عقار جديد لعلاج الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي
كتب- حاتم صدقي:
أعلن فريق من الباحثين الأمريكيين عن توصلهم لعقار جديد لعلاج الصدفية العنيدة، التي تصيب المفاصل ولا تستجيب للعلاجات المتاحة، حيث خفف العلاج الجديد من حدة الآلام والأعراض التي يشعر بها المرضى، والتي تشمل آلام المفاصل وتورمها، وعمل على توفير الراحة المطولة للمرضى، ما يجعله عقارًا واعدًا لمرضى الصدفية.
وخلال الدراسة، أجرى الباحثون ثلاث تجارب سريرية تحت إشراف كلية الطب جامعة ستانفورد، وتم اختيار المرضى الذين لم يستجبوا لأي من العلاجات النمطية، والذين لم تحقق العلاجات المتاحة معهم أي تحسن أو راحة دائمة.
وفي إطار هذه الدراسة مزدوجة العمى -أي التي يجهل فيها الطبيب والمريض نوع العقار- التي استمرت لمدة 24 أسبوع، وتم إجراء الأبحاث في 109 مركز بحثي بعشر دول، تم تقسيم مجموعة البحث في كل مركز لثلاث مجموعات، حصلت الأولى (109 مرضى) على حقن منتظمة من العلاج البيولوجي «إيكسيكيزوماب»، أما الثانية (94 مريضًا) فحصلت على مادة غير فعالة شبيهة بالدواء لمدة 24 أسبوعًا، وحصلت الأخيرة (111 مريضًا) على العلاجات المعتادة المتاحة.
وأسفرت هذه التجارب عن تحقيق خفض مقداره 20% في عدد المفاصل المتورمة والحساسة، وبلغ معدل الاستجابة بالنسبة لمن حصلوا على المواد الفعالة الحقيقية بمعدل مرة كل أربعة أسابيع 53.5%.
ومن المقرر نشر نتائج هذه الدراسة 24 مايو المقبل في مجلة «لانست» العلمية، بحسب الباحث الرئيسي الدكتور مارك جينوفيز، أستاذ الروماتزم والمناعة بكلية الطب جامعة ستانفورد.
وتجاوزت نتائج العلاج الجديد بصورة واضحة المادة غير الفعالة الشبيهة بالدواء، كما تم تسجيل عدد من الأعراض الجانبية لدى المرضى الذين تلقوا العلاج بالعقار الجديد أو المادة الشبيهة بالدواء.
ومن المعروف أنه يوجد حوالي 5 أشخاص بين كل ألف مواطن في الدول النامية يعانون من التهاب المفاصل الصدفي ويبحثون عن الراحة من المرض.
وككل التهابات المفاصل الروماتزمية الشائعة التي تؤثر في نحو 2% من مجموع السكان في دول العالم المختلفة، يمثل التهاب المفاصل الصدفي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تشمل أعراضها تصلب وتورم عدة مفاصل، وعادة ما تحدث خلال المرحلة العمرية من 30 إلى 50 عامًا.
وعادة ما تظهر الالتهابات الصدفية في الأطراف السفلية من الجسم وتكون مرتبطة بحالة «مناعة ذاتية للجلد»، وتسمى «الصدفية الجلدية»، ويظهر فيها الاحمرار على سطح الجلد ويكون مصحوبًا بقشور، وبالرغم من أن الحكة الجلدية المصاحبة للصدفية غالبًا ما تسبق المرحلة الالتهابية، إلا أن العكس يمكن أن يحدث أيضًا في هذه الحالة.
وهناك ثلاث علاجات يتم وصفها بيولوجيًا من بين العشر عقاقير الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة لعلاج الالتهابات الصدفية وهي: «أداليموماب»، و«إيتانيرسيبت»، و«إنفليكسيماب»، والتي توصف أيضًا لعلاج مرض الروماتويد الشائع.
وتتشارك العقاقير الثلاثة في خصائص مشتركة، حيث أنها تعمل على إيقاف عمل مادة داعمة للالتهابات تسمى «عامل النخر الورمي»، يفرز بواسطة مختلف الخلايا المناعية بالجسم، لتنبيه الجهاز المناعي وحثه على رد الفعل والالتهاب المصاحب.
ومع ذلك، وبالرغم من توافر مثبطات عامل النخر الورمي - كما يقول الدكتور جينوفيز - فإن 50% فقط من مرضى التهاب المفاصل الصدفي الذين تعاطوا مثبطات عامل النخر الورمي هم الذين تتحسن حالاتهم.
وعلى مدى العقد الماضي، بدأت مادة جديدة داعمة للالتهاب تسمى «إل 17» تشد انتباه الباحثين في مجال المناعة، مع التركيز على الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي، حيث يعمل عقار «إيكسيكيزوماب» على إعاقة عمل مادة «إل 17».
ويمكن إعطاء هذا العقار وهو جسم مضاد أحادي النسيلة بطريق الحقن، وهو متاح تجاريا في الصيدليات لعلاج مرضى الصدفية، حيث يحقق نتائج فعالة فيها.
وقد أبدي عقار «أيكسيكيزوماب» فاعلية كبيرة من قبل في تجارب سابقة لعلاج مرضى التهابات المفاصل الصدفي الذين لم يعالجوا بعد بالعلاجات البيولوجية مثل مثبطات عامل النخر الورمي.
جدير بالذكر أن هناك جسم مضاد أخر وحيد النسيلة يستهدف «إل – 17» يسمى «سيكوكينوماب» تم اعتماده في العام الماضي لعلاج التهاب المفاصل الصدفي، وتخفيف الألام والتورم.
وتعليقًا على هذه النتائج يقول الدكتور سمير البدوي، أستاذ الروماتزم والروماتويد وأمراض المناعة الذاتية، أن الإصابة بهذا المرض ترجع لخلل جهاز المناعة للجسم وإفرازه مادة انترلوكن 17 المنشطة للالتهابات والتي تفرز من المفاصل المصابة مثل العمود الفقري والفقرات، كما تفرز في التهابات الجلد وتسبب الإصابة بالصدفية،
وتفرز في منطق التقاء أوتار العضلات بالعظام مثل وتر سمانة الساق عند الكاحل ومنطقة التقاء عظمة الحوض مع الحق الحرقفي.
ويضيف «البدوي» أن مركب «إيكسيكيزوماب» من أكثر المركبات فاعلية التي نجح استخدامها مع الأنواع الثلاثة للصدفية في الجلد والمفاصل والأظافر، كما نجح استخدامه في حالات تيبس العمود الفقري، خاصة في المراحل الأولي للمرض، حيث يمنع التيبس حينئذ من التطور في الفقرات.
ويشير أستاذ الروماتزم والروماتويد أنه يتم إعطاء هذا المركب الدوائي بطريق الحقن تحت الجلد بواقع حقنة واحدة شهريًا، وقد أثبت استخدامه خلال الأشهر الماضية فاعلية كبيرة في تحسن حالات المرضي بالأنواع المختلفة للصدفية.
فيديو قد يعجبك: