إعلان

إعادة صياغة الحلم .. أفضل طريقة لمواجهة الكوابيس

03:00 ص السبت 15 سبتمبر 2012

إعادة صياغة الحلم .. أفضل طريقة لمواجهة الكوابيس

يعاني بعض الأشخاص من كوابيس ليلية مفزعة تسلب النوم من أعينهم وتحول حياتهم إلى جحيم؛ حيث تسيطر الهواجس والمخاوف على عقليتهم وتطاردهم أينما ذهبوا، ويقعون فريسة للتوتر والضغط العصبي.ونظراً لأن هؤلاء الأشخاص عادة ما يتذكرون تفاصيل الحلم، فإنهم يتحاشون النوم هرباً من مواجهة الرعب، مما يصيب جسدهم على المدى الطويل بالإنهاك والتعب. ومن خلال تعلم كيفية التعامل مع هذه الكوابيس، يستطيع هؤلاء الأشخاص التخلص منها وممارسة حياتهم بشكل طبيعي مجدداً.المشاعر السلبيةوتقول يوهانا تونكير، أستاذ علم النفس التجريبي بجامعة دوسلدورف الألمانية :”من أهم ما تتسم به الكوابيس هو أنها تضع الإنسان تحت سيطرة مجموعة من المشاعر السلبية السيئة. فغالباً ما يزداد شعور الإنسان بالخوف أو الحنق أو الغضب أو حتى الخزي أثناء معايشة الكوابيس، لدرجة تجعله يستيقظ من نومه وهو تحت وطأة هذه المشاعر”.وعادةً ما تدور الكوابيس في سياق المخاطر التي يخشى الإنسان من مواجهتها والتي تتعلق بوجوده وكينونته. وعن أكثر ما تتضمنه الكوابيس، تقول الخبيرة الألمانية :”عادةً ما يرى الإنسان في كوابيسه أن حياته أو حياة أقرب الناس إليه معرضة للخطر، أو أنه مُطارد من أعدائه أو مطرود من أحبائه أو أنه يتعرض للإهانة والتوبيخ نتيجة فشله في شيء ما مثلاً”.ويلتقط البروفيسور ميشائيل شريدل من معهد الصحة النفسية بمدينة مانهايم الألمانية طرف الحديث، ويقول :”لا تُعد الكوابيس في حد ذاتها شيئاً سيئاً. ولكن إذا ازداد معدل حدوثها، فيُمكن حينئذٍ أن تُضر بصحة الإنسان؛ فإذا لاحظ الإنسان أنه يُعاني من الكوابيس بمعدل مرة أسبوعياً على الأقل طوال ستة أشهر، فقد يُشير ذلك إلى إصابته بما يُعرف باسم اضطراب الكوابيس الليلية، مما يستلزم بطبيعة الحال الخضوع للعلاج”.وأضافت بريغيت هولتسينغر، رئيسة معهد أبحاث الوعي والأحلام بالعاصمة النمساوية فيينا، أن أضرار الكوابيس في أنها توّلد مخاوف لدى البعض من الخلود إلى النوم بشكل عام، مما يجعلهم يُرجئون موعد النوم على الدوام، حتى وإن كانوا في قمة التعب والإرهاق.الدائرة المفرغةوبطبيعة الحال تؤثر قلة النوم بالسلب على الحالة النفسية للإنسان بشكل عام وتعمل أيضاً على تضاؤل قدرته على التركيز وقدرته على الإنجاز، بل ويُمكن أن تؤدي إلى إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى البعيد؛ لذا تصف الخبيرة النمساوية هولتسينغر هذا الأمر بأنه أشبه بدائرة مفرغة.الأسباب وطرق العلاجوأوضحت هولتسينغر الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالكوابيس، بقولها: “عادةً ما يُعاني من الكوابيس الأشخاص، الذين أصيبوا بصدمة حقيقية في حياتهم أو الذين يعايشون موقفاً حياتياً يتسبب لهم في الوقوع تحت ضغط عصبي”. كما يعتقد العلماء بأن الأشخاص الحالمين ومرهفي الحس يُمثلون الفئة الأكثر عُرضة للمعاناة من الكوابيس.وأشارت الخبيرة النمساوية هولتسينغر إلى أنه عادةً ما تزداد معاناة الأطفال فيما بين 4 – 12 عاماً من الكوابيس أثناء النوم، مُرجحةً سبب ذلك بقولها :”قد يرجع ذلك إلى طبيعة مرحلة النمو، التي يمر بها الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية، والتي تتسم بتعلم مهارات جديدة على نحو مستمر”.وعلى الرغم من أنه عادةً ما ترتبط الكوابيس بالإصابة بالأمراض النفسية كاضطرابات الخوف والاكتئاب مثلاً، إلا أنها تتخذ صورة مرضية مستقلة بذاتها تماماً عن أعراض المرض النفسي الأساسي.وتُعد تقنية العلاج المعروفة باسم “إعادة صياغة الحلم” من أكثر الأساليب المتبعة لعلاج الكوابيس. وعن هذه التقنية تقول الخبيرة الألمانية تونكير :”في هذه الطريقة يتقمص الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس دور المخرج السينمائي؛ حيث يحاولون تأليف نهاية جديدة تماماً للكوابيس تكون أقل ترويعاً من النهاية الأصلية”.وتشرح الخبيرة الألمانية كيفية القيام بذلك بأن يقوم المريض أولاً بتدوين تفاصيل الكابوس الذي عايشه في منامه، ثم يقوم بانتقاء الأحداث التي تسببت له في الشعور بالفزع بمساعدة المعالج النفسي. وبعد ذلك يحاول استبدال هذه الأحداث بتخيّلات أخرى أقل ترويعاً له.وأكدت تونكير على أهمية أن تتسم تلك الأحداث الجديدة بالمواءمة مع أحداث الكابوس الحقيقي في المجمل، كي تُمثل بديلاً فعلياً له. وتقدم تونكير مثالاً على ذلك بقولها :”يستبدل المريض موقف السيارات المظلم بآخر ذي إضاءة جيدة، أو أن يسلك الشيء المخيف الذي يطارد الإنسان في كوابيسه طريقاً آخر”.وبعد الانتهاء من استبدال أحداث الكابوس المخيفة بأخرى أقل ترويعاً بمساعدة المعالج النفسي، يقوم المريض بتدوين الرواية الجديدة للكابوس، على أن يقرأها أكثر من مرة يومياً طوال أسبوعين، كي يتذكر الرواية الجديدة فحسب.وعن تقنية “إعادة صياغة الحلم” يقول البروفيسور الألماني شريدل :”تُعد هذه التقنية أفضل أساليب علاج الكوابيس حتى وقتنا الحالي”. وتستكمل الخبيرة الألمانية تونكير موضحةً أنه قلما يتأثر المرضى بتفاصيل الكابوس الجديد أو يحلمون بها بالفعل ويتذكرون تفاصيلها، لافتةً بقولها :”لا يُمكن أن يطارد المرضى الصورة الأصلية من كوابيسهم إلا في حالات نادرة للغاية، كما أنها لا تكون بنفس الصورة المفزعة التي كانت عليها في الماضي”.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان