إعلان

زاك سنايدر يدشن عودة سوبرمان إلى الشاشة الكبيرة مجددا

12:39 م الأربعاء 26 يونيو 2013

( د ب أ) 

هناك أبطال خارقون خالدون لا يموتون أبدا، ولا يمل الجمهور من عودتهم مجددا، وهو ما دأب عليه عدد من الأبطال الخارقون مثل "الرجل الحديدي"، "الرجل الوطواط"، "الرجل العنكبوت" وغيرها محققين أرباحا طائلة في شباك التذاكر، وفي هذه الموجة الكاسحة، كان لابد من استدعاء سوبرمان، البطل الخارق الأول في عالم مارفيل، فيلم من إخراج زاك سنايدر وتحت عنوان "الرجل الفولاذي".  

 

يعتبر النجم الراحل كريستوفر ريف (1952- 2004 ) أفضل من قدم أدوار سوبرمان على الشاشة، على الأقل في الأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة، ولكن للأسف تعرض النجم في أوج مشواره الفني إلى حادث مروع حيث أصيب بشلل رباعي نتيجة سقوطه من على ظهر الحصان، لتنتهي مسيرته الفنية تماما.

 

كانت عودة البطل الخارج ذو الثوب الأزرق والحرملة الحمراء، مفتول العضلات يزين صدره حرف الـ"S" في 2006 صادمة، نظرا لأن المضمون كان مختلفا، وتولى مسئؤولية البطولة في الفيلم النجم الشاب براندن روث، وبالرغم من التوقعات الكبيرة التي نتجت عن الحملة الترويجية التي سبقت الفيلم إلا أن المحصلة كانت سقوطا مروعا ليس فقط من حيث الإيرادات ولكن على صعيد تقبل الجمهور لعودة السلسلة.

لم تقنع شركة وارنر منتجة هذه السلسلة بإجمالي الإيرادات التي تحققت والتي بلغت 391 مليون دولار على مستوى العالم، فقررت تعليق الحديث عن أي مشروعات مستقبلية بخصوص سوبرمان إلى أجل غير مسمى.

 

ولكن الآن مع الإصدار الجديد الذي يشرف على إنتاجه المخرج المتخصص كريستوفر نولان الذي أحدثت لمساته طفرة كبيرة مع سلسلة أفلام باتمان، يبدو أنه لا توجد مشكلة في إضافة تفاصيل جديدة للتوليفة التقليدية تتمكن من جذب الجماهير مجددا لهذا البطل الخارق.

 

وكان بمقدور نولان مواصلة العمل مع سلسلة باتمان،ولكن اتضح أن قراره مع الشركة كان إنجاز ثلاثة أجزاء فقط، رافضا أي إغراءات لتمديد التعاون، بعد آخر أجزائها "صحوة فارس الظلام"، ليتجه بعد ذلك إلى بطل خارق آخر هو سوبرمان، ولكنه لا يقف خلف الكاميرا هذه المرة، بل تولى الإشراف على الانتاج، فيما يقوم سنايدر، صاحب فيلم "300 اسبرطي" الذي حقق له شهرة واسعة ووضعه بين مصاف كبار مخرجي هوليوود، الذين تسند لهم على الأقل مشروعات ذات ميزانية انتاج ضخمة.

 

 

كانت المهمة الأصعب في تدشين عودة سوبرمان بعد فشل براندن روث، تكمن في العثور على ممثل لا يستطيع فقط تحمل مسئولية هذا الإصدار من السلسلة، بل يمكن للشركة المنتجة الاعتماد عليه في الأجزاء المستقبلية التي تعتزم تقديمها، وهو الاتجاه التقليدي السائد في أفلام الأبطال الخارقين، وحتى أفلام جيمس بوند وغيرها من أفلام الأكشن والإثارة البوليسية.

 

وقع الاختيار على النجم الشاب هنري كافيل، بريطاني الجنسية (30 عاما)، شارك في بطولة أعمال مثل "كونت دي مونت كريستو" و"سترادوست"، بالإضافة إلى بعض الأعمال التليفزيونية، وهي أعمال في مجملها لم تتح له فرصة تثبيت أقدامه بقوة بين نجوم الصف الأول.

 

أدرك الشاب البريطاني المولود في جزيرة جيرزي البريطانية أن هذه قد تكون أعظم فرصة قد تسنح له في حياته، لذلك وحتى يبدو لائقا في الدور ويحظى بالمصداقية المطلوبة في هيئة البطل الخارق، اتبع كافيل نظام حمية غذائية شديد القسوة يقوم على فقدان 5000 سعر حراري يوميا، بالإضافة إلى تمارين اللياقة وبناء الجسم والعضلات بمعدل ساعتين يوميا تحت إشراف مدربين متخصصين.

 

 في تصريحات غير مسبوقة للترويج للفيلم قال كافيل إن سوبرمان برغم أنه بطل خارق يحارب الشر إلا أنه شخصية تعاني من الوحدة والعزلة، مؤكدا أنه "توجد قصة حقيقية وراء شخصية سوبرمان. إنه وحيد ولا أحد يعاني مثل معاناته، وهو أمر شديد الفظاعة بصورة ليس لها مثيل وفي النهاية عليه أن يقوم بأعمال بطولية ويواصل إنكار ذاته، ليظهر أمام الناس في شخصية الصحفي الساذج كلارك كنت الذي يسخر منه الجميع".

 

بالرغم من ذلك فهو ليس وحيدا تماما، فالفيلم هذه المرة يحظى بأسماء مهمة جدا لنجوم مخضرمين أمثال كيفن كوستنر والذي يلعب دور والده بالتبني، السيد كنت الذي عثر على الكبسولة القادمة من الفضاء حاملة طفل كوكب كريبتون، وراسل كرو، والد الطفل الخارق وعالم كوكب كريبتون الذي حذر من دمار الكوكب وأرسل ابنه في كبسولة إلى الأرض لإنقاذه من المصير المحتوم.

جدير بالذكر أن الشركة المنتجة سعيا منها لضمان تحقيق الفيلم نجاحا منقطع النظير، أقنعت نجما بحجم كيفن كوستنر (الرقص مع الذئاب) في القيام بهذا الدور الثانوي، وهو نفس الدور الذي سبق وأن وافق على تقديمه النجم الكبير الراحل جلين فورد في الجزء الأول عام 1978.

 

كما أقنعت وارنر النجم المخضرم لورنس فيشبورن (ماتريكس I,II,III) بالقيام بدور ثانوي آخر ولكنه بالغ الأهمية، وهو دور رئيس تحرير جريدة (ديلي بلانيت) التي تعمل بها لويز لاين وكلارك كنت. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يقوم فيها ممثل افروأمريكي بهذا الدور منذ تقديم السلسلة.

 

أما البطولة النسائية فكانت من نصيب إيمي آدامز في دور الصحفية لويز لاين، التي نجحت من خلال تحرياتها الدقيقة في معرفة هوية البطل الخارق ووصلت إلى مقر الأسرة التي تبنته في مدينة كانساس الأمريكية، ولكنها رفضت أن تكشف أسراره للصحافة.

 

جدير بالذكر أن الشركة المنتجة استقرت على آدمز للقيام بالدور بعد مداولات ومشاورات مطولة، استعرضت خلالها أكثر من نجمه، وكان من بينهن ميلا كونيس وأوليفيا وايلد. تقدم آدمز دور الصحفية النابهة التي تضطرها الظروف للعمل تحت ضغوط غير عادية، ولكنها في كل الأحوال تتمسك دائما بتقاليد ميثاق الشرف الصحفي ومعايير المهنة الأخلاقية وهو ما يوقعها في الكثير من المشاكل.

 

بالرغم من اعتياد السلسلة تقديم بطلة تتميز بجمال محايد أقرب للسذاجة، على عكس بطلات أفلام جيمس بوند مثلا، اللاتي تتميزن بالإثارة، نجد أن إيمي آدمز الفتاة الخجولة المهذبة، تشارك فعليا في مغامرة إنقاذ الكوكب من الدمار، وتقوم بدور حيوي في صد هجوم الأعداء الذين يريدون إبادة سكان الأرض من أجل إقامة وطن جديد لشعب كوكب كريبتون.

 

أما في دور البطل المضاد أو عنصر الشر، فقد وقع اختيار سنايدر على النجم مايكل شانون للقيام بدور الجنرال زود، المتمرد الذي يسعى في استعادة سوبرمان لعقابه، وتدمير كوكب الأرض لإقامة وطن جديد لسكان كوكب كريبتون هناك، ولكن سوبرمان يتصدى له بقوة. تم تقديم الشخصية لأول مرة في الجزء الثاني من سلسلة أفلام سوبرمان عام 1980. الطريف في الأمر أن سنايدر كان يفكر جديا في إسناد الدور للنجم الأرجنتيني فيجو مورتنسن (وعود الشرق).

 

ويأمل صناع الفيلم أن يتجاوز العمل محنة الإخفاق السابقة، وتحقيق إيرادات تتناسب مع شخصية لها شعبية كبيرة وسط جمهور المراهقين، خاصة بعد لمسات الإبهار المتقنة التي أضافها نولان في مشاهد هجوم زود ومتمردي كوكب كريبتون على كوكب الأرض.

 

لم يفت صناع الفيلم في النهاية تقديم المشهد الكلاسيكي للبطل الخارق وهو ينقذ فتاته أثناء سقوطها في الفضاء حيث يتلقفها بين ذراعيه القويين من بين الحطام والدمار الذي حاق بالمدينة. يعتبر هذا المشهد المكرر من كلاسيكيات السلسلة وأكثرها إثارة لإعجاب الجمهور منذ البداية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان