30 عاما على رحيل ''التمر حنة''
كتب-أحمد عبد المجيد:.
ذهبت اللبنانية ''فايزة أحمد بيكو الرواس'' لإذاعة دمشق بسوريا باحثة عن فرصة لإظهار موهبتها الغنائية, ووقفت أمام لجنة لاختيار المطربين لتشدو أمامهم , غير أن اللجنة قررت رفضها، وخرجت فايزة تعلن سخطها وغضبها من الظلم الذي وقع عليها, وقررت التحدي, وذهبت بقلب جريء إلى إذاعة حلب وأبهرت اللجنة بصوتها, ونجحت وأثبتت لأعضاء اللجنة فى دمشق فشلهم فى استيعاب صوتها.
مصر
أدركت فايزة أن بوابة عبورها للنجومية والمجد والشهرة ستأتي من مصر، ومنذ أن وطأت قدميها إلى مصر شعرت بالأمل ينعش قلبها، وتقدمت للإذاعة المصرية فى القاهرة ونجحت بها، حيث احتضنها الإذاعي صلاح زكي وقدمها في أغنية من ألحان محمد محسن، ثم انطلقت بعد ذلك فى مشوارها الفنى الطويل، فالتقت بعمالقة الموسيقى في مصر، فالتقت الموسيقار الكبير محمد الموجي فشكلا خطا غنائياً يميزها عن غيرها، كما لحن لها أيضا الموسيقار كمال الطويل أغنيات عديدة، وأيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب، والعبقرى بليغ حمدي والموسيقار محمود الشريف.
وحدة.. وزواج
ويبدو أن فايزة كانت دائما على موعد مع المطبات الصناعية فى عملها , ففوجئت بانصراف كل الملحنين عنها لانشغالهم بمطربين آخرين, فقد اهتم عبد الوهاب بأم كلثوم ونجاة الصغيرة فقط، ومحمد الموجي وكمال الطويل احتكروا صوت عبد الحليم حافظ، وبليغ حمدى كرّس ألحانه لوردة الجزائرية، فشعرت بالوحدة وأن صوتها غير مرغوب فيه , فقررت الرحيل عن مصر.
وفور علم الموسيقار محمد سلطان برحيل فايزة , أسرع إليها وأقنعها بالبقاء فوافقت، وعندما استمعت لألحانه أعجبت بها كثيرا وبدأ التعاون بينهما , وكونوا ثنائيا قدما من خلاله أقوى الأغاني, وأسفر هذا التعاون عن زواجهم الذى استمر 17 عاما ليرزقا بطارق وعمرو.
عادات غريبة
ولدت فايزة بعادات غريبة جدا, فكانت لا تحب الغناء أو الدندنة أمام أحد، بل أيضا كانت تكره سماع صوتها، وحين يضع أحدهم تسجيلاً لها ترفض سماعه وتطلب منه إغلاق الجهاز, كما كانت شخصية قلقة للغاية في الفن، إذ كان القلق ينتابها عندما تكون على وشك تقديم حفلة، فكانت لا تنام، ولا تأكل، ولا تشرب وتظل في حالة الاستعداد الدائم حتى تنتهى الحفلة, وأيضا لا تحب مشاهدة نفسها فى الأفلام التي قدمتها، حيث كانت نحيفة للغاية لدرجة كانت تلف القماش على خصرها لتبدو أكثر وزناً مما هي عليه.
فايزة المكروهة
اشتهر فى الوسط الفنى عداوة ومحاربة عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية لفايزة, وأثناء إحدى الحفلات التي كان يقيمها الملك الحسن الثاني في المغرب في عيد توليه العرش، كان يدعو الكثير من الفنانين لإحيائها, وفوجىء الجميع بمطالبة عبد الحليم باستثناء فايزة من الحفل, وفي حفل مشترك في القاهرة قطع عنها التيار الكهربائي، لكنها رغم ذلك استمرت وكان صوتها القوي يعلو في الصالة, وبقيت فترة طويلة لا تغني في حفلة فيها عبد الحليم، وهو أيضاً كان يرفض أي حفلة فيها فايزة أحمد , وكانت وردة الجزائرية كلما تسمع سيرة فايزة احمد ينتابها الغيرة والجنون وظلت هذه العداوة لفترة طويلة .
وبالرغم من محاربة فايزة من الكثيرين في الوسط الفنى , كانت على موعد مع حرب أخرى , ولكن من نوع خاص فقد داهمها مرض سرطان الثدى وتملك منها ولم تستطع مقاومته بالرغم من عنادها وجبروتها وعدم استسلامها فى الحياة. وأسلمت روحها إلى السماء فى 21 سبتمبر ١٩٨٣ تاركة تاريخا كبيرا يقدر بـ400 أغنية، و 6 أفلام.
فيديو قد يعجبك: