السيارة صاحبة سوابق!
نقلاً عن الاستاذ
في الطريق، نصحني صديقي بالابتعاد عن أي سيارة تبدو عليها آثار حوادث اصطدام. واللافت في شوارعنا كثرة هذه السيارات بإصابات مختلفة الدرجات، بعضها يسحب رفارفها!جاءت النصيحة ونحن نشاهد سيارة تشكو من كدمات وصدمات، وسائقها يصر على عكس اتجاه طريق سريع، لأنه تجاوز المخرج. والمحزن المؤسف أنه يقود بعائلة، وهو في ما يبدو رب العائلة وبجواره طفلة صغيرة، أما عكس الطريق فكان مواجهة، أي أنه لم يكتفِ بالرجوع إلى الوراء، بل واجهه سيل السيارات المسرعة لدخول نفق، لأنه نسي أو تجاوز المخرج!
نجت العائلة من حادثة خطرة متوقعة، وتخيل سائقين في أمان الله يقودون سياراتهم ملتزمين بالأنظمة ثم يفاجأون بمثل هذه الفئة متبلدة الإحساس!
واللافت على كثرة عكس الطرق أو الرجوع إلى الوراء في طرق خطرة، تشكو إما من ازدحام أو سرعات جنونية، لا نرى دورية مرور توقف أحداً من هؤلاء المخالفين.
وانتظار وصول الوعي واستقراره في بعض الرؤوس ليس إلا مقامرة بالأرواح، الواجب تطبيق النظام كله في الوقت نفسه. الانتقائية والتقسيط في ملاحقة المخالفات يزيدان من استفحال أخرى أكثر خطورة. ما الذي يمنع سائقاً أخطأ وتجاوز طريقاً ينشده في أن يأخذ دورة ويعود؟ كم سيكلفه هذا؟ وهل للوقت ثمن عنده إلى هذا الحد؟
ثم إن المرور مع مهندسي الطرقات قاموا بتدريبنا على التحويلات، لم يعد هناك طريق مباشر، كل الطرق تنتهي بـ «يوتيرن» يطول أو يقصر، سياسة إطالة أمد الرحلة، ويشكون من تفاقم استخدام الوقود.
كان الفنان سعد التمامي وهو – لمن لا يعرفه – ممثل ومونولوجست من زمن مضى «الله يذكره بالخير» يكرر رواية طرفة في سيارة الفولكس واغن مع والدته – رحمها الله – اضطر إلى الانعطاف بسرعة، استغربت والدته فقال لها: «نسيت أن آخذ الملف»! ردت بطيبة الأمهات: «ارجع للبيت وخذه».
عن الحياة
فيديو قد يعجبك: