إعلان

محمود قابيل: الرومانسية اختفت بسبب "اللمبي" وكنت أتمنى تجسيد شخصية عبدالحكيم عامر (حوار)

08:14 م الخميس 31 أكتوبر 2019

حوار - ضياء مصطفى:

تكريم بمهرجان الإسكندرية وعودته للسينما تشكل المحطة الفنية الحالية للفنان محمود قابيل، الذي اتسمت علاقته بالوسط الفني بـ"الاقتراب ثم الغياب".

فالمرشح الأول لفيلم "فجر يوم جديد" ليوسف شاهين، أخذته الكلية الحربية قبل أول أفلامه، ليعود مجددا للسينما من بوابة "جو" لكن في فيلم العصفور.

ورغم أن أعين المنتج الكبير ومكتشف النجوم رمسيس نجيب التقطته ومنحته فرصة على طبق من الذهب، فإن الوفاة حالت دون استكمال المشروع، فكانت السياحة ملجأ له، لكن دون الابتعاد عن الفن.

ومجددًا يعود للغياب بسبب مشروع لعائلته في أمريكا، تاركًا الوسط الفني 10 سنوات، ليعود بنية البدء من الجديد في التسعينيات، لتخطفه الدراما ويصبح أحد نجوم المسلسلات المصرية، لكنه غاب مرة أخرى لمدة 4 سنوات، منذ عام 2015.

"مصراوي" التقى الفنان محمود قابيل للحديث معه عن أبرز محطاته في الفن، والعودة، وتكريم مهرجان الإسكندرية، كما استعان ببعض المقتطفات من الكتاب الذي أصدره المهرجان عن الفنان الكبير، وإلى نص الحوار..

-هل عوضتك مشاعر الحب في مهرجان الإسكندرية عن الغياب؟

بالطبع، فرحت بهذه الحالة، الحب هو الشيء الوحيد، الذي إذا منحته زاد ولم يقل، الجميع يحبني، لأني أحب وأحترم وأقدر الجميع، وسعيد بتكريمي في مهرجان الإسكندرية، وأتشرف بحالة الحب من أصدقائي في الوسط الفني.

فوجئت بقبولي في الكلية الحربية وشكرًا لـ سناء جميل

- فلنعود لنقطة الانطلاق.. لماذا فضلت الكلية الحربية على التمثيل؟

علاقتي بيوسف شاهين بدأت وأنا في المرحلة الثانوية، فقد كنت صديقًا لـ نادية ذو الفقار ابنة فاتن حمامة، وعرفتني عليه، وصارت بينا صداقة كبيرة رغم فارق السن، وفوجئت به يحكي لي عن فيلم "فجر يوم جديد"، وسألني ترشح من يكون البطل وبعد أسماء كثيرة، فوجئت به يقول أنت ستكون البطل، اندهشت، لم يكن التمثيل في رأسي، أحب الغناء والرقص وأشاهد الأفلام، لكن لم أفكر في الأمر، وكانت فاتن حمامة هي بطلة العمل، ولكنها اعتذرت لسفرها إلى إسبانيا مع عمر الشريف، فترشحت للدور سناء جميل، وحين رأتني تحدثت مع شاهين بالفرنسية وقالت "إني لسه صغير"، فلم تكن تدرك إني أتحدث الفرنسية، خرجت متوترًا، وحين عدت للبيت، فوجئت بقبول أوراقي في الكلية الحربية.

-لماذا أخفيت على عائلتك تقديم أوراقك للكلية الحربية؟

زوج خالتي الوحيد الذي كان يعلم بذلك، وهو من أخبرني بقبولي، فكنت اعلم أن والدتي سترفض، ولذلك أخفيت عليهم الأمر، الذي شكل لهم صدقة، وكانت والدتي على يقين بأني لن أطيق الحياة العسكرية، وسأترك الكلية الحربية، لكنها كانت أجمل أيام حياتي، أما سبب تعلقي بالكلية الحربية فقد حدث موقفا في طفولتي جعلني متعلقا بالأمر، فذات مرة شاهدني والدي وأنا أكون جيشين من أعواد الكبريت، وقلت له إنها معركة حربية، فقال لي إذا أردت أن تكون ضابطا للتدافع عن البلد، سأقدم لك في الكلية الحربية، وهو ما جعلني لأول مرة افكر في أن أكون ضابطا.

-عقب تخرجك بعام حدثت النكسة.. كيف أثر الأمر عليك؟

بكل تأكيد أثرت على مواطنا وضابطا بالجيش، وقد اشتركت في كل حروب الاستنزاف حتى خرجت من الجيش في أبريل عام 1973، بسبب إصابتي 3 مرات، ولقد كان السادات صاحب قيمة كبيرة، فقد فوجئنا بخروج عدد كبير من الضباط بسبب الإصابات، حتى إن إسرائيل قالت إنه "يسرح خيرة قواته"، وكان هذا جزءًا من خطته للحرب.

لقائي برمسيس نجيب بدأ بالتوبيخ ووفاته صدمتني

- لماذا عدت للفن مرة أخرى بعد خروجك من الجيش؟

بسبب غيابي الطويل خلال حروب الاستنزاف، ظن يوسف شاهين إنني استشهدت، حتى قابلني ذات مرة، وطلب مني كلما أعود في إجازة مقابلته وأحكى له ما يدور في الجبهة، وأصبح الأمر عادة، وتعرفت وقتها على أبطال فيلمي الأرض والاختيار، إذ كان يصورهما خلال هذه السنوات، وقبل خروجي بشهرين، كان قد انتهى هو ولطفي الخولي من كتابة فيلم العصفور، واشتركت فيه "1974"

- رفض أحمد مظهر فيلم الكرنك لكونه ضد عبدالناصر.. فلماذا قبلت فيلم العصفور؟

أحمد مظهر كان دفعة عبد الناصر وهذا أمر مقدس في الكلية الحربية، كما أن فيلم العصفور عرض ما يحدث بأمانة حقيقية، وكانت جميع قصصه مستوحاة من قصص حقيقية، ومتضمنة ما حكيت عنه ليوسف شاهين خلال إجازاتي.

- لماذا بعد الانطلاقة القوية مع شاهين وحسين كمال ورمسيس نجيب والحديث عن جان السينما الجديد سافرت؟

لا أظن أن الأمر وقتها كان ذلك، قدمت العصفور، وظللت عاما دون عمل ثم قدمت الحب تحت المطر "1975" مع حسين كمال، وذلك بعد انسحاب حسين فهمي ومحمود ياسين، وعُرض الفيلم لمدة أسبوع ورفع من دور العرض، وظللت أيضا بعدها دون أعمال جديدة، حتى فوجئت باتصال من رمسيس نجيب، وبعد عملين معه توفي، حتى جاء قرار السفر، حسين كمال قال ذات مرة: "قابيل طلع بسرعة الصاروخ، لكن طلع واختفى".

- هل السفر أثر على مشروعك السينمائي؟

أولا الندم ليس في قاموسي، وأنا كنت مضطرًا للسفر، شقيقي طلب أن نساعده في مشروع العائلة الزراعي في ولاية تكساس الأمريكية، وشقيقي الأصغر كان قد أنجب ابنته في هذا الوقت، ورفض أن تنشأ هناك، وكنت أنا متزوجًا حديثاً، فسافرت وكانت مرحلة روحانية بالنسبة لي، فحياة المزارع جميلة للغاية، ودرست الزراعة، وحصلت على الماجستير، حتى حان وقت العودة.

- قبل السفر.. كيف لقاء رمسيس نجيب أثر في حياتك؟

بعد فيلمي العصفور والحب تحت المطر ظللت لفترة، حتى فوجئت بطلب من المنتج رمسيس نجيب، لكي أذهب له في المكتب فقلت لنفسي: "هيكتشفني بقى وأبقى بطل في السينما"، وحين دخلت عليه، قال لي (إيه الأفلام الوحشة اللي انت عاملها ديه !)، وحين قررت الانصراف، قال: (بس إنت ممثل كويس، وهتعمل معايا فيلم)، فسألته عن السيناريو، رد: "سيناريو ايه إنت هتشتغل مع رمسيس نجيب، ثم اتصل برقم عبر الهاتف، وقال لي: "كلم حسين كمال على التليفون، وقل له شكرًا إنك رشحتني لفيلم (بعيدًا عن الأرض)، ورد عليّ كمال قائلا: (على الله يطمر)"، بعد هذا الفيلم تغيرت العلاقة بيننا وأصبحت قوية للغاية، وكان معه في كل خطوة، ويوجهني للصواب، ثم فوجئت به يقول لي ذات مرة ستشارك في فيلم "وادي الذكريات" مع الفنانة شادية، من إخراج هنري بركات، وأن التصوير في سوريا، ليتحول الفن إلى قدر بعد أن كان مجرد هوية، ولكنه توفي خلال تصوير الفيلم.

عملت في السياحة بمساعدة يوسف شاهين

- ماذا فعلت بعد وفاة رمسيس نجيب؟

قدمت عدة أدوار خلال نهاية السبعينيات مثل القاضي والجلاد، والفخ، والملاعين، وقدمت فيلمًا إيطالياً هو "Flatfoot in Egypt" قبل السفر، ولكني كنت أرفض أعمالا كثيرة وقتها، وشعرت بعدم التوازن لفترة، ولكنني عملت في السياحة في ذلك الوقت، بمساعدة يوسف شاهين، وحققت نجاحًا كبيرًا، حتى وصلت إني أدير فروع الشركة في الشرق الأوسط.

- لماذا لم تقدم البطولة المطلقة وقتها؟

عمري ما فكرت إني أكون بطل، أنا لا أشعر داخلي إني بطل، وكنت متسامحًا وراضياً عما أفعله، كنت أبحث عن الدور الحلو والذي يناسب عمري والمخرج الجيد، عملي في السياحة جعلني قادرًا على الرفض، ولست مضطرًا للضحك على "نكتة بايخة" لمنتج، ولأني كنت أفعل ما يعجبني، هذا جعلني بعيدًا، ولم أكن خيارًا مفضلا لدى الكثير من المنتجين.

- عدت للعمل مع بداية التسعينيات.. كيف تقيم الأمر؟

رجعت وأنا مستعد للبدء من الصفر، وليس النجم الذي انطلق في نهاية السبعينيات، وعملت بعض الأعمال، حتى قدمت "لحم رخيص" مع المخرجة إيناس الدغيدي، التي كنت أعرفها منذ فيلم "وادي الذكريات"، فقد كانت مساعدة للمخرج هنري بركات، وكان اللقاء هنا في الإسكندرية، وإلهام شاهين كانت "جدعة معايا" في الفيلم، والحمد لله الناس كانت لسه فاكرني، وتبقى أن أحسن الاختيارات.

الدراما عوضتني.. وشكلت ثنائياً ناجحًا مع يسرا

- هل تعتبر أن الدراما عوضتك؟

أرى ذلك، وخاصة مسلسل هوانم جاردن سيتي "1997"، وجاء نجاح "ضبط وإحضار"، لأن الجمهور ارتبط بالثنائي "ندى بسيوني وأنا"، وندى كانت متقمصة شخصية "سعاد كاظم" للغاية، لدرجة أنه خلال مقابلة تليفزيونية في أثناء الجزء الثاني، قالت: "شايفين الخاين، سابني واتجوز نجوى"، تقصد عزة بهاء، وهناك أعمال درامية أخرى أيضا حققت نجاحًا كبيرًا.

- لماذا كان الاختفاء خلال السنوات الأربع الماضية؟

أشارك الآن في فيلم 2 طلعت حرب، للمخرج مجدي أحمد علي، وسبب غيابي الفترة الماضية كان لعدة أسباب، منها التأثر بالحالة السياسية للبلاد بعد 25 يناير.

-شاركت في المسرح لمرة واحدة.. كيف تقيم التجربة؟

مسرحية "عسل البنات"، وللأسف لم تصور، وكانت المرة الأولى للمخرج محمد النجار أيضا، ومن تأليف يوسف معاطي، وحققت نجاحًا وقتها، وعُرضت لمدة شهر.

- من النجمة التي ترى أنها شكلت معك ثنائيا نجاحا؟

يسرا.


آسر ياسين الأفضل.. وأحمد عز يصلح للأعمال الرومانسية

- ما النجم الذي تراه الأبرز في الجيل الحالي؟

بحكم مشاهداتي، آسر ياسين، ربما يكون هناك نجوم آخرون قدموا أعمالاً جيدة لكن لم تتح لي مشاهدتها، لكن فيما شاهدته أرى أنه الأفضل.

- لماذا اختفت الأعمال الرومانسية؟ ومن النجم القادر على تقديمها؟

اسألو نفسكم، الرومانسية اختفت لما ظهر "اللمبي"، المنتجون أصبحوا يمليون للكوميديا والأكشن، بعد أن قلب فيلم "إسماعيلية رايح جاي" الدنيا.

أما الفنان المناسب للرومانسية، أرى أحمد عز يصلح لذلك، عملنا في فيلم "كلام الليل"، هو يميل للرومانسية، ولا بد أن تأتي له الفرصة، خاصة أنه محافظ على اللياقة البدنية لجسده.

- ما الدور الذي كنت تتمنى تقديمه؟

المشير عبدالحكيم عامر، ولكن السن أصبح غير مناسبا الآن، وأنا أرى أنه ليس المسؤول عن النكسة، فلقد كنت معاصرا، والمشير كان معشوقًا من أصغر جندي لأعلى رتبة، لا أقول إنه نابغة عسكرية بسبب الترقي الكبير الذي حدث له فأفقده بعض المعلومات العسكرية، لكن القدرات الإدارية موهبة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان