إعلان

متى تستدعي التقلصات العضلية الذهاب إلى الطبيب؟

07:01 م الإثنين 14 نوفمبر 2016

متى تستدعي التقلصات العضلية الذهاب إلى الطبيب؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(د ب أ) -

في منتصف المنام يبدأ باطن الساق في التقلص ... وتتصلب العضلات ... ويسري ألماً مبرحاً عبر الساق. هذه الأعراض يمكن أن تنتاب كل شخص منا، لاسيما الرياضيين وكبار السن الذين يصابون بالتقلصات العضلية بانتظام. وتحدث معظم التقلصات العضلية في مرحلة راحة طويلة نسبياً أو بسبب التعرض لإجهاد شديد. وفي بعض الحالات ترجع التقلصات العضلية إلى الإصابة بمرض خطير.

وأوضح البروفيسور شتيفان تسيرتس، مدير مستشفى الأمراض العصبية الجامعي بمدينة هاله شرقي ألمانيا، قائلاً :"التقلصات العضلية قد تكون مؤشراً على القصور الوظيفي للغدة الدرقية أو على التهاب بالعضلات". ومن المحتمل أيضاً أن يرجع سبب التقلصات العضلية إلى أمراض أخرى تلحق ضرراً بالعضلات، ويوضح تسيرتس :"التقلصات العضلية عرض له دلالات كثيرة".

وتسهم زيارة الطبيب في استيضاح الأمر، ويقول تسيرتس :"عندما يستمر التقلص لفترة طويلة نسبياً ويعيق ممارسة أنشطة الحياة اليومية، فينبغي إجراء فحوصات لدى الطبيب". وصحيح أن التقلص العضلي في حد ذاته يُعد أمراً مزعجاً، ولكنه ليس خطيراً على النقيض من التشنجات المصاحبة لنوبات الصرع. كما أن ليس كل تقلص عضلي يستدعي العلاج في التو.

وليس من المعلوم على وجه الدقة كيف ينشأ التقلص العضلي، ويقول البروفيسور ديتر بونينغ، نائب رئيس الرابطة الألمانية للأطباء الرياضيين في برلين :"عند التعرض لإجهاد شديد قد يحدث تهيج مفرط في النخاع الشوكي"، مشيراً إلى أنه ينشأ "اضطراب" في الأعصاب ينتقل إلى العضلات، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث انقباض وارتخاء للعضلات في تناوب سريع. وينشأ الألم الشديد بفعل حركة الألياف العضلية التي تثير مستقبلات الألم المحيطة. وأضاف بونينغ :"ولإنهاء الانقباض ينبغي شد العضلة، مما يؤدي إلى انسداد خلايا النخاع الشوكي". وإذا نشأ التقلص أثناء ممارسة نشاط رياضي، فيكون من المفيد إرخاء عضو الجسم المصاب بالتقلص على الفور.

 

وغالباً ما يتم إرجاع التقلصات العضلية التي تصيب الرياضيين إلى حدوث فقدان المياه أو السائل الإلكتروليتي بالجسم. كما يمكن أن تتسبب اضطرابات تدفق الدم وسوء الحالة التدريبية والإجهاد المفرط في توقف عملية أيض العضلات، ومن ثم حدوث تقلصات. وفي هذه الحالة تكون عضلات الرجل أكثر العضلات عرضة للتقلصات، وأوضح بونينغ :"يرجع السبب في ذلك إلى أن عضلات الرجل تكون معرضة لحِمل شديد". ويشار إلى أنه عند الجري مثلاً يقع الحمل على باطن الساق وتقوس القدم بصفة خاصة.

 

وأشار بونينغ إلى أنه يمكن تعويض النقص في السائل الإلكتروليتي من خلال تناول ملح الطعام وكذلك ما يُعرف باسم "المشروبات الإيزوتونية"، وذلك للوقاية من التقلصات العضلية. وتلتقط أوته ريبشليغر، عضو رابطة أخصائيي العلاج الطبيعي المستقلين (IFK) بمدينة بوخوم غربي ألمانيا، طرف الحديث وتقول :"الإحماء قبل ممارسة الرياضة والمجهود البدني الملائم يعملان على خفض خطر تعرض العضلات لتقلص ناجم عن الإجهاد".

 

ولعلاج التقلصات يتم إطالة العضلات، وتقول ريبشليغر :"يمكن إطالة العضلة بشكل سلبي باليد أو بشكل فعال من خلال التمارين الرياضية". وعن فائدة ذلك أوضحت ريبشليغر :"الإطالة تعمل على إرخاء العضلات وإزالة التقلص". وتُعد ممارسة تدريبات تقوية العضلات وقوة التحمل والتناسق العضلي والعصبي الخفيفة مفيدة على المدى البعيد. ومن المفيد أيضاً ممارسة تدريبات التوازن على الأجهزة الرياضية غير المستقرة مثل الجيروسكوب والألواح الأرجوحية. كما تسهم الضمادات الدافئة والحمامات الساخنة في إرخاء العضلات بشكل إضافي. وتنصح أخصائية العلاج الطبيعي الألمانية :"من الأفضل تدليك العضلة بمنشفة مبللة بماء دافىء؛ حيث يساعد ذلك على خفض شد العضلة". ومن المفيد أيضاً وضع زجاجة دافئة على الموضع المصاب بالشد.

 

وفي حال التقلصات الشديدة والمتكررة يمكن للطبيب أن يصف أدوية علاج الصرع أو مسكنات الألم، ويقول تسيرتس :"الأدوية التقليدية، مثل الأسبرين والباراسيتامول، لا تخفف من التقلصات".

 

وينصح الخبراء بالابتعاد عن المكملات الغذائية مثل أقراص المغنيسيوم والكالسيوم؛ حيث أوضح تسيرتس :"يكون المغنيسيوم فعالاً في حالات نادرة للغاية"، مضيفاً :"يمكن أن يكون تناول هذه المستحضرات مفيداً في حال التغيرات الحادة فقط، مثل التعرق الشديد أو الإسهال". ومن يتناول مثل هذه المستحضرات بشكل غير محسوب، فيتهدده خطر تناول جرعة زائدة يمكن أن تتسبب – بحسب تسيرتس – في إلحاق ضرر بالكبد والمخيخ.

صندوق المعلومات: تشخيص التقلص العضلي لدى الطبيب

يتحرى طبيب الأعصاب سبب التقلص العضلي بخطوات عديدة، فمن ناحية يتم فحص المفاصل وتحسس العضلات، ومن ناحية أخرى يجري الطبيب اختبار دم لفحص حجم السائل الإلكتروليتي بالجسم واستبعاد الأسباب الهرمونية الأخرى. وإذا لم يتم تحديد أسباب التقلص على نحو دقيق، يتم اللجوء إلى تشخيص الأجسام المضادة أو أخذ عينة من نسيج الجسد وفحصها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان