إعلان

الجمهور أم الإعلام أم الدولة.. من وراء "الشهرة الزائفة" لراقصات "السوشيال ميديا"؟

11:07 ص الخميس 22 فبراير 2018

راقصات السوشيال ميديا

كتبت- سما جابر:

بظهورهن المفاجئ على الساحة الإعلامية، بسبب الدعوات القضائية التي تقام ضدهن، وتحقيقهن للشهرة حتى وإن كانت مزيفة، يبدأ الجمهور والمهتمين بالمجال في إثارة التساؤلات حول المتسببون في تلك الشهرة التي تحصل عليها الراقصات أو بطلات بعض الكليبات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتثير الجدل حولها.

ربما يعتقد البعض أن المتسبب في تلك الشهرة هو الجمهور، حيث يمجّد ويساعد في زيادة انتشار مثل هؤلاء بمشاركة ما يقدمونه على مواقع التواصل، أما البعض الآخر فيرى أن السبب هو وسائل الإعلام التي أصبحت تصنع "من الحبة قُبة" في معظم القضايا، فبمجرد ظهور إحدى الراقصات -وكان آخرهم جوهرة- على مواقع التواصل، وانتشارها بين أوساط الشباب بسبب الفيديوهات الراقصة، والخارجة أحيانًا، نجد أن هؤلاء والمتحدثين الرسميين لهم أصبحوا ضيوفًا على البرامج، وصفحات الجرائد والمواقع.

كذلك يرى البعض أن الدولة هي من تسلط الضوء على هؤلاء بسبب إثارتها لقضايا ضدهن أو الإعلان عن ترحيلهن خارج مصر

"مصراوي" حاول البحث عن المتسبب في تلك الشهرة الزائفة التي تتمتع بها بعض الراقصات، وهل هم الجمهور أم وسائل الإعلام أم الدولة؟، سألنا الناقد الفني طارق الشناوي والناقد والمؤرخ محمود قاسم والخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز عن تلك الأسباب، ورصدنا إجاباتهم في السطور التالية:

الناقد الفني طارق الشناوي

يرى الشناوي أن الدولة هي من تتسب في انتشار هؤلاء، فهي أحيانا تصنع "من الحبة قبة" فبالتالي تأخذ صحافة هذه القبة وتجعلها 10 قباب.

وأضاف: "فعلى سبيل المثال فإن الدولة هي من أثارت قضية جوهرة في البداية بالرغم من أنه توجد راقصات يبثون رقصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ويرتدين ملابس أكثر إثارة من جوهرة، لكن الدولة هي من أثارت الجدل حول تلك الراقصة بعدما قالت إنها سيتم ترحيلها، والصحافة نقلت عنهم الأخبار، لكن يجب أن نعترف بأن الدولة أحيانا تتورط وتورط نفسها والصحافة في قضايا كان من الممكن أن تمر ببساطة وكأن شيئا لم يكن"

واختتم الناقد الفني الكبير: "جوهرة استفادت بكل تأكيد مما حدث فأصبحت منتشرة بشكل أكبر في الميديا واستضافها أكثر من برنامج لأنها شغلت الرأي العام، وهناك جزء متعلق بالمتلقي الذي يريد معرفة الموضوع وهو ما يجب أن تقدمه له الصحافة".

الناقد الفني محمود قاسم

أكد أن من يُخرج مثل هؤلاء الراقصات من الأماكن المغلقة للأماكن العامة هو الإعلام، بينما الجمهور يجلس مترقبًا الأمور، مُضيفًا: "على سبيل المثال نحن كجمهور ربما نشاهد راقصة على مواقع التواصل ولم نلتفت إليها، لكن نجد السينما هي التي تبدأ في تحويل تلك الراقصة إلى شخص مشهور"

وتابع: "الإعلام عبارة عن صفحة بيضاء يحاول القائمون عليها ملأها بالفضائح والأشياء المثيرة والقضايا، ولا يوجد شخصية أكثر إثارة من الراقصة، التي يراها البعض أنها من السهل أن تتعرى فتتسبب في إثارة قضية جدلية"، كما لفت إلى أن "السوشيال ميديا" كانت سببًا أيضًا في هذا الانتشار، بينما الجمهور العادي ما هو إلا متلقي لا يساهم في هذه الشهرة الزائفة إلا نادرًا.

الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز

قال إن العاملون في مجال الفن يحققون الشهرة من خلال عدد من المصادر، فالمصدر الأول هو طبيعة الأداء الذي يقدمونه، ودرجة تنافسيته، والمصدر الثاني هو عمليات الترويج والتسويق وهذا الأمر تتدخل فيه مجموعة من العناصر منها الجهة التي يعمل لها المؤدي وقدرتها التسويقية، وجماعات المصالح التي تريد أن تحقق مصالح من خلال دعم العامل بالمجال الفني والتسويق له.

وأضاف أن من ضمن المصادر أيضًا التفاعلات الجماهيرية، وخصوصًا عبر السوشيال ميديا، لافتًا إلى أننا لسنا بصدد مصدر واحد لمنح الشهرة للمؤديين خاصًة من الأجانب، لكنه خليط من العناصر الثلاثة السابقة، ومن يحظى بتوافر العناصر الثلاثة نسميه فيما بعد بـ"سوبر ستار"فجزء منه خاص بنمط أدائه في إطار المنافسة والجزء الثاني خاص بجماعات المصالح والجهة التي يعمل لها والجزء الثالث خاص بالتفاعل الجماهيري وخصوصا على السوشيال.

واختتم "عبد العزيز" تصريحاته بأن السوشيال ميديا لا تستطيع التسويق لنجومية شخص بدون قدر مناسب من الأداء التنافسي، فلا نستطيع أن نأتي براقصة لا تستطيع الرقص ونقول إنها ستحقق شهرة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان