصاصها دم الإنسان الذي تحتاجه، لتتمكن من وضع البيض، مع ملاحظة أن ذكر البعوض لا يتغذى على الدم ولكن على رحيق الأزهار وعصارة النباتات.

والملاريا من الأمراض الحموية الحادة، وتظهر أعراضه لدى الأشخاص الذين ليس لهم مناعة ضده، بعد مضي 7 أيام أو أكثر (10 أيام إلى 15 يوماً في غالب الأحيان) من التعرض للدغة البعوض الحامل له، وقد تكون الأعراض الأولى هي الحمى والصداع والارتعاش والتقيؤ، وقد تكون أعراضها خفيفة وقد يصعب ارجاعها إلى الملاريا. وقد أكدت البحوث أن النساء الحوامل هن أكثر عرضة للإصابة بالملاريا من النساء غير الحوامل، لأن الجهاز المناعي قد يضعف خلال فترة الحمل، مما يعني أن الجسم أقل قابلية على محاربة البكتريا والالتهابات، وإذا كانت الحامل مصابة بالملاريا، فقد يصاب طفلها أيضا بالمرض.

ووفقا لأحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية، التي صدرت في ديسمبر 2017، الاستجابة العالمية للملاريا تصل إلى مفترق طرق ، وأن المكاسب المحققة آخذة في الانحسار بعد تحقق نجاح عالمي غير مسبوق في مكافحة الملاريا، تباطأ التقدم المحرز في هذا المضمار وفقاً لما جاء في التقرير الخاص بالملاريا في العالم لعام 2017. وقد أشار الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، في هذا السياق: لقد حققنا في السنوات الأخيرة مكاسب كبرى في مجال مكافحة الملاريا، لكننا نواجه الآن منعطفاً في طريقنا. ومن دون اتخاذ إجراءات عاجلة، فنحن معرضون لخطر التقهقر وعدم بلوغ الغايات العالمية المتصلة بالملاريا لعام 2020 وما بعده. وتدعو الاستراتيجية التقنية العالمية للمنظمة بشأن الملاريا( 2 (إلى خفض معدل حالات الإصابة بالملاريا ومعدل الوفيات الناجمة عنها بما لا يقل عن 40% بحلول عام 2020.

ووفقاً لما ورد في تقرير المنظمة الأخير الخاص بالملاريا، فإن العالم لا يمضي حالياً على المسار الصحيح نحو بلوغ هذه المعالم الحاسمة الأهمية. ويشكل نقص التمويل محلياً ودولياً على حد سواء مشكلة رئيسية تحدث فجوات كبيرة في مستوى التغطية بالناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية والأدوية وغيرها من الأدوات المنقذة للأرواح.

ويعتمد تقرير الملاريا العالمي لعام 2017 ، على بيانات من 91 دولة ومنطقة ذات انتقال مستمر للملاريا. وتستكمل المعلومات ببيانات من الدراسات الاستقصائية للأسر المعيشية الوطنية وقواعد البيانات التي تحتفظ بها منظمات أخرى. كما يعرض الوضع الراهن لما أحرزه العالم من تقدم في مكافحة الملاريا حتى نهاية عام 2016. إذ يتتبع التقرير ما تحقق من تقدم في مجالات الاستثمار في برامج وأبحاث الملاريا، والوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها، وترصدها، وفيما يخص الاتجاهات المتصلة بعبء هذا المرض، كما يتتبع ما أحرز من تقدم في مجال القضاء على الملاريا، ومواجهة التهديدات المقترنة بالتصدي لها والحفاظ على الاستثمارات التي نفذت بهذا الشأن.

وكشف التقرير أن عدد حالات الملاريا التي وقعت في عام 2016 في شتى أنحاء العالم يقدر بنحو 216 مليون حالة ، بينما بلغ عددها 237 مليون حالة في عام 2010 ، و211 مليون حالة في عام 2015 . ووقعت معظم حالات الملاريا في عام 2016 في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة 90%، تلاه إقليم جنوب شرق آسيا 7% ثم إقليم شرق المتوسط % 2 التابعين لها. ومن مجموع البلدان 91 التي أبلغت عن وقوع حالات أصلية من الملاريا فيها في عام 2016، ينوء 15 بلداً كلها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وتشير التقديرات إلى انخفاض معدلات الإصابة بالملاريا في العالم في الفترة ما بين عامي 2010 و2016 بنسبة 18%، من 76 إلى 63 حالة من كل 1000 نسمة من السكان المعرضين لخطر الإصابة بها. وقد سجل إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة أعلى انخفاض في معدل الإصابة بها 48%، تلاه إقليم الأمريكتين 22%، ثم الإقليم الأفريقي 20% التابعين لها. وعلى الرغم من هذه الانخفاضات، فقد شهد معدل الإصابة بالملاريا في الفترة ما بين عامي 2014 و2016 ارتفاعات كبيرة في إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة، وطفيفة في أقاليم جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ وأفريقيا التابعة للمنظمة.

وتشكل طفيليات المتصورة المنجلية أكثر طفيليات الملاريا انتشاراً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ تمثل الطفيليات المسببة لنسبة 99% من حالات الملاريا المقدرة في عام 2016 في الإقليم الأفريقي. أما خارج أفريقيا، فطفيليات المتصورة النشيطة (P. vivax) هي طفيليات الملاريا السائدة في إقليم الأمريكتين التابع للمنظمة، إذ تمثل الطفيليات المسببة لنسبة 64% من حالات الملاريا في هذا الإقليم، ولأكثر من 30% من حالات الملاريا في إقليم جنوب شرق آسيا و40% في إقليم شرق المتوسط التابعين للمنظمة.

وتشير البيانات الجديدة المستمدة من نظم الترصد المحسنة في عدة بلدان في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة إلى أن عدد حالات الملاريا المبين في تقرير هذا العام ينم عن تقديرات متحفظة. وستراجع منظمة الصحة العالمية في عام 2018 أساليبها المتبعة في تقدير عبء الملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

في حين قدر عدد وفيات الملاريا في العالم في عام 2016 بنحو 445 ألف حالة وفاة، بينما قدر عددها في عام 2015 بنحو 446 ألف حالة وفاة. وسجل الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة نسبة 91% من مجموع وفيات الملاريا في العالم في عام 2016، تلاه إقليم جنوب شرق آسيا التابع لها 6 %. وسجل 15 بلداً نسبة 80% من وفيات الملاريا في العالم في عام 2016، كلها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما عدا الهند. وسجلت جميع الأقاليم انخفاضاً في معدلات وفيات الملاريا في عام 2016 بالنسبة إلى معدلاتها في عام 2010، باستثناء إقليم شرق المتوسط حيث لم تتغير معدلات وفيات الملاريا فعلياً في تلك الفترة. وسجلت أكبر الانخفاضات في أقاليم جنوب شرق آسيا 44% ؛ وأفريقا 37% ؛ والأمريكتين 27% التابعة للمنظمة.

غير أنه في الفترة ما بين عامي 2015 و2016 ثبتت معدلات الوفيات في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ التابعين للمنظمة، بينما ارتفعت في أقاليم أفريقيا وشرق المتوسط والأمريكتين التابعة للمنظمة.

ويمضي المزيد من بلدان العالم نحو القضاء على الملاريا، ففي عام 2016 ، أبلغت 44 بلداً عن أقل من 10 آلاف حالة ملاريا، بعدما بلغ عددها 37 بلداً في عام 2010. وشهدت منظمة الصحة العالمية لقيرغيزستان وسري لانكا في عام 2016 بخلوهما من الملاريا. وفي عام 2016، حددت المنظمة 21 بلداً يحتمل القضاء على الملاريا فيها بحلول عام 2020.

وتعمل المنظمة مع هذه البلدان، المعروفة بمجموعة "البلدان المحتمل القضاء على الملاريا فيها بحلول عام 2020" ، من أجل دعم تحقيق هدف كل منها التعجيل بالقضاء على الملاريا. ومع أن بعض البلدان المحتمل القضاء على الملاريا فيها بحلول عام 2020 لا تزال تمضي على المسار الصحيح نحو بلوغ هدفها القضاء على الملاريا، إلا أن 11 بلداً منها قد أبلغت بحدوث ارتفاع في عدد الحالات الأصلية من الملاريا فيها منذ عام 2015، بينما أبلغت 5 بلدان بارتفاع عدد الحالات فيها في عام 2016 عن عددها في عام 2015 بأكثر من 100 حالة.

ومن بين بعض التحديات المعوقة لقدرة البلدان على الثبات على المسار الصحيح والتقدم نحو القضاء على الملاريا نقص التمويل الدولي والمحلي المستدام الذي يمكن التنبؤ به، والمخاطر المترتبة على اندلاع صراعات في بعض المناطق التي تتوطنها الملاريا، والأنماط المناخية الشاذة، ونشوء مقاومة طفيليات الملاريا للأدوية المضادة لها، ومقاومة البعوض للمبيدات الحشرية.

وتدعم منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن عمليات الاستجابة لطوارئ الملاريا في كل من جنوب السودان وجمهورية فنزويلا البوليفارية ونيجيريا واليمن، حيث تنطوي الأزمات الإنسانية المندلعة في هذه البلدان على مخاطر صحية خطيرة. وفي ولاية بورنو بنيجيريا، دعمت المنظمة إطلاق حملة لإعطاء الأدوية المضادة للملاريا على نطاق واسع، وصلت إلى 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة في المناطق المستهدفة، وفقاً للتقديرات. وتشير النتائج الأولية إلى حدوث انخفاض في عدد حالات ووفيات الملاريا في هذه الولاية.

وفي السنوات الثلاث الماضية (الفترة 2014-2016) ، انخفض متوسط نصيب الفرد المعرض لخطر الإصابة بالملاريا من التمويل المتاح في 34 بلداً من البلدان 41 المثقلة بعبء الملاريا والمعتمدة أساساً على التمويل الخارجي لبرامج الملاريا فيها عن معدله في الفترة 2011-2013. واستثنيت من ذلك باكستان٬ وجمهورية الكونغو الديمقراطية٬ والسنغال٬ وغينيا٬ وموريتانيا٬ وموزامبيق٬ والنيجر، التي سجلت ارتفاعاً في هذا المتوسط.

ولا يزال نصيب الفرد المعرض لخطر الإصابة بالملاريا من التمويل في البلدان الـ 41 المثقلة بعبء الملاريا أدنى من دولارين أمريكيين إجمالاً. ويهدد ارتفاع مستويات خبن الجين المنتج للبروتين الغني بالهيستيدين 2 في بعض الأماكن القدرة على تشخيص حالات الأفراد المصابين بعدوى الملاريا المنجلية وعلاجهم العلاج السليم. فغياب هذا الجين يمكن الطفيليات من الاختباء عند الكشف عنها بالاختبار التشخيصي السريع للبروتين الغني بالهيستيدين 2 (HRP2)، الأمر الذي يسفر عن ظهور نتيجة سالبة خاطئة. وبالرغم من استمرار انخفاض مستوى انتشار حالات خبن الجين المنتج للبروتين الغني بالهيستيدين في معظم البلدان التي يرتفع فيها معدل سريان الملاريا، يلزم زيادة عمليات رصدها.

أما في مقاومة الأدوية للملاريا ، فقد كانت المعالجة التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين جزءاً لا يتجزأ من نجاح جهود مكافحة الملاريا عالمياً في الآونة الأخيرة، وحماية نجاعتها في علاج الملاريا أولوية صحية عالمية. وعلى الرغم من أنه قد أبلغ عن وقوع حالات مقاومة للأدوية المتعددة، من بينها حالات مقاومة (جزئية) للآرتيميسينين وللأدوية الأخرى المستخدمة في التوليفة، في 5 بلدان بمنطقة الميكونغ الكبرى دون الإقليمية، فقد شهدت تلك المنطقة دون الإقليمية انخفاضاً هائلاً في حالات ووفيات الملاريا. إذ أثمر رصد نجاعة الأدوية المضادة للملاريا في تلك المنطقة إجراء تحديثات في الوقت المناسب للسياسات العلاجية المنتهجة، شملت جميع أنحائها. ولم يبلّغ حتى هذا التاريخ عن حدوث حالات مقاومة جزئية للآرتيميسينين في أفريقيا، ولايزال الخط الأول من المعالجات التوليفية القائمة على مادة للآرتيميسينين ناجعاً في جميع الأماكن التي تتوطنها الملاريا.

أما بخصوص مقاومة المبيدات الحشرية ، فمن مجموع البلدان الـ 76 التي تتوطنها الملاريا قدمت بيانات عن الفترة الممتدة من عام 2010 إلى عام 2016، كشف في 61 بلداً عن مقاومة ما لا يقل عن ناقل واحد من نواقل الملاريا من موقع واحد من مواقع جمعها لصنف واحد من المبيدات الحشرية. وأُبلغ في 50 بلداً عن نشوء مقاومة لصنفين أو أكثر من المبيدات الحشرية.

وفي عام 2016، سجل وجود مقاومة لمبيد حشري واحد أو أكثر في جميع الأقاليم التابعة للمنظمة، رغم تباين نطاقات الرصد في كل منها. وتنتشر مقاومة نواقل الملاريا لمركبات البيريثرويد على نطاق واسع، وهو الصنف الوحيد من المبيدات الحشرية المستخدم حالياً في صناعة الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية. وارتفعت نسبة البلدان التي تتوطنها الملاريا ورصدت مقاومة نواقلها لمبيد البيريثرويد ثم أبلغت عنها من 71% في عام 2010 إلى 81% في عام 2016. واختلف مستوى انتشار المقاومة المؤكدة لمركبات البيريثرويد باختلاف الأقاليم، وسجلت أعلى مستوياته في إقليمي أفريقا وشرق المتوسط التابعين للمنظمة، حيث كشف عن مقاومة نواقل الملاريا لهذه المركبات في أكثر من ثلثي مجموع المواقع المرصودة.

ولا تزال الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية أداة فعالة في الوقاية من الملاريا، بل حتى في المناطق التي أصبح البعوض فيها يقاوم مركبات البيريثرويد. وقد دلل على ذلك في عملية تقييم كبيرة متعددة الأقطار نسقتها المنظمة في الفترة ما بين عامي 2011 و2016، إذ لم ينتهَ إلى وجود علاقة بين عبء مرض الملاريا ومقاومة البيريثرويد في شتى المواقع المدروسة بخمسة بلدان.

وحول الاستثمارات الموجهة إلى مكافحة الملاريا والقضاء عليها ، ذكر التقرير أنه في عام 2016، قدرت استثمارات حكومات البلدان التي تتوطنها الملاريا والجهات الدولية الشريكة في جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها في العالم بنحو 7 فاصل ملياري دولار أمريكي.

وأُنفقت معظم الاستثمارات التي نفذت في عام 2016 في الإقليم الأفريقي التابع لمنظمة الصحة العالمية 74%، تلته أقاليم جنوب شرق آسيا 7 % ، وشرق المتوسط والأمريكتين 6% في كل منهما، وغرب المحيط الهادئ 4% التابعة للمنظمة. وتبرعت حكومات البلدان التي تتوطنها الملاريا بنسبة 31% من إجمالي قيمة التمويل في عام 2016 (800 مليون دولار أمريكي). وفي عام 2016، كانت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مصدر دولي لتمويل جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها، إذ منحت مليار دولار أمريكي أي ما يمثل 38% من إجمالي قيمة التمويل، تلتها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية ودول مانحة أخرى، منها فرنسا وألمانيا واليابان. ورصد أكثر من نصف الموارد (57%) في عام 2016 عن طريق الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

وعلى الرغم من أن تمويل جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها ظل مستقراً نسبياً منذ عام 2010، كان مستوى الاستثمار في عام 2016 أدنى بكثير من المستوى اللازم لبلوغ المعلم الأول من معالم الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا، ألا وهو خفض معدل حالات الإصابة بالملاريا ومعدل وفيات الملاريا في العالم بما لا يقل عن 40% بالنسبة إلى معدليهما في عام 2015. ولبلوغ هذا المعلم، تشير تقديرات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا إلى ضرورة زيادة التمويل العالمي إلى 6.5 مليارات دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2020. غير أن المبلغ المستثمر في جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها في عام 2016، وهو سبعة فاصل ملياري دولار أمريكي، يمثل أقل من نصف هذا المبلغ المقدر في الاستراتيجية (41%). وتشكل زيادة الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير المتصلة بمكافحة الملاريا والقضاء عليها عاملاً رئيسياً لبلوغ غايات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا. وقد أُنفق 572 مليون دولار أمريكي في هذا المجال في عام 2015، وهو ما يمثل نسبة 83% من المبلغ المقدر اللازم سنوياً للبحث والتطوير.

وكشف التقرير حول السلع المقدمة لمكافحة الملاريا والتي تتمثل فيما يلي :

1- الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية ، ففي الفترة ما بين عامي 2014 و2016، أبلغ مصنعو الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية بتسليم ما مجموعه 582 مليون ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية في أنحاء العالم. ومن مجموع هذا العدد، سلمت 505 ملايين ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما سلمت في فترة السنوات الثلاث السابقة (2011-2013) في المنطقة ذاتها ناموسيات أسرة بلغ عددها 301 مليون ناموسية سرير. وتشير البيانات المستمدة من البرامج الوطنية لمكافحة الملاريا في أفريقيا إلى أن 75% من الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية التي سلمت في الفترة ما بين عامي 2014 و2016 قد وزعت عن طريق حملات للتوزيع الجماهيري.

2- الاختبارات التشخيصية السريعة ، وفقاً للتقديرات، بلغ عدد الاختبارات التشخيصية السريعة التي سلمت في عام 2016 في أنحاء العالم 312 مليون اختبار تشخيصي سريع، منها 269 مليون اختبار سلمت في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة. وفي الفترة ما بين عامي 2010 و2015، زاد عدد الاختبارات التشخيصية السريعة التي وزعتها البرامج الوطنية لمكافحة الملاريا، لكنه انخفض من 247 مليون اختبار تشخيصي سريع في عام 2015 إلى 221 مليون اختبار في عام 2016. وقد سجل هذا الانخفاض بالكامل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث انخفض عدد الاختبارات التشخيصية السريعة الموزعة فيها من 219 مليون اختبار إلى 177 مليون اختبار في الفترة 2015-2016.

3- المعالجة التوليفية القائمة علي مادة الآرتيميسينين ، فقدر عدد مقررات الجرعات العلاجية من المعالجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين التي اشترتها البلدان في عام 2016 بنحو 409 ملايين مقرر جرعات علاجي، وهو ما يشكل ارتفاعاً في عددها عن عام 2015، البالغ 311 مليون مقرر جرعات علاجي. وقد أُبلغ بأن أكثر من 69% من هذه المشتريات كان موجهاً إلى القطاع العام. وزاد عدد مقررات الجرعات العلاجية من المعالجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين التي وزعتها البرامج الوطنية لمكافحة الملاريا على القطاع العام من 192 مليون مقرر جرعات علاجي في عام 2013 إلى 198 مليون مقرر في عام 2016. ووجه معظم هذه المعالجات التوليفية 99% الموزعة في عام 2016 في إطار تلك البرامج إلى الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة.

وذكر التقرير إلي أن الوقاية من الملاريا يتم عن طريق ما يلي :

أ – مكافحة النواقل ، حيث زادت نسبة ملكية الأسرة المعيشية في شتى أرجاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لناموسية واحدة على الأقل معالجة بالمبيدات الحشرية من 50% في عام 2010 إلى 80% في عام 2016. غير أن نسبة الأسر المعيشية الحائزة لعدد كاف من الناموسيات (أي ناموسية واحدة لكل شخصين) لا تزال غير كافية، إذ بلغت 43% في عام 2016. وفي الوقت الراهن، ينام عدد متزايد من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا في أفريقيا تحت ناموسية معالجة بالمبيدات الحشرية. وارتفعت نسبة السكان المحميين بهذا التدخل في عام 2016 إلى 54%، بعدما كانت 30% في عام 2010. ويتمتع عدد أقل من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا بحماية الرش الثمالي في الأماكن المغلقة، وهو أسلوب وقائي يتمثل في رش الجدران الداخلية للمساكن بالمبيدات الحشرية. إذ انخفضت نسبة الحماية بالرش الثمالي في الأماكن المغلقة عالمياً من 5.8% في 2010، حيث بلغت ذروتها إلى 2.9% في عام 2016، وشهد هذا الانخفاض عبر جميع الأقاليم التابعة للمنظمة. وفي الإقليم الأفريقي منها، انخفض عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا المتمتعين بتغطية الرش الثمالي في الأماكن المغلقة من 80 مليون شخص في عام 2010 إلى 45 مليون شخص في عام 2016. ويعزى انخفاض مستوى التغطية بالرش الثمالي في الأماكن المغلقة إلى استعاضة البلدان عن المبيدات الحشرية بمواد كيميائية أعلى تكلفةً أو استخدامها إياها بالتناوب مع هذه المواد.

ب – المعالجة الوقائية ، فمن أجل حماية النساء في المناطق ذات المعدلات المتوسطة وذات المعدلات المرتفعة لسريان الملاريا في أفريقيا، توصي منظمة الصحة العالمية باتباع "العلاج الوقائي المتقطع أثناء الحمل" بدواء السلفاديوكسين- بيريميثامين المضاد للملاريا. وفي البلدان الأفريقية 23 التي أبلغت عن مستويات التغطية بالعلاج الوقائي المتقطع أثناء الحمل في عام 2016، تشير التقديرات إلى أنه من مجموع الحوامل المستحقات لهذا العلاج، بلغت نسبة المتلقيات للجرعات الثلاث أو أكثر الموصى بها منه 19%، بينما بلغت نسبة متلقياتها منهن 18% في عام 2015 ، و13% في عام 2014. وفي عام 2016، تمتع 15 مليون طفل في 12 بلداً في منطقة الساحل دون الإقليمية في أفريقيا بالحماية من الملاريا عن طريق برامج الوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا. إلا أنه لم يغطَ بها قرابة 13 مليون طفل كان يمكن لهم الاستفادة من هذا التدخل، وعزي ذلك أساساً إلى نقص التمويل. وتوصي المنظمة منذ عام 2012 بتنفيذ الوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا في صفوف الأطفال في الفئة العمرية 3 أشهر-59 شهراً القاطنين في المناطق التي يرتفع فيها معدل السريان الموسمي للملاريا في تلك المنطقة دون الإقليمية.

وأكد التقرير إلي أن التشخيص والعلاج السريع يشكل أنجع وسيلة لمنع تطور حالات الملاريا الخفيفة إلى حالات وخيمة تؤدي إلى الوفاة. وتشير نتائج الدراسات الاستقصائية التي أُجريت على الصعيد المحلي في الفترة ما بين عامي 2014 و2016 ، في 18 بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتمثل 61% من السكان المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا إلى أن 47% في المتوسط ، ويتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات بين 38 و56% من الأطفال المصابين بالحمى (المحمومين) قد اصطحبوا إلى مقدمي رعاية طبيين مدربين. وشمل ذلك مستشفيات وعيادات القطاع العام ومرافق القطاع الخاص الرسمي والعاملين الصحيين في المجتمعات المحلية. وتجاوز عدد الأطفال المحمومين الذين التمسوا الرعاية في القطاع العام (تبلغ نسبتهم المتوسطة: 34%، ويتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات: 28-44%) عددهم من ملتمسيها في القطاع الخاص (تبلغ نسبتهم المتوسطة: 22%، ويتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات بين 14 و34%). بيد أن الدراسات الاستقصائية التي أُجريت في أفريقيا تشير أيضاً إلى عدم حصول نسبة مرتفعة من الأطفال المحمومين على الرعاية الطبية (يبلغ متوسطها 39%، ويتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات بين 29 و44%). ومن الأسباب المحتملة لذلك تدني إمكانية الوصول إلى مقدمي الرعاية الصحية أو انعدام وعي مقدمي الرعاية.

وتشير نتائج 17 دراسة استقصائية أُجريت محلياً في الفترة ما بين عامي 2014 و2016 ، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى ارتفاع عدد الأطفال المصابين بالحمى الذين وخزوا في أحد أصابع اليدين أو في الكعب في القطاع العام (تبلغ نسبتهم المتوسطة 52%، ويتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات بين 34 و59%)، وهو ما يشير إلى احتمال خضوعهم لاختبار تشخيص الملاريا، عن عددهم في القطاعين الخاصين الرسمي وغير الرسمي كليهما. وارتفعت نسب اختبار حالات الملاريا المشتبه فيها في إطار نظم الصحة العمومية منذ عام 2010 في معظم الأقاليم التابعة للمنظمة. وسجل الإقليم الأفريقي منها أعلى ارتفاع فيها، إذ ارتفعت نسبة الاختبار التشخيصي لحالات الملاريا المشتبه فيها في إطار نظم الصحة العمومية في هذا الإقليم من 36% في عام 2010 إلى 87% في عام 2016.

كما تبين نتائج 18 دراسة استقصائية أُجريت للأسر المعيشية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في الفترة ما بين عامي 2014 و2016 ، أن نسبة الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالحمى الذين أُعطوا أيا من الأدوية المضادة للملاريا بلغت 41% ( يتراوح المدى الربيعي لهذه البيانات بين 21 و49%. وتلقت أغلبية المرضى 70% الذين التمسوا علاج الملاريا في قطاع الصحة العمومية معالجات توليفية قائمة على مادة الآرتيميسينين، وهي أنجع الأدوية المضادة للملاريا. وأرجحية تلقي الأطفال المعالجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسين أعلى إذا التمست الرعاية الطبية في المرافق الصحية العمومية عما إذا التمست في القطاع الخاص.

ولسد الثغرة العلاجية بين الأطفال، توصي منظمة الصحة العالمية بانتهاج نهج الإدارة المجتمعية المتكاملة للحالات. إذ يعزز هذا النهج الإدارة المتكاملة للإصابات الشائعة المهددة لحياة الأطفال، كالملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال، على صعيدي المرافق الصحية والمجتمع. وفي عام 2016، كانت 26 بلداً متضررة من الملاريا تعتمد سياسات للإدارة المجتمعية المتكاملة للحالات، منها 24 بلداً كانت قد شرعت بالفعل في تنفيذها. ويبين أحد التقييمات الواردة من أوغندا أن المقاطعات التي نفذت سياسة الإدارة المجتمعية المتكاملة للحالات شهدت زيادة في التماس الرعاية في حالات الحمى بنسبة 21% مقارنةً بالمقاطعات التي لم تنفذ هذه السياسة. ومن خارج الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة، لم تبلغ سوى بضعة بلدان فحسب في كل من سائر الأقاليم التابعة لها عن اعتماد سياسة الإدارة المجتمعية المتكاملة للحالات، وإن كانت لا تتاح بيانات عن تنفيذها فعلياً في معظم هذه البلدان.

إن الترصد الفعال لحالات ووفيات الملاريا مسألة لا بد منها لتحديد المناطق المتضررة من الملاريا أو الفئات السكانية المصابة بها، ولرصد الموارد اللازمة لإحداث أقصى تأثير ممكن. وقوة نظام الترصد تقتضي ارتفاع مستويي إتاحة الحصول على الرعاية والكشف عن الحالات، وقيام جميع القطاعات الصحية، عامة كانت أو خاصة، بالإبلاغ عن الحالات إبلاغاً كاملاً.

ففي عام 2016، أشارت 37 بلداً من أصل 46 بلداً في الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة إلى أن ما لا يقل عن 80% من مرافقها الصحية العمومية قد أبلغ ببيانات عن الملاريا عن طريق النظام الوطني للمعلومات الصحية في كل منها. ومن بين 55 بلداً قدر فيها عبء الملاريا، لا يصل معدل الإبلاغ عن حالات الملاريا بنظم الترصد إلى نسبة 50% في 31 بلداً، منها الهند ونيجيريا المثقلتان بعبء الملاريا.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان