إعلان

السرطان أنهى حياته وفقد نجليه بالمرض والحرب.. حكايات صلاح منصور

10:07 م الثلاثاء 17 مارس 2020

كتب- بهاء حجازي:

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير صلاح منصور، واحد من "أسطوات" فن التمثيل في مصر، إذ ولد في 17 مارس 1923، وتخرج في معهد التمثيل عام 1947 في دفعته الأولى، وكان زميلا للفنانين شكري سرحان وفريد شوقي.

وبدأ صلاح منصور حياته الفنية على المسرح المدرسي عام 1938 في أثناء دراسته، وعمل محررا فى مجلة روز اليوسف عام 1940، ثم كون من زملاء دفعته فرقه المسرح الحر عام 1954.

وكانت أول أعمال صلاح منصور في السينما بدور صغير في فيلم (غرام وانتقام) عام 1944، ليشارك بعدها في عشرات الأعمال ما بين السينما والمسرح وأيضا التليفزيون، ومن أبرز أعماله "الزوجة الثانية، على هامش السيرة، ليل ورغبة"، وغيرها من عشرات الأعمال الناجحة.

ونرصد لكم في هذا التقرير حكايات صلاح منصور:

الكوميديا في حياته

قال الفنان الراحل شكري سرحان، في فيديو نادر إن الفنان صلاح منصور كان من قمم الفنانين، فكان عطاؤه كبيرًا ومتجددًا ومتسعًا، موضحا: "كان من الممكن أن يكون عظيمًا في الكوميديا، لو اتجه لها، فكنا وقتها سنكسب فنانا كوميديًا من أعظم ما يكون".

وأوضح سرحان أن "منصور" كان خفيف الظل، يمتاز بتلقائية عجيبة، ففي إحدى المرات كانا يشاركان في بطولة مسرحية مأخوذة من رواية فرنسية، وكان "منصور" وقتها مقيمًا بحي الناصرية، بينما كان "شكري" يقيم بحي المبتديان، فكانا يلتقيان لمذاكرة مشاهد المسرحية.

وتابع: "كنت أقول في أحد المشاهد رميت في صميم الفؤاد بسهم، وهي أول جملة لي بالمسرحية، وفي إحدى المرات كنا نسير في الشارع ودون قصد قام صلاح بصدم أحد الأشخاص مفتولي العضلات في عينه، فقام الأخير بنهره، فرد صلاح بتلقائية رميت في صميم الفؤاد بسهم".

وأشار إلى أن صلاح منصور كان يعشق صوت القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، وأخبرني أن هناك شيخًا ذا صوت جميل، يقرأ القرآن طول شهر رمضان الكريم في قصر عابدين، وكنا نجلس في أول صف أمام الشيخ مصطفى".

وأضاف: "صلاح كان دايما يبقى منسجم ويقول آه والنبي، أيوه يا شيخ، الله، يا سلام، وكان كل يوم يطلب الشيخ في التليفون عشان يعرف هو هيقرا فين النهاردة، ومرة قالوله ده راح عزا، فكلمني ورُحنا العزاء، وطول ما هو قاعد يقول يا سلام، آه يا سيدي، وفجأة لقينا راجل طويل عريض جاي يقوله جرا إيه يا أستاذ، إيه اللي إنت بتعمله ده، ده ميتم اتنين أخوات ماتوا في حادثة، وإنت مصهلل ومجلجل؟!، فقام صلاح بصله، وقا له رميت في صميم الفؤاد بسهم".

وأوضح أن الرجل كان مصرًا أن يغادر صلاح منصور العزاء، إلا أن الشيخ مصطفى إسماعيل قال: "لو هو قام أنا هقوم قبله"

- علاقته بصلاح أبو سيف

حالة توهج تحدث لصلاح منصور عندما يجتمع في عمل فني مع صلاح أبو سيف، وقد تعاونا معا لأول مرة في فيلم بداية ونهاية عام 1960، حيث قدم منصور دور "سليمان البقال" الذي يخدع "نفيسة" الفتاة العانس التي جسدتها ببراعة سناء جميل، ونجح صلاح منصور في تجسيد هذا الدور ببراعة.

نجاح منصور، جعله المرشح بقوة لدور العمدة عتمان في الزوجة الثانية، وفي وثيقة نادرة تُظهر أن الدور رُشح له أحمد مظهر وصلاح منصور، لكن في النهاية ذهب الدور للأخير، الدور الذي يعد أشهر أدواره وأكثرها قربا للناس.

وصل صلاح منصور للقمة من خلال هذا الدور، وقدم مع سناء جميل دويتو رائع، وحتى الآن لا يمكن أن ننسى جملة سناء منصور: " الليلة يا عمدة"، ورده عليها: "هي حبكت الليلة".

في "بداية ونهاية"، و"الزوجة الثانية"، لعب صلاح منصور دور الشر، فقرر أبو سيف انتزاع منطقة أخرى من مناطق التجسيد لدي صلاح منصور، من خلال فيلم القضية 68، إذ قدم صلاح منصور دور الرجل الطيب، الذي يرى أن حل المشكلات يجب أن يكون بالمصالحة والود، بعيدا عن أدوار الشر الذي أتقنها منصور.

حياته الشخصية

الألق الذي عاشه صلاح منصور فنيا، كان خلفه حزنا عميقا في حياته الخاصة، فعاش منصور خلف الكاميرات قصة ألم حقيقية بسبب ابنه الأصغر هشام، الذي أصيب بضمور في أعضائه، وكان يسافر معه كل عام إلى لندن، لعلاج الصمم والتخلف.

نفذت أموال صلاح منصور، فتقدم بطلب علاج لنجله على نفقة الدولة تمت الموافقة عليه لمدة 3 أشهر، وبعدها رفضوا تجديده، وصادف حينها زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للعاصمة البريطانية لندن، والتقى السادات هناك الجالية المصرية في السفارة وطلب منه الفنان الراحل، مد فترة علاج ابنه ووافق الرئيس على الأمر "شفاهية"، ولكن "منصور" أصر على أن يكتب السادات القرار حتى يطمئن قلبه وهو ما نفذه السادات، وبعد 10 سنوات من رحلة المرض وشهور من موافقة السادات توفى الابن بعد إجرائه عملية جراحية في لندن.

وفاة هشام كانت بمثابة الصدمة لمنصور، فأصيب بصدمة عصبية، وبدأت تداهمه الأمراض، فعانى من سرطان في الرئة وتليف في الكبد، ومع ذلك، أخفى ألمه عن كل من حوله.

استشهاد نجله

شارك ابن الفنان صلاح منصور في حرب أكتوبر سنة 1973، وكان أحد الأبطال الشهداء في المعركة، وعندما جاء لصلاح منصور، خبر استشهاد نجله وزع حلويات على جيرانه والمارة في شارع منزله.

وفي حفل تكريم أسر الشهداء، عانق منصور الرئيس السادات وبكى في حضنه وتبرع بمكافأة ومعاش ابنه الشهيد لتسليح الجيش المصري.

وفاة صلاح منصور

دخل صلاح منصور لمستشفى العجوزة، وكانت معه زوجته وابنه الأكبر مجدي، وكانت آخر كلماته التي قالها لهم وفقا لزوجته: "لا تبكوا، فقد عشت عمري وأنا أكره أن أرى الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتي".

وفي يوم الجمعة 19 يناير عام 1979 رحل صلاح منصور عن عمر يناهز 56 عامًا، وبعد وفاته تقدمت أرملة الفنان الراحل بطلب للرئيس السادات لصرف معاش استثنائي بسبب ضيق ذات اليد، ووافق السادات على طلبها، تقديرا لما قدمه صلاح منصور لمصر وللفن.

حلقة عن صلاح منصور

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان