prostestcancer

إعلان

رائد زراعة الكبد في مصر: النظام التعليمي الجديد يُخرِّج طبيبًا عالميًا

07:35 م الخميس 01 مارس 2018

أرشيفية

حوار– مصطفى عريشة

«زراعة الكبد» واحدة من أخطر الجراحات التي يجريها الأطباء في العالم، وتعد مصر واحدة من الدول التي تميزت في ذلك المجال منذ أواخر التسعينيات.

الدكتور محمود المتيني، عميد كلية الطب بجامعة عين شمس، رائد زراعة الكبد، تحدث لـ«الكونسلتو»، أحد مواقع مؤسسة أونا، عن تصنيف مصر في مجال زراعة الكبد، وعدد المرضى الذين يحتاجون لعمليات زراعة بسبب إصابتهم بالفشل الكبدي، بالإضافة إلى حديثه حول ملامح النظام الجديد للتعليم داخل كليات الطب، وطبيعة اختبارات القبول بالكلية.

وإلى نص الحوار..

ما هي ملامح النظام الجديد للدراسة في كلية الطب؟

النظام الحديث سيجعل الدراسة خمس سنوات وسنتين امتياز بدلاً من 6 سنوات وسنة امتياز، وتكون الخمس سنوات نظام تكامل: تشمل الثلاث سنوات الأولى التعليم الطبي الأساسي، والسنتان الأخريان التعليم الإكلينيكي، وميزة التعليم الجديد أنه يواكب نظام التعليم في العالم كله، فقد منعنا التكرار في المناهج والحشو وبدأنا في التعرض المبكر للتجربة الإكلينيكية للطالب.

سيكون التعليم بنظام الساعات بمعدل حوالي 220 ساعة على مدار الخمس سنوات. وغيرنا نظام التدريب ليبدأه الطالب في سنتي الامتياز بتدريب إكلينيكي حقيقي ينتهي باختبار موحد للإجازة بدرجات ليتم تحديد مستوى الخريج، بالتعاون مع الهيئة القومية للتدريب الإلزامي، ويكون هذا الامتحان بمثابة «مسطرة»، فالطالب يحصل على 70% من البكالوريوس و30% من هذا الاختبار، ثم تبدأ مرحلة الطبيب المقيم 5 سنوات وتنتهي بامتحان واحد هو «البورد» المصري لثبات المستوى.

ما طبيعة اختبارات القبول في النظام الجديد؟

توجد اختبارات للقدرات تتمثل في المواد الطبية، كالأحياء والكيمياء، واختبارات ثبات وتوازن نفسي، واختبارات لغة وكمبيوتر ومهارات تواصل؛ لتقييم من يصلح ليكون طبيبًا ويتعامل مع المرضى، وهذا منطقي جدًا، ويجب أن نتقبل حقيقة أن لكل مهنة من يصلح لها، ولا يُعتبر هذا حجبًا للفرص، فالكثير من خريجي الطب لا يزاولون العمل بالمجال الطبي، ويتجهون لمجالات أخرى بعد أن كلفوا الدولة عبء اقتصادي في تعليمهم.

هل تعترف الجامعات العالمية بالنظام الجديد؟

نتوقع أن تعترف الجامعات العالمية والدول الأوروبية بخريجي النظام الجديد دون الحاجة إلى معادلة في المستقبل القريب، وهذا يعتمد على جودة تطبيق النظام، لكن لا نستطيع طلب ذلك بشكل مباشر، وسوف نثبت للعالم كفاءة الخريج المصري بشكل عملي، ولن يكون هناك فارق بين خريج طالب الطب المصري ونظيره في الغرب، لكن هذا يتطلب التكاتف في العمل والاجتهاد من الطلاب وهيئة التدريس لتنفيذ النظام الجديد.

ما تصنيف مصر في جراحة زرع الكبد مقارنة بدول العالم؟

نحن الفريق الطبي الثاني على مستوى العالم بعد كوريا الجنوبية، ولا يوجد فريق طبي جراحي في العالم أجرى هذا الكم الكبير من العمليات التي وصلت إلى أكثر من ألف عملية، أما بالنسبة لمصر فنحن الأول عربيًا والثاني عالميًا في زراعة الأعضاء من المتبرعين الأحياء، لا الموتى.

ما تكلفة زراعة الكبد في مصر؟

بالمقارنة مع بقية الدول، فتكلفة العملية بمصر أقل بكثير من الدول الأخرى، سواء العربية أو الغربية، وتبلغ نحو 280 ألف جنيه، لأن احتياجات العملية مستوردة من الخارج، وندعم كل مريض بمبلغ مئة ألف جنيه من صندوق مركز زرع الأعضاء بجامعة عين شمس، لكن المبلغ غير كافٍ وحاولنا تخفيض التكلفة، وتساهم الدولة منذ البداية بنسبة 30%، وبالمجمل 80% من تكلفة العملية موزعة بين الدولة وجهة العمل التابع لها المريض، و20% يدفعها المريض من ماله الخاص.

المتيني: أرقامنا مشرفة في زراعة الكبد والأعضاء.. وأسعى لتغيير الصورة عن المستشفيات المجانية

ما هي مضاعفات تلك الجراحة؟

الخطورة واحدة على جميع الحالات، لكن كل مريض له رعايته الخاصة، فالأطفال بحاجة لرعاية أصعب عقب العملية، والكبار أيضًا فوق سن الـ70، لأن القلب والوظائف الحيوية بحاجة لعناية فائقة، ويتم اختيار المريض الذي يصلح له إجراء العملية وفقًا للتشخيصات الطبية.

بماذا تُقدر نسب نجاح العملية؟

نسبة النجاح في الألف حالة التي أجريناها هي نفس النسب العالمية، وتتراوح بين 85 إلى 90%، ونسب الخطورة من 10% إلى 15%، ونسبة الرفض للعضو المزروع من 12% إلى 14%، وهي النسب العالمية المسجلة لمثل هذه العملية.

هل لدينا مشكلة في مفهوم زراعة الأعضاء؟

بالطبع، ونحن بحاجة إلى تحرك اجتماعي وآخر طبي وإعلامي لنشر ثقافة نقل الأعضاء من المتوفين حديثًا وتشجيع المواطن على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، ونبرز هذه الفكرة لمجتمع يقدس الموتى، خاصة أن القانون وقت صياغته شارك فيه ممثلون للأزهر والكنيسة على أعلى مستوى وأجازوا ذلك، ولكن المانع مجرد عادات وأعراف وليس أمرًا دينيًا.

كم عدد المرضى المحتاجين لعمليات زرع كبد في مصر؟

نحو 1.5 مليون مريض بحاجة لزرع كبد في مصر، ونقوم سنويًا بإجراء عمليات زرع كبد لنحو 300: 350 في 13 مركزًا لزرع الأعضاء على مستوى الجمهورية، و90% من أسباب زرع الكبد في مصر سببها الإصابة بفيروس (سي).

وأسباب الفشل الكبدي متعددة أهمها فيروس (سي)، لكن الخطر القادم سيصبح من الدهون التي تترسب على الكبد، حيث ثبت أنها من الأسباب الرئيسة للفشل الكبدي.

ما هو التحدي القادم للدكتور محمود المتيني؟

أسعى لتغيير الصورة الذهنية السيئة لدى الناس عن المستشفيات المجانية بالاستثمار في البشر والتدريب المستمر للجميع وليس معنى أنها مجانية أن تكون غير نظيفة، بل يمكن أن تصبح نظيفة وآدمية ومنظمة وعلى مستوى عالمي في ظل المتاح من ميزانية الدولة والتبرعات، لذلك لابد أن نتغلب على الروتين والبيروقراطية والبطء والموارد المالية القليلة وعدد الموظفين الأكثر من اللازم والتدريب الضعيف، وأطمح أن يصبح لدينا مستشفيات مجانية خمس نجوم، وأن يصبح خريج طب عين شمس طبيبًا على مستوى عالمي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان