قالوا عن الصداقة عبر العصور

كتب محمد الصفتي:الصداقة علاقة بشرية فريدة من نوعها، فلا أواصر دم وتوافق جيني يقرّب الأرواح كالقرابة ولا اقتراب جسدي وتكوين أسرة كالزواج وإنّما فقط تلاقي أرواح بلا مصالح مشتركة ولا أغراض من خلف العلاقة. لذلك شغلت الصداقة الحكماء والفلاسفة عبر العصور لتشريح ماهيتها ورصد ملامحها وأعلاها البعض عن علاقات الأسرة أحياناً لما تمتاز به من حرية الاختيار دون قيود والعطاء دون انتظار مقابل في كثير من الأحيان، ومن أقوال حكماء البشرية عبر التاريخ عن الصداقة:1- البداية مع سيد البشر “محمد”عليه الصلاة والسلام وهو من آخى بين المهاجرين والأنصار في أروع مثل على مآخاة الأرواح والعطاء في التاريخ ومن أحاديثه بشأن الصداقة: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” و كذلك: “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة”.2- أما فلاسفة اليونان القديمة فيميز “أرسطو” بين ثلاثة أنواع للصداقة وهي صداقة المنفعة وصداقة اللذة وصداقة الفضيلة، ويبين أن صداقة المنفعة هي صداقة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة، أما صداقة اللذة فنتعقد وتنحلّ بسهولة بعد إشباع اللذة أو تغير طبيعتها، وأما صداقة الفضيلة فهي أفضل صداقة وتقوم على أساس تشابه الفضيلة وهي الأكثر بقاء ويقول “أرسطو” عن الصداقة: ” الصداقة روح واحدة حلّت في جسدين” ويقول أيضاً: ” صديق الجميع ليس صديقاً لأحد.” وينصحك الفيلسوف الإغريقي “سقراط” : ” كن متمهلّاً وبطيئاً لكي تبدأ صداقة ولكن ما إن تبدأها فاحرص على الثبات والاستمرارية.”3- وللفيلسوف الصيني “كونفوشيوس” نظرة سامية في الصداقة فيقول: ” لاتعقد صداقة أبداً إلا مع من هو أفضل منك خلقاً” ويقول عن أهمية الصديق الذي ينصحك لا يريحك: “لا أريد صديقاً يبتسم حين أبتسم ويبكي حين أبكي، فظلّي في البحيرة يمكنه أن يفعل هذا أفضل.”4- ويعظّم الحكيم “بوذا” من قيمة الصداقة فيقول: “الصداقة هي العلاج الوحيد للكراهية والضمان الوحيد للسلام” ويحذّر ” الصديق غير المخلص والصديق الشرير تخشاهم أكثر مما تخشى الحيوان المفترس، فالحيوان يجرح جسدك بينما الصديق الشرير يجرح عقلك وروحك.”5- ويصف الفيلسوف الروماني “سينيكا” الصداقة في أقواله: ” من أفضل سمات الصداقة الحقيقية أن تجد من يفهمك وتفهمه.” ويقول أيضاً: ” استشر صديقك في كل الأمور التي تخصّك فنصيحته ربما تكون أكثر نفعاً من حكمك الشخصي الذيه سيعيقه حبّك لنفسك.” بينما يقول الكاتب والخطيب الروماني الأشهر”شيشرون”: “لاتجرح صديقاً أبداً ولو حتى بغرض المزاح.”6- ونأتي لكتاب وفلاسفة ومفكري العصر الحديث لنجد “أوسكار وايلد” يقول: “الصديق الحقيقي لا يطعنك إلا في وجهك لا من وراء ظهرك.” بينما يقول الساخر الكبير “مارك تواين”: ” أصدقاء مخلصون، وكتب جيدة، وضمير نائم، تلك هي الحياة المثاليّة!” وتقول الأم “تريزا”: ” إذا شغلت نفسك بالحكم على الناس فلن تجد وقتاً لأن تحبّهم.” وتقول “هيلين كيلر”: ” مع كل صديق أحبّه واراه التراب دفنت قطعة مني، ولكن يبقى أسهامهم في سعادتي وقوتي وفهمي للحياة ليساعدني على الاسمرار في عالم متغيّر.” ويقول الشاعر الإنجليزي الكبير لورد ” بايرون”: “الصداقة هي حبّ بلا أجنحة.” ونختم بالسويسري “ألبير كامو”: ” لا تمشي خلفي فقد لا أقودك بشكل سليم ولا تمشي أمامي فقد لا أتبعك كما يجب، فقط سِر بجانبي وكن صديقي.”