إعلان

عبدالرحيم كمال: لا أقحم الصوفية في أعمالي.. وسعيد بـ"خيال مَاَته" و"الكنز 2" ظُلم

09:00 ص السبت 23 نوفمبر 2019

حوار- ضياء مصطفى:

استطاع الكاتب عبدالرحيم كمال أن يجد لنفسه مساحة خاصة في عالم السينما والدراما، وإن كان تفوقه الأكبر في الأخيرة، فارتبط الجمهور بمسلسلاته منذ الرحايا حتى أهو ده اللي صار.

ورغم ذلك التفوق الدرامي، فإن أول أعماله كانت في السينما من خلال فيلم "على جنب يا أسطى"، كما عرض له في عيد الأضحى الماضي فيلمي "خيال مآتة" و"الكنز 2"، وهما التجربتين اللتين دافع عنهما بشدة، مؤكدا أنه سعيد بكل منهما.

ويرى كمال إنه يتحدث عن الإنسان والحب في أعماله، وهو ما يفسره الناس بالميل للصوفية، رافضا أنه يقحم الصوفية في أعماله.

وصاحب "الخواجة عبدالقادر" لا يكتب فقط في السينما والدراما، بل كتب الشعر والقصة والرواية والمقال، وهو ما فسره بأن الأفكار تخرج في الشكل المناسب لها.

"مصراوي" التقى السيناريست عبدالرحيم كمال للحديث معه عن أعماله الأخيرة، وجديده، والتصوف في أعماله، وإلى نص الحوار:

-ما مشروعك في رمضان 2020؟ وهل هناك تعاون جديد مع يحيى الفخراني؟

كان هناك مشروع مع دكتور يحيى والمخرج شادي الفخراني في 2018، وتأجل، ربما يكون في 2021، لكن هناك مسلسلا في رمضان 2020 مع شركة سينرجي، لا يمكن الإعلان عن تفاصيله الآن، لكنه بطولة جماعية.

عبدالرحيم كمال (4)

-كيف تقيم تجربة خيال مآتة خاصة أنه لم يتصدر الإيرادات؟

الإيرادات لا تهمني ككاتب، أنا أكتب أفلام أحبها دون التفكير في إيراداته، لو سرت في هذ الطريق، لن أكتب ما أحبه وسأبحث عن "الإيفيه"، وما يحدث بعدها ليس بيدي، وتحقيق الفيلم لـ40 مليون جنيه دليل على نجاحه، هذا ليس فشلا، لكنه ليس من نوعية الأفلام الكوميدية، المعتمدة على الإضحاك طول الوقت، وهو فيلم مهم لم يقدمه أحمد حلمي من قبل، والجمهور كان يخرج من دور العرض يتحدث عن الفيلم، وهناك أفلامًا إيراداتها 80 مليونا، ولكن الجمهور يخرج منها دون أن يتذكر منها شيئا.

"الإنسان والحب" جوهر أعمالي.. وأتمنى تقديم عمل موسيقي وآخر عن "صدر الإسلام"

-لماذا تأخر خروج خيال مآتة رغم أنه مشروع من 2009؟

هذا التعاون الأول مع حلمي وخالد مرعي، وهو أطول تعاون، ظللنا 10 سنوات، وكنا سنبدأ تصويره قبل فيلم لف ودوران وتأجل الأمر، منذ البداية وشخصية العجوز هي الثابتة، وحدثت عشرات التغييرات، أحيانا بوجود حفيد وأحيانا دونه، ودخل الفيلم الرقابة أكثر من مرة بأسماء وأحداث مختلفة، والحمد لله قدمنا شيئا جمعينا راضون عنه.

-ولماذا لم يستطع الكنز 2 تحقيق المعادلة التي حققها الكنز 1 بجمعه بين الإشادة النقدية والإيرادات؟ ولماذا لم يروج له صناعه؟

الكنز 2 ظُلم في توقيت عرضه، رغم أني أرى أنني كنت موفقا في الجزء الثاني بشكل أكبر، كحكاية وسرد، وبشكل عام أرى أن الجزأين من الأشياء المهمة التي قدمتها في حياتي، وتحدثت عن مصر بشكل جميل، وبشأن ترويج صناعه له عبر السوشيال ميديا فهذا ليس العامل الأساسي، الفيلم ينزل للجمهور والناس تدخل وتحكم، الفيلم ظلم بسبب كثرة التأجيلات، ما أفقد الكثير الحماس له وأصبحوا لا يصدقون موعد عرضه، ثانيا أن أبعد المواعيد توفيقا لعرضه كان في عرضه في العيد، لأنه غير مناسب لنوعية أفلام العيد.

-ألم تخشى بعد فيلم الكنز 2 ومسلسل زلزال أن يتأثر اسم عبدالرحيم كمال في السوق؟

ما يحدد مكان عبدالرحيم كمال في سوق الكتابة ما يكتبه والخطوات التي يأخذها في الكتابة، أنا لم أقدم عملا يشبه الآخر، أو عملا ليس له علاقة بالناس والتاريخ والمستقبل، منذ مسلسل الرحايا وحتى الآن، والخطوات التي أقدمها تزيد من ثقة الناس فيّ سواء للجمهور أو في الوسط الفني، وأنا معتز بكل خطوة.

"أهو ده اللي صار" موسم بمفرده ولو عرض في الشتاء لنجح

-الكثير لا يعلم تجربتك في "على جنب يا أسطى" و"شباب أون لاين".. كيف تقيم تجربتك في الكوميديا؟

ليس الكوميديا فقط، ربما أكتب "أكشن" أو تشويق، لكن هناك رابطا دائما أن يكون العمل لا يخلو من الإنسانيات، قد أكتب "رعب" لكنه مرتبطا بالإنسان والحب أيضا، حتى تجربة على جنب يا أسطى كوميديا إنسانية، وفي أعمالي التراجيدية مثل دهشة والرحايا كان هناك إضحاك، لأن الدراما مثل "البني آدم" فيها كل حاجة.

عبدالرحيم كمال (2)

-هل تفضل تكرار التعاون مع المخرجين نفسهم؟

قدمت مع حسني صالح مسلسلين في البدايات هما الرحايا وشيخ العرب همام، ونجحنا، ثم 3 أعمال مع شادي الفخراني، وارتبطت أنا وهو ودكتور يحيى كثلاثي، وعملت مع مخرجين آخرين مثل أحمد شفيق وحاتم علي وشريف عرفة، المخرج حاجة مهمة، والمخرجين الجيدون في مصر يعدون على أصابع اليدين، والتجديد حاجة مهمة، لو في مخرج جيد ونستطع التجدد دائما، سنستمر، إذ وصلنا للتشبع، سيبحث كل منا عن شريك آخر، لا يوجد ارتباط شرطي.

هناك أعمال بينها فاصل عامين وأخرى قدمت مع بعضها.. هل تأخذ وقتا طويلا في كتابة أعمالك؟

المشكلة في أن العرض ليس له علاقة بالكتابة، أنا أكتب طول الوقت، هناك ما يأخذ وقتا طويلا وهناك العكس، الخواجة عبدالقادر كتب في وقت قصير لأنني كنت متشبعا به، وأعمال أخرى كتبت في سنة، أما وقت العرض فليس لك تحكم فيه ككاتب.

-هل ضايقك عرض "أهو ده اللي صار" خارج رمضان؟

"أهو ده اللي صار" كان سينجح في أي وقت، هو موسم بمفرده، لو عُرض في الشتاء لنجح، كنت مطمئنا لهذا الأمر، لأنه يتحدث عن 100 عام من الحب وقريب من الجمهور ومشاعرهم، ولقد كانت كتابته صعبة، لجمعها بين الحقيقة والخيال، كان من أصعب وأمتع التجارب.

عبدالرحيم كمال (5)

-هل تحرص على إقحام الصوفية في أعمالك؟

لا يجوز الإقحام في الأعمال الدرامية، أنا أقدم أعمالا عن الحب والإنسان، البعض يرى ذلك تصوفا، بعض الجمل الحوارية في أعمالي رومانسية ويرأها الناس تصوفا، مسلسل ونوس ومسلسل يونس ولد فضة خلا من التصوف، وأنا أرى أن التصوف في معناه الرقيق ليس الطرق الصوفية، ولكنه أن تعيش الحياة بحب.


لا أهتم بالإيرادات.. وابتعادي عن الأدب جعل كتابته أصعب

-"خيال مآتة والكنز" و"ونوس ويونس ولد فضة".. هل عرض عملين لك في التوقيت نفسه يمثل مشكلة؟

لو 5 أفلام أو مسلسلات تعرض في الوقت نفسه، لا تمثل لي مشكلة، ولم أنزعج من عرض الكنز وخيال مآتة في وقت واحد، المشكلة كانت في أن التوقيت ليس مناسبا لفيلم الكنز 2.

-هل تكتب أفلامك ومسلسلاتك على هيئة عمل أدبي وتحولها؟

لا.. لا بد أن أحدد، وأكتب الأفلام والمسلسلات بشكل مباشر، ربما أجد فيما بعد أنها تصلح لتكون رواية، أو أكتب رواية وأرى فيما بعد أنها تصلح لعمل سينمائي، لأن طريقة السرد مختلفة.

-هل أبعدتك كتابة السيناريو عن الرواية؟

بالطبع، وجعلت كتابة الرواية أصعب، حين كتبت رواية "بوابة الحانة" كانت صعبة جدا، لأن الأدب فن صعب ولا يجوز هجره، ويحتاج تركيز وحشد روحي، نفسي أكتب باستمرار قصصًا قصيرة وروايات، لأنها تمنحني حالة جيدة.

-هل لديك رواية تريد تحويلها لفيلم أو مسلسل؟

بوابة الحانة، كنت سأحولها منذ عامين، ولكن ظروفا منعت ذلك، وأنتظر الوقت المناسب لتقديمها.

تعاون مع حلمي وخالد مرعي هو الأطول في تاريخي

منذ تجربة شباب أون لاين في 2003 حتى على جنب يا أسطى في 2008.. ماذا كان يفعل عبدالرحيم كمال؟

أنا أكتب قصة قصيرة منذ عام 1995، وكنت أرى أنها أعظم الفنون، ثم دخلت معهد السينما وتخرجت في 2000، وشعرت أن السينما ستكون معوضا عن كتابة القصة، ومنذ 2000 ولحد 2007 كان هناك محاولات منها سيت كوم وبرامج وبعدت عن الأدب، فقط في 2001 كتبت "إلى الدنمارك وبلاد أخرى"، وكان السوق صعب وقتها، حتى جاء "على جنب يا أسطى"، وبالمناسبة كانت فكرة عن زبون يتوفى داخل التاكسي، ثم تطورت الفكرة للحد التى ظهرت عليه.

-لماذا تكتب مقالات رغم إنك تعبر عن أفكارك في أعمالك؟

لا يوجد شيء بالورقة والقلم لم أفعله، كتبت للراديو والمسرح وست كوم وسينما ومسلسلات ومقالات وأغاني وشعر فصيح، لدي أفكار ورؤى أريد عرضها، ربما تخرج في شكل مقال ولا تنفع للسينما، أو تكون قصة قصيرة ولا تصلح مقالات، وهكذا.

عبدالرحيم كمال (6)

-ما الأغاني التي كتبتها؟

أغاني مسلسل أهو ده اللي صار، ومداح القمر في مسلسل الخواجة عبدالقادر، وأحيانا أكتب بشكل حر مع أصدقائي الذين يدندنون، ربما يأتي وقتا مناسبا لطرح ديون، وإذ قدمت عملا موسيقيا سأكتب أغانيه.


المخرجون المتميزون في مصر يعدون على أصابع اليدين

-لماذا تجاربك في المسرح قليلة؟ وهل تتعاون مع القطاع الخاص؟

لدي تجربتان في المسرح القومي، وهناك مسرحيات أخرى كتبها لكنها لم تنفذ، وأتمنى بالطبع تقديم مسرحيات كبرى، وأنا في كلية تجارة خارجية كنت "ميال" للمسرح، المرحلة الوسيطة بين الأدب والسينما.

-هل ترى أن العمل 30 حلقة يظلم أحيانا السيناريست؟

أحيانا تظلم، أفكار كثيرة لا تحتاج أكثر من 7 حلقات، وكثيرا ما تكون لدي أفكار من هذا النوع لا يمكن كتابتها في 30 حلقة.

-ما المشاريع التي تتمنى تقديمها؟

أفلام عن مصر، ليس على سبيل المزايدة، لكن هناك أعمال تقدم ولا تعرف في أي زمن أو مكان، قد يكون تاريخيا أو دينيا أو رومانسيا، وأتمنى أيضا تقديم عمل عن عصر صدر الإسلام.


أقدم عمل بطولة جماعية في رمضان المقبل

-هل من الممكن أن تقدم عملا يعرض عبر تطبيقات؟

بالطبع، هذا هو المستقبل، والجيل المتبقي المرتبط بالتليفزيون نسبته أقل، ومع الوقت سيختفي تماما.

ما آخر الأعمال التي شاهدتها وأعجبتك؟

تراب الماس، وقلب أمه.

-كيف كانت تجربتك عضو لجنة تحكيم في مهرجان الإسكندرية؟

شاركت من قبل في تجارب خاصة بمعهد السينما، لكن هذه هي المرة الأولى للتحكيم في مهرجان الإسكندرية، وأول مرة بشكل احترافي، ولقد استمعت بمشاهدة الأفلام القصيرة، التي أحبها، في المهرجان، كما كان هناك أفلام جيدة، وسعدت بالعمل مع الدكتور يحيى عزمي، أستاذ السيناريو، والفنانة رانيا فريد شوقي، والمخرج عمرو عابدين، وكانت تجربة ممتعة ليا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان