الكبد الدهني.. مضاعفات خطيرة والعلاج بسيط
كتبت - أسماء أبوبكر
الكبد الدهني من أكثر الأمراض الشائعة في مصر، بل على مستوى العالم، ولابد من البدء في العلاج وأخذ الاحتياطات اللازمة بمجرد اكتشافه، لتجنب حدوث مضاعفات تؤدي لتليف الكبد.
ما هو الكبد الدهني؟
الكبد الدهني هو تجمع الدهون بكثرة وخاصة الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد، لتصبح متشبعة بها، وفقا لما ذكره الدكتور منير بهجت أستاذ واستشاري الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة المنصورة.
السمنة تأتي على رأس الأسباب التي تؤدي إلى الكبد الدهني، وفقا لدكتور سامح غالي، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة عين شمس، مضيفا أنه يمكن أن يكون ناتجا عن الإصابة ببعض الأمراض كالسكر أو ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، فضلا عن أن الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون والمقلية، والأطعمة السريعة والجاهزة يؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد.
وأضاف بهجت أن السمنة المصحوبة بـ«كرش» أي تتجمع فيها الدهون في منطقة البطن تزيد فيها احتمالية الإصابة بالكبد الدهني بدرجة أكبر، ويحدث في حالة الإصابة بالنوع الثاني تحديدا مرض السكر.
أما عن أعراض الكبد الدهني، فيؤكد بهجت، أنه لا يصاحبه أي أعراض، إلا إذا أدى إلى حدوث مضاعفات أخرى كالتهاب أو تليف الكبد.
مدى الخطورة
خطورة الكبد الدهني تكمن في المضاعفات التي يسببها، لذلك يوصي منير بعدم الاستهانة بالأمر بل يجب اتباع نصائح وإرشادات الطبيب المعالج، موضحا أن دهون الكبد تمر بثلاث مراحل، هى:
1- وجود دهون داخل خلايا الكبد دون حدوث التهاب أو تليفات فيه.
2- حدوث التهاب في الكبد نتيجة تشبع خلاياه بالدهون الثلاثية والدهون الأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى التهاب شديد داخل خلايا الكبد.
3- استمرار الالتهاب الشديد أو المزمن يؤدي إلى تشمع الكبد أو تليفه الذي يؤدي بدوره إلى فشل في الكبد.
يمكن أن تبدأ الأعراض في الظهور في المرحلة الثانية أي التي يحدث فيها التهاب الكبد، ووفقا لـ«بهجت» تتمثل هذه الأعراض في: الشعور بالهبوط والضعف، إحساس بعدم الراحة ناحية الكبد، أي أعلى يمين البطن. ويضيف "غالي" للأعراض: الشعور بالخمول، قلة النشاط، تجمع السوائل في البطن أو القدمين، وذلك في الحالات المتأخرة من تليف الكبد.
فحوصات ضرورية
الكبد الدهني يمكن اكتشافه عن طريق إجراء بعض الفحوصات التي تتمثل في: تحليل إنزيمات الكبد، مخزون الحديد (Ferritin)، السونار (الأشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن)، وهي أكثر الفحوصات أهمية حيث تصل دقتها في التشخيص لـ94%، أشعة فيبروسكان، وفقا لما أوضحه بهجت، مشيرا إلى أن هناك حالات يمكن أن تتطلب أخذ عينة من الكبد لفحصها، وذلك في حالة قلة عدد الصفائح الدموية أو كرات الدم البيضاء أو وجود أنيميا.
ويضيف أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة أنه يمكن أخذ عينة من الكبد لفحصها أيضا إذا زاد مخزون الحديد أكثر من مرة ونصف عن الحد الأعلى للطبيعي، لأن ذلك يعني أن المريض يعاني من الكبد الدهني مع وجود التهاب أو تليف في الكبد، أو إذا كان سن المريض أكبر من 45 عاما ويعاني من السمنة أو السكر.
خسارة الوزن هى الحل
خسارة الوزن الزائد العلاج الأساسي لدهون الكبد، هذا ما يؤكده غالي، مشددا على ضرورة المتابعة مع الطبيب لاتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة أو الذهاب للجيم لخسارة الوزن أو حتى اللجوء لإجراء العمليات الجراحية للتخسيس إذا استدعى الأمر ذلك.
وأشار أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بجامعة عين شمس، إلى أن المريض يحتاج إلى تناول مضادات الأكسدة (فيتامين هـ) لتقليل الالتهابات التي يمكن أن تسببها دهون الكبد، ويوصي بضرورة تجنب الأدوية التي يمكن الاستغناء عنها كالمسكنات أو المكملات الغذائية والاعتماد على الغذاء الصحي بدلا منها، وعدم الإسراف في المضادات الحيوية، لأن كل ذلك يشكل حملا زائدا على الكبد.
وأوضح بهجت أن خسارة الوزن تعتمد في الأساس على اتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة، ويعتبر خسارة نصف كيلو أو كيلو واحد أسبوعيا نتائج مرضية، لكن إذا لم تساعد الطرق الطبيعية على خسارة الوزن فيمكن اللجوء إلى إجراء عملية بالون أو تكميم المعدة، فضلا عن ضرورة ضبط مستوى السكر في الدم في حالة الإصابة به.
لمزيد من الأخبار تابع موقع الكونسلتو
فيديو قد يعجبك: