الهاجس الأكبر للسيارات الكهربائية
تتمتع السيارات الكهربائية بالعديد من المزايا الحقيقية، مثل عدم انبعاث أية ملوثات ضارة بالبيئة وتسارعها بشكل جيد بفضل محركاتها التي تدور بعزم دوران مرتفع. ومع ذلك تواجه السيارات الكهربائية العديد من الصعوبات التي تعيق انتشارها على نطاق واسع، أهمها انخفاض مدى السير، فضلاً عن أن تطوير مثل هذه الموديلات لا يزال مكلفاً جداً.
ويلاحظ خبراء السيارات أن قلق العملاء يتمحور حول مدى السير بالموديلات الكهربائية؛ لأن تقنيات البطاريات حالياً لا يمكنها أن توفر مدى سير يقارب محركات البنزين أو الديزل. ومن الناحية النظرية تنص نشرة المواصفات الفنية للموديلات الكهربائية على أن مدى السير يبلغ 150 كيلومتر تقريباً، وفي بعض الأحيان يصل مدى السير إلى 200 كيلومتر. وغالباً ما تكون مسافة السير المقطوعة أقصر من ذلك عند القيادة في الحياة اليومية.
حلول إبداعية
ويجب على شركات السيارات أن تلجأ إلى حلول إبداعية ومبتكرة لتبديد مخاوف العملاء بخصوص مدى السير. وتحاول الشركات العالمية في كثير من الحالات الترويج للبطاريات، على الرغم من أن ذلك لا يساعد على زيادة سعتها وقدراتها، فعلى سبيل المثال قامت شركة نيسان مؤخراً بتمديد فترة الضمان الذي تمنحه لبطارية السيارة Leaf. وتضمن الشركة اليابانية أن تظل البطارية محتفظة بسعتها الإجمالية بنسبة لا تقل عن 75% من القيمة الأصلية بعد مرور خمس سنوات.
وتعتزم شركة بي إم دبليو طرح سيارتها i3 الكهربائية في الأسواق مع حلول نهاية العام الجاري، وتروج الشركة الألمانية للسيارة الكهربائية الجديدة من خلال إمكانية استبدال وحدة واحدة فقط من وحدات البطارية الثمانية خلال ثمانية أعوام أو في مسافة مقطوعة تبلغ 100 ألف كيلومتر.
وتعول الكثير من الشركات العالمية على إدراك وفهم قائدي السيارات، وترغب في إيصال الرسالة بأن «مدى السير كافياً». وأوضح ألكسندر سيلي، المتحدث باسم شركة نيسان، :"نرى أن قلق العملاء بشأن مدى السير يرجع إلى عامل نفسي بعض الشيء".
ويجب أن يكون واضحاً للعملاء أن الموديلات الكهربائية ليست سيارات مخصصة لقضاء العطلات والإجازات، ويقول ألكسندر بوم من الاتحاد الألماني للحركية الكهربائية :"قيم مدى السير الحالية مناسبة للاستخدام اليومي بالنسبة للموظفين، الذين يقطعون مسافة تقل عن 100 كيلومتر يومياً أثناء الذهاب إلى العمل والعودة منه أو عند قيادة السيارة داخل المدن".
وتلتقط روت هولينغ، المتحدثة الإعلامية باسم شركة فولكس فاغن، طرف الحديث وتقول :"يتعين على المرء مراعاة خصائص تنقلاته وتحركاته، حيث إننا لن نبيع سيارة كهربائية للعملاء، الذين لديهم أقارب يعيشون في مناطق بعيدة عنهم". ولذلك قررت الشركة الألمانية أن تطلق سيارة متناهية الصغر كأول موديل كهربائي يحمل علامتها التجارية.
ومن المقرر طرح السيارة E-Up في الأسواق، بعد عرضها في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل، نظير تكلفة تبلغ نحو 36 ألف و118 دولاراً أمريكياً، حتى قبل إطلاق السيارة Golf Blue-E-Motion الجديدة.
