كيف تؤثر الحضانة على نفسية طفلك؟
كتب- وليد شعبان
يضطر كثير من الأباء لترك أطفالهم في الحضانة لحين انتهاء ساعات عملهم، ويعتقد البعض أن ذلك يؤثر إيجابيا على الطفل ويدعم استقلاليته وتطوره اللفظر، بينما يعتقد آخرون أنه لا يجب أن يذهب الطفل للحضانة قبل بلوغه 3 سنوات على الأقل.. فما التأثير النفسي الذي يحدث للطفل عند ذهابه للحضانة، وكيف يتعامل الآباء مع ذهاب أطفالهم للحضانة؟
وجدت دراسة نُشرت عام 2017 أن مستويات الضغط النفسي والتوتر لدى الأطفال الذين يذهبون إلى دور الحضانة، أعلى ثلاث مرات من المتواجدين بالمنزل برفقة أحد الوالدين، وهذا قد يجعلهم مصابين بالخجل في حياتهم لاحقًا.
واستنادًا إلى عينات اللعاب التي أخذها الباحثون لاختبار هرمون الإجهاد «الكورتيزول»، فالأطفال الذين يقضون أكثر من 8 ساعات في دور الحضانة هم الأكثر معاناة من الضغط النفسي، وتفسر الدراسة هذا بأنهم يفتقدون آبائهم وينزعجون بالصراعات مع الأطفال الآخرين.
ويمكن للضغط النفسي في ذلك السن المبكر أن يغير طريقة تطور أدمغة الأطفال الصغار، ما يجعلهم أكثر شعورًا بالخجل وأقل قدرة على ضبط النفس.
وشملت الدراسة التي أجرتها الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا 112 طفلًا صغيرًا تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و 18 شهرًا.
وقالت البروفيسور ماري بريت: «الأطفال الصغار الذين ليسوا من ذوي الكفاءة العالية اجتماعيًا وليس لديهم مهارات لغوية جيدة يعانون من التوتر في الحضانات، لأنهم يفتقدون آبائهم بسبب فصلهم عنهم، لتتولى أمرهم جليسة الأطفال، وهذا أمر صعب بالنسبة لهم، نحن لا نعرف حتى الآن إذا كان هذا التوتر ضارًا بالنسبة لهم أم لا، ولكن يمكن للوالدين التخفيف عنهم من خلال وقت ممتع مع أطفالهم خلال فترة ما بعد الظهر وعطلات نهاية الأسبوع».
وتكمل ماري: «يجب على الآباء الجلوس مع الأطفال وقراءة الكتب معًا، والمشاركة في الأمور المنزلية، حتى يحصل الطفل على الاتصال الذي فقده أثناء تواجده في دار الحضانة، فقد رأينا مستويات هرمون التوتر قد ارتفعت خلال فترة تواجد الأطفال في الحضانة، في حين انخفضت بشدة بعد العودة للمنزل حيث البيئة المستقرة».
ولم يتضح إذا ما كانت مستويات التوتر الناجمة عن دور الحضانة مرتفعة لدرجة تسبب مشاكل، ولكن هرمون الكورتيزول يمكن أن يغير طريقة تطور الدماغ.
وتقول الدراسة التي نُشرت في مجلة التنمية والرعاية للطفولة المبكرة، إن الخجل، وضعف ضبط النفس، والعواطف السلبية، يبدو أنها ترتبط بارتفاع مستويات الكورتيزول بين الأطفال الأكبر سنا في دور الحضانة.
وتخلص الدراسة إلى أن الدعم الحساس من الآباء قد يكون لهم دور مهم في إعادة توازن مشاعر الأطفال الصغار بعد قضاء يوم في الحضانة.
فيديو قد يعجبك: