هل من الممكن أن يكون مديرك (سيكوباتياً)؟

كتب محمد الصفتي:هل تعلم أنّ القتلة المتسلسلين والحكام الطغاة والمجرمين العتاة يشتركون مع رجال الأعمال عديمي القلوب الذين يتربّحون من توفير الموظفين ومن اصطياد الشركات الخاسرة في صفة السيكوباتية أو (العداء للمجتمع)! ويقول “جون رونسون” في كتابه “اختبار السيكوباتي” أنّ هؤلاء جميعاً يحققون درجات عالية من السيكوباتية عندما يخضعون لقائمة (هير) لاختبار السيكوباتيه (PCL-R) وهي عدم الندم على الأفعال المدمرة للآخرين وعدم القدرة على ممارسة التعاطف والرغبة في السيطرة على الآخرين. وكذلك يلقي “رونسون” الضوء في كتابه على المبالغة في تشخيص الصفات البشرية العادية باعتبارها صفات سيكوباتية. ولتبسيط الفكرة يمكن عرض بعض الحقائق عن اختبار (هير) فيما يلي:1- الأشخاص ذوي الصفات السيكوباثية لا يشترط ان تجدهم في السجون! فالكثير من الي=بشر العاديين يملكون صفات سيكوباتية من المحبّ الذي يترك حبيبته فجأة دون أسباب إلى المدير الذي يبدو مستمتعاً جداً بفصلك من العمل!2- السيكوباتيون بشر أيضاً فرغم أنّ “روبرت هير” صاحب الاختبار ينظر لهم كجنس آخر غير البشر إلا أنّ هناك صلاحية أيضاً لآراء علمية أخرى ترى أنّهم ضحيّة ظروف قاسية تعرّضوا لها في الصغر وحفرت في شخصياتهم ملامح عداء للمجتمع.3- لاتتسرّع كثيراً في تشخيص السيكوباتي فأمراض اخرى عقلية شديدة الوطأة قد تدفع المرء لتصرفات قد تبدو سيكوباتية.4- ع في اعتبارك حقيقة أنّ الاضطرابات النفسية والعقلية تختلف كثيراً عن العضوية فلا يمكن تصنيف الاضطرابات التي تصيب الذهن بسهولة في طبقات منفصلة فالناس لايختلفون فقط في درجات الإصابة بالاضطرابات لكن الاختلافات الثقافية بين مجتمعاتهم قد تجعل ما يعتبر خللاً واضحاً في السلوك في مجتمع مجرد شيء عادي في مجتمع آخر.5- لا تلجأ لتقييم البشر عن طريق الاختبارات النفسية غير العلمية التي تحفل بها مواقع الإنترنت والمجلات فهناك فقط اختبارات علمية مثل اختبار (هير) تفصل في تلك الأمور على أسس علمية.فقبل أن تتسرّع وتحكم على مديرك أو صديقك أنّه سيكوباتي ومن ثمّ يمكنك التعامل معه على أساس يجنّبك شرّه اللاإرادي حاول اللجوء لمن يعرف في مثل تلك الأمور من الأطباء النفسيين المحترفين!