وسوف تستغل شركة فولكس فاغن فرصة انعقاد معرض فرانكفورت للسيارات، الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور في الفترة من 14 إلى 22 أيلول/سبتمبر، لتوضيح جميع الموضوعات المتعلقة بالضمان والإمكانيات التسويقية لسيارتها E-Up الكهربائية.
الخدمة والصيانة
وبالنسبة لشركات السيارات، التي طرحت موديلاتها الكهربائية في الأسواق بالفعل، فإنها تروج لسياراتها الصديقة للبيئة من خلال أفكار الخدمة والصيانة، حيث تقدم شركة رينو لعملاء سيارتها الكهربائية خصومات لدى وكالات تأجير السيارات المتعاونة معها. فإذا كان مدى السير للسيارة Zoe، الذي يبلغ 210 كيلوغراماً، غير كافٍ بالنسبة لاحتياجات لقائد السيارة، فإنه يحصل على خصم 10% لدى وكالات التأجير المتعاونة معها.
وتوفر شركة بي إم دبليو لعملاء سيارتها i3 الكهربائية موديلاً يعمل بمحرك احتراق داخلي لعدد معين من الأيام نظير تكلفة إضافية. وتحاول شركة نيسان الترويج لسيارتها الكهربائية Leaf من خلال بطاقة الحركية Mobility Card، التي تتيح للعملاء إمكانية استئجار السيارة نيسان Qashqai مجاناً لمدة 14 يوماً في العام.
ويرى بعض العملاء أن عروض الترويج الأكثر واقعية تكون من خلال خفض تكلفة شراء السيارات الكهربائية، لذلك قررت بعض الشركات العالمية فصل سعر البطارية عن التكلفة الإجمالية للسيارة.
وفي هذه الحالات يتم توفير إمكانية تأجير البطاريات، مثل العروض المقدمة من شركات رينو ونيسان وسمارت، فعلى سبيل المثال إذا رغب العميل في شراء سيارة سمارت Fortwo ed مع تأجير البطاريات، فإنه سيدفع حوالي 25 ألف و390 دولاراً أمريكياً بدلاً من التكلفة الإجمالية التي تبلغ نحو 31 ألف و795 دولاراً أمريكياً، بعد ذلك يتعين عليه دفع رسوم شهرية نظير تأجير البطارية، كما هو متبع في شركات السيارات الأخرى.
وقد قام مهندسو السيارات بتطوير نظام توسيع مدى السير بالموديلات الكهربائية، تلبيةً لرغبات العملاء الذين يريدون الانطلاق بسياراتهم الصديقة للبيئة لقضاء العطلات والإجازات الصيفية في أماكن بعيدة. ويظهر هذا النظام، الذي يشتمل على محرك احتراق داخلي صغير في سيارة أوبل Ampera، ويعمل هذا المحرك كمولد كهربائي لتوليد التيار اللازم لمواصلة دفع السيارة بواسطة المحرك الكهربائي.
وفي حالة السيارة Ampera يتم نقل قوة محرك الاحتراق الداخلي في بعض مواقف القيادة إلى العجلات الدافعة مباشرة. وبالتالي فإن هذا الموديل قد تعرض للعديد من الانتقادات بأنه ليس سيارة كهربائية خالصة.
وأعلنت شركة بي إم دبليو عن طرح سيارتها i3 الكهربائية في الأسواق بتكلفة تبلغ نحو 46 ألف و948 دولاراً أمريكياً، التي يمكنها قطع مسافة تتراوح ما بين 130 و 160 كليومتر. وتوفر الشركة الألمانية نظام توسيع مدى السير لسيارتها الصديقة للبيئة نظير تكلفة إضافية تبلغ نحو 6714 دولاراً أمريكياً، حيث يعمل هذا النظام على توسيع مدى السير بمقدار يتراوح ما بين 100 إلى 160 كيلومتر إضافية.
فيديو قد يعجبك